في اليوم العالمي للمرأة عبرت النساء عن غضبهن من الحكومة لإلغائها الإجازة بذريعة الأوضاع الراهنة التي تمر بها فلسطين والمقصود هنا بفلسطين هي الضفة الغربية وما يجري من تنكر لحقوق المعلمين وصمودهم وتمسكهم بإضرابهم وعدالة مطالبهم لنيل حقوقهم واستعادة كرامتهم، وكأن أوضاعنا لم تكن راهنة ومعقدة.
وما قيمة الاجازة والتكريم والاشادة بدورها ومكانتها وانها الام ورفيقة الدرب ودورها الريادي وحماية مكانتها وترسيخ شراكتها الحقيقية بما يحقق لها المساواة والعدالة الاجتماعية، ويمكنها من تعزيز دورها في المشاركة في السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواقع صنع القرار، والحقوق منتهكة وتفرض عليها القيود والقرارات الحاطة من الكرامة والتحقير والتقليل من شأنها وعدم الاعتراف بها كإنسان له حقوق.
في اليوم العالمي للمرأة يستمر التنكر للمرأة وحقوها وحرمانها من أبسط حقوقها بالمنع والقمع والتعنيف والاستغلال والتجاهل باتخاذ القرار في ما يتعلق بمصيرها ومستقبلها، والمساواة في العمل والمعاناة من البطالة والفقر وقدرتها على الاستمرار حرة كريمة. ما قيمة الإجازة عندما تجبر على تنفيذ القرار الجائر وغير القانوني وإجبارها على اصطحاب محرم اثناء التدريب لحصولها على رخصة السياقة، وما قيمة الإجازة عندما تطلق إسراء النملة من زوجها لعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي، وتحرم من حضانة اولادها، لأنها لم تعد صالحة لرعاية نفسها وأولادها والأهم ان تكون زوجة وامرأة مكتملة الأعضاء التي فقدت جزء منها وهي ساقيها، وتحرم من العلاج وعدم تقديم المساعدة لها من الحكومة لاستكمال علاجها، ربما تعود امرأة صالحة من وجهة نطر زوجها وعائلته والمجتمع.
وما قيمة الإجازة والتكريم ونساء وفتيات يقدمن على الانتحار لأنهن فقدن القدرة والاحتمال على صعوبة العيش في غزة ووضعها الكارثي والبحث في النتائج وليس في الاسباب وما قيمة البحث في الدوافع والنتائج بعد قتل المرأة لزوجها وقتل البنت لامها في خان يونس ولم يتم البحث في الأسباب التي أوصلتهما لذلك، وفي الحد الأدنى تقديم الدعم القانوني والمعنوي والرعاية، وما قيمة الإجازة في وفاة الطفلة مرح وعدم حصولها على الحق في العلاج والرعاية الصحية، وغيرها من اللواتي لا يملكن قيمة العلاج والسفر لاستكماله في الخارج، وما قيمة الإجازة والتكريم والإشادة وعشرات النساء المصابات بالسرطان وطلقن من أزواجهن لأنهن لم يعدن نساء.
وما قيمة الإجازة والاوضاع السياسية الراهنة وصبايا بعمر الورد يقتلن من قبل الاحتلال على الشبهة وتركن من دون حماية. وما قيمة التكريم والاشادة ومعاناة المرأة في غزة مضاعفة الخوف والقلق والرعب من فقدان الزوج والامن والبنت من حرب قادمة، وبيت مدمر لم يعمر، وما قيمة كل ذلك في لحظات قطع التيار الكهربائي وقدرتها الفائقة على القيام بعشرات الاعمال المنزلية في ساعات قليلة كي توفر الراحة والهناء لزوجها واولادها ولا احد يقدر ويسمع انينها، والعنف والقسوة في التعامل! ما قيمة الاجازة والمرأة يصادر عقلها والظلم الواقع عليها من المرأة أشد مضاضة وقسوة من ظلم الاخرين.
كل عام وانتن أكثر قوة و ذكاءً و وعياً لذواتكن و حباً لبعضكن.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية