الاسبوع الماضي، كتب صديقي أمين عنابي على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" النص التالي: "قبل حوالي ربع ساعة تقريبا .. وأثناء توجهي الى مجمع رام الله الترويحي لحضور مباراة كرة سلة بين فريق للأشخاص ذوي الإعاقة من قطاع غزة وفريق من الضفة الغربية فوجئت بطفلة تبكي في الطريق وتوقفني بوسط الشارع وتطلب مني ان أوصلها الى أهلها..وخلال الحديث معها تبين أن شخصاً ما حاول خطفها. وعند صراخها تركها في منطقة بعيدة نسبياً عن وسط المدينة بأطراف المدينة .. أوصلتها الى أهلها ...ديرو بالكم ع أطفالكم".
أمين من النشطاء الميدانيين في الانتفاضة الأولى تشهد له جامعة بيرزيت وشوارع رام الله، وممن يعمل بصمت في مواقعه المجتمعية والمهنية المختلفة، برأيي الخاص بأن الله أرسل أمين في الوقت الصحيح لهذه الطفلة، فبعد قراءتي لما نشره أمين ولدت عاصفة من الأسئلة في عقلي: كم مواطناً شاهد هذه الطفلة تبكي دون تقديم يد العون؟ كيف يجب ملاحقة هذه الكلاب الآدمية التي تلاحق أطفالنا؟ أين الأجهزة الأمنية في ملاحقتهم؟!   
وبعد فترة بسيطة من الوقت ينشر أمين على صفحته قائلاً: "لمن يرغب ان يعرف آخر تفاصيل الطفلة التي حاول احد الأشخاص خطفها بعد ظهر يوم الجمعة...أود أن أقول لكم ان المؤشرات الأولية في التحقيقات والمتابعة والبحث من قبل قسم المباحث في شرطة رام الله تشير الى تقدم كبير بمعرفة الفاعل...فكل التحية للشرطة ممثلة بقسم المباحث في المدينة وللضباط العاملين على كشف الحقيقة والذين وصلوا الى نتائج طيبة بأقل من 24 ساعة..."  ثم ينشر قائلاً:" بخصوص اختطاف الطفلة.. تم اعتقال الفاعل واعترف بالتهم الموجهة اليه وسيتم تقديمه للمحكمة صباح هذا اليوم..الوطن بخير".
ظاهرة اختطاف الأطفال تزداد على الصعيد العالمي وفي المجتمعات العربية بالأحياء الفقيرة على سبيل المثال لا الحصر الجزائر ومصر، وخصوصاً بعد كشف العديد من شبكات تجار الأعضاء البشرية أو التجارة الجنسية ومن ناحية أخرى الاعتداء على الأطفال بأشكال مختلفة منها اشباع رغبات هؤلاء الكلاب الآدمية الجنسية!! لا أريد ما حدث مع الطفلة أن يتكرر مع أي طفل، بالتالي لا أريد أن أسمع أصواتاً تقول بأن المجتمع الفلسطيني لن تصله هذه الظاهرة، فمن يقول ذلك لا يشاهد ما يحدث على أرض الواقع من مؤشرات مختلفة تدق ناقوس الخطر، على المجتمع الفلسطيني بكافة مؤسساته أن يقف متكاتفا بقوة ضد أي حدث يمس الأطفال بأي شكل من الأشكال سواء كان على صعيد الاختطاف أو التحرش الجنسي.
على كافة المؤسسات التشريعية والقضائية والتنفيذية والسلطة الرابعة "الإعلام" بالتعاون مع المؤسسات الأهلية عمل خطة وتنفيذها لمكافحة هذه الأفعال أينما كانت في مجتمعنا، حتى تعلم هذه الكلاب الآدمية ما هو مصيرها اذا ما فكرت بتنفيذ أي فعل، وأيضاً محاولة معالجتهم وتأهيلهم اذا كان هناك بصيص أمل لتحويلهم الى آدميين. 
لن أقول شكراً لأخي أمين فهو يحمل من اسمه أفعاله الدائمة على الصعيد الوطني والمجتمعي، شكراً لا تكفي أفعالك اليومية التي يشهدها المجتمع المحيط بك أو على صعيد المهنة التي تقوم بها بدافعك وحسك الوطني وليس كوظيفة تقليدية تنفذ ما يجب تنفيذه دون حس المسؤولية، بل تقوم بعملك اليومي بانتماء وغيرتك على الوطن والمواطن.
الشرطة وبالأخص قسم المباحث، جميع أبناء شعبنا يثقون بكم وهم معكم، دائماً تنجزون مهامكم بكل إيمان ومسؤولية، حياة المواطن الفلسطيني هي أمانة معكم. وأعرف جيداً بأن هناك العديد من القصص التي تسطرونها بشكل يومي بشكل ناجح ومبدع ما زلنا كمجتمع لا نعلم بها من أجل عدم خلق حالة من الرعب والفوضى بين صفوف الشعب، لكن ما تقومون به من ملاحقات يومية للجرائم المختلفة وملاحقة المجرمين قبل وأثناء وبعد الجريمة هي محط أنظار واحترام شعبنا لكم، لكل أفراد المباحث الفلسطينية أنحني احتراما وتقديراً لكم فأنتم ملجأ الأمان لنا.

للتواصل:
بريد الكترونيmehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد