"قناديل الخلفاء".. كتاب يقدس الشهداء برداء الوحدة

هنية يكرم احد عوائل الشهداء

غزة / سوا/ حالة شعورية مختلطة  من ألم الفراق والفخر اعتلت في آن واحد ملامح وجه وربما صدر الشاب براء صلاح شقيق الشهيد محمد صلاح الذي ارتقة في بداية الانتفاضة ثانية، حين استلم  كتاب "قناديل  الخلفاء" الذي يحمل بين صفحاته السيرة الذاتية لشقيقه الشهيد بأسلوب أدبي محاط بالرائحة الفلسطينية المقاومة.

طبيعة الكتاب الذي أصدرته حركة حماس قبل يومين من صياغة هذا النص،  يحتوي بين طياته على "193" سيرة لشهداء منطقة وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة؛ الجميل في هذا الكتاب أنه لم يقتصر  في تدوينه  على سيرة شهداء حماس، بل جمع شهداء حركة فتح بقيادتها بالمنطقة كحسن المدهون مثلا، كذلك الامر لشهداء حركة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل الفلسطينية.

" قناديل الخلفاء" الذي يعد الأول من نوعه على مستوى الوطن، كان غلافه مصمما ومزينا  بالعلم الفلسطيني،  بالإشارة أن هذا التكوين قائما على أساس الوحدة.

بعد انتهاء حفل إصدار الكتاب أمس الجمعة، في مسجد الخلفاء الراشدين،  بحضور نائب رئيس مكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ، وعدد من قادة الحركة، وعوائل الشهداء وأصدقائهم، بجانب سكان الحي،  يكمل الشاب صلاح (23 عاما) بعد ما استلم الكتاب بالنيابة عن عائلته : "  توثيق حياة اخي الشهيد في هذا الكتاب، لا يزيدنا إلا فخرا واعتزازا  نحن عائلة صلاح".

وبالرجوع إلى الكتاب، فهو يحتوي على إحصائيات دقيقة عن الشهداء من حيث "التنظيم، جهة التبني، تواريخ الميلاد، تواريخ الاستشهاد، كيفية الاستشهاد، البلدات الأصلية"، متضمناً على نبذة تعريفية عن المنطقة ومساجدها الثمانية،  كذلك جرى إيداعه في وزارة الثقافة.

 وفي استعراض لأحاديث ذوي الشهداء .. ابوبلال الفيري (45 عاما) والد الاستشهادي بلال الذي نفذ عملية فدائية في عرض البحر في اواخر صيف 2010 والذي يتبع لكتائب شهداء الأقصى احد أذرع العكسرية لحركة فتح، عبر عن شكره وسعادته البالغة من هذا العمل، قائلا: "  توثيق حماس  لابني في هذا الكتاب يزيد فخرنا ببلال، وهذه دعوة  للوحدة  التي نطلبها في كل حين".  خاتما حديثه متمنيا أن تكون هذه الخطوات بداية طريق الوحدة وتقديس الشهداء  رغم اختلاف راية تنظيمهم من جانب أخر.

وعمل في إخراج الكتاب 15 شخصا في الأقسام المختلفة من "جمع الاستبيانات وتعبئتها ، التحرير والصياغة، المراجعة والتدقيق، التصميم والإخراج" ، وتمت مراجعة الكتاب من قبل 20  مختص بقواعد اللغة ومشتقاتها، خاضعًا للتدقيق اللغوي إملائياً ونحوياً.

وتجدر الإشارة  أن حفل إصدار "قناديل الخلفاء" جاء  في الذكرى السابعة لاستشهاد الدكتور نزار ريان أحد قادة حركة حماس الذي تعرض منزله للقصف خلال حرب "الفرقان"، واستشهد برفقة 16 من أفراد عائلته، كما يوافق ذكرى استهداف مسجد الخلفاء وتدميره خلال تلك الحرب.

وعن مقدمة الكتاب كتبها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشغل  والتي عبر فيها عن فخره بالشهداء قائلًا "أي كلام يقال عن الشهداء، وأي كلمات تعطيهم حقهم أو حتي بعض حقهم، هؤلاء الذين وعوا أصل القضية وأدركوها جيدًا".

وأشاد مشعل بالكتاب قائلًا" بين جنبات هذا الكتاب أكثر من مجرد سرد لسير الشهداء، إنه تأريخٌ وتوثيقٌ لسيرة شعبٍ مجاهدٍ قدَم لأرضه كما لم يقدم شعبٌ آخر".

أما عن إسماعيل هنيّة،  أكد :" السّيوف تُذيب الفوارق السياسية والأكاديميّة"، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني للتوحد في ميدان الانتفاضة وتحت رايةِ البندقية، والثبات على المبادئ الإيمانيّة والوطنية.

وأشاد هنيّة خلال الحفل بمنطقة الخلفاء الراشدين، المنطقة الجغرافية المحدودة والتي قدّمت قرابة (200) شهيد، من كافة أطياف الشعب الفلسطيني، وصنعت رجالاً أبطالاً في ميادين الجهادِ والمقاومة.

وتابع: "إن هذا الكتاب ينطق بالحق يُسجل أسماء الخالدين، كتابٌ يوضع في مكتبة لكنه يحمل في طياته تاريخاً وسيرة يتربى عليها الأجيال، كتابٌ صاغته عقول بشرية جديرة بالإنجاز"

في الختام..  أجمع من حضر ومن قرأ الكتاب على مقولة  : " الكتاب سيبقى نورا خالدا في قلوبنا وأذهاننا، فهو يوثق حياة  الشهداء،  ويدعم مسيرتهم، بجانب أنه جاء دعوة للوحدة، المتعطش لها كل فلسطيني نقي".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد