التطورات الخطيرة والمتلاحقة وفرص اندلاع مواجهة كبيرة في المنطقة، لا تعني أن أساس الأزمة الحالية هي الأوضاع في قطاع غزة واستمرار حرب الإبادة، وكان المدخل الوحيد لإنهاء هذا الوضع الكارثي هو المفاوضات التي كانت تجري لردم الهوة بين نتنياهو حماس ، لكن الشروط الإسرائيلية الجديدة والتطورات تجعل من المتابع لمسار المفاوضات المتعثرة بين حماس وإسرائيل بحضور أمريكا ومصر وقطر يكتشف من خلال التفاصيل المطروحة أن مقولة الشيطان يكمن في التفاصيل تنطبق تماما على هذه المفاوضات خاصة مع الشروط الإسرائيلية الجديدة التي ينسبها الاعلام -بشكل خاطئ باعتقادي - إلى نتنياهو، وأعتقد أنها شروط المؤسسة الأمنية وقبلها الدينية المعززة بتحالف اليمين الإرهابي.

في مفاوضات روما قدم تل أبيب ورقة تحمل شروطاً صعبة تتعلق بالأسرى الفلسطينيين المزمع إطلاق سراحهم، ونوعية الأسرى الإسرائيليين وتصور المراحل وما تتضمنه، ومن أبرز هذه الشروط رفض إطلاق سراح 100 أسير محكوم بالسجن المؤبد، والإصرار على إبعاد بعض المفرج عنهم خارج فلسطين. كما تضمنت الشروط بقاء القوات الإسرائيلية في مواقع استراتيجية بغزة، تتمثل في محور فيلاديلفيا على حدود مصر ومحور وسط القطاع جنوب مدينة غزة مع فرض إجراءات أمنية مشددة على العائدين إلى القطاع.

الشروط الإسرائيلية الجديدة:
رفض إطلاق سراح 100 أسير فلسطيني محكوم بالسجن المؤبد.
إبعاد عدد من المفرج عنهم خارج فلسطين
عدم الإفراج عن الأسرى المحكومين لأكثر من 15 عاماً إلا وفق موافقة حكومة الاحتلال
بقاء قوات الاحتلال الإسرائيلية جنوب غزة ورفح
تدقيق أمني مباشر على العائدين إلى القطاع.
طلب قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات قبل تنفيذ الصفقة

حماس تتمسك بالاتفاق المبدئي السابق، الذي يتضمن ثلاث مراحل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وإعادة إعمار غزة. هذا الموقف يعكس حدة الخلاف بين الطرفين ويزيد من تعقيد المشهد التفاوضي، هو موقف ترى إسرائيل أنه قديم قبل التطورات العسكرية على الأرض واحتلال معبر رفح والشريط الحدودي مع مصر والقضاء على جزء كبير من مقاتلي الحركة في الهجوم الواسع على رفح وخانيونس والعلميات الجزئية في الشجاعية وتل الهوى والزيتون والنصيرات.

مراحل الاتفاق المبدئي السابق:
المرحلة الأولى (42 يوماً):
- إطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً (نساء، أطفال، مسنين، مرضى، وجرحى مدنيين).
- إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً (أطفال ونساء) مقابل كل محتجز إسرائيلي.

المرحلة الثانية (42 يوماً إضافية):
- وقف العمليات العسكرية والعدائية.
- تبادل المحتجزين المتبقين.

المرحلة الثالثة:
- تبادل جثامين الموتى.
- إعادة إعمار قطاع غزة بإشراف دولي خلال 5 سنوات.
- إنهاء الحصار الكامل على القطاع.

جولة المفاوضات في روما أبقت الباب مفتوح لمزيد من المفاوضات مع العلم أن الجميع يدرك أن المفاوضات الحقيقية تجري على الأرض في الوضع الميداني، وكذلك التطورات الجديدة بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في إيران، والاعلان الرسمي من قبل الاحتلال عن اغتيال القائد العسكري محمد الضيف، والتطورات في لبنان، مما جعل التشاؤم والإحباط لغة الوسطاء حيال تطورات المشهد، وما قالته مصر ان اغتيال هنية ضربة قاصمة للمفاوضات.

اهتمام العالم اليوم ينصب على درء مخاطر توسع الصراع وتنامي فرص المفاجئات الحربية المنتظرة من أطراف الصراع، في الوقت ذاته يخشى المواطنون الضحايا تحت القصف والابادة على مدار أكثر من 300 يوم أن تتحول قضيتهم الى حدث ثانوي اذا امتدت المواجهة لأبعد من لبنان وتصبح قضية غزة مثل قضية أوكرانيا الحدث رقم (2).

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد