مناظرة حول مساهمة الإعلاميات في مكافحة الفساد

مناظرة حول مساهمة الإعلاميات في مكافحة الفساد

  غزة / سوا/ "هذا المجلس يرى أن الإعلاميات يساهمن في الجهود الفلسطينية لمكافحة الفساد"، عنوان كبير لمناظرة جمعت فريقي الإعلاميات الفلسطينيات وفريق المناظرات الشبابي، المشكل من مؤسسة الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة أمان، ومؤسسة فلسطينيات في مدينة غزة، بحضور لافت من الصحفيات والصحفيين والمهتمين.

الفريقان المتناظران والذيّن انقسما إلى مؤيد للمقولة وفريق معارض لها، فريق الصحافيات  وهو المؤيد للمقولة تكون من ثلاث صحفيات، ميرفت أو جامع ومها شهوان وصفاء الهبيل، في حين تكون فريق المعارضة نادي مناظرات فلسطين والذى يشكل تحالف مشترك بين فلسطينيات وشبكه امان وتكون من  نهلة جلهوم وحسين مهدي وعبد الله خضرة، ولجنة التحكيم من الباحثة حنين رزق والباحث طلال أبو ركبة والإعلامية لنا شاهين، إضافة إلى ميسرة المناظرة سامية الزبيدي.

 

في دفاع الفريق المؤيد للمقولة، قدمت الصحفية ميرفت أبو جامع تعريفاً للفساد وواقعه ودور الإعلام في مكافحته، مستعرضةً تجارب ناجحة لصحفيات تمكّنّ من رصد وكشف الفساد، فتردّ عليها المعارضة للمقولة

نهلة جلهوم  أنه بالرغم من كل ما ذكر إلا أن الفساد في ازدياد، وأن من يعملن في مجال مكافحة الفساد عددهنّ قليل مقارنة بالعدد الكبير من الخريجات.

ودفعت الصحفية مها شهوان الفريق المؤيد بالحجج والأدلة علىالمقولة، وذلك بالمزيد من الأمثلة الناجحة لصحفيات واجهن الفساد بل وتم فتح تحقيقات جدية أفضت إلى نتائج على الأرض كان مصدر المعلومات فيها تحقيقات لصحفيات، ليرد الفريق المعارض وعلى لسان حسين مهدي أن المساهمة تعني ضرورة وجود مخرجات لمدخلات عنوانها التحقيق الذي أجرته الإعلامية، لكن الإعلام الحزبي بغالبيته حزبي ودخول الإعلاميات هذه المنظومة أدى إلى التأثير على أدائها.

أصر الفريق المؤيد على مقولته، وأشارت الصحفية صفاء الهبيل أن الإعلام الفلسطيني يعتبر أداة رقابية رئيسية لكشف الفساد، وكان أحد الأدوات المهمة في الحصول على المعلومات وأن عدداً غير قليل من الصحفيات ساهمن ومن خلال تواجدهن في مؤسساتهن الإعلامية في كشف الفساد ولو من خلال نشاطهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا ان الفريق المعارض رد سريعاً وعلى لسان عبد الله خضرة، أن ما تم طرحه هو قضايا اجتماعية وليس فساداً على المستوى القانوني.

المناظرة التي استمرت 45 دقيقة أثارت جدلاً بين الحضور حول الحجج التي طرحها كل فريق وطريقته في بناء استراتيجية التناظر، وقدرة كل منهما على الدحض والتفنيد وإعادة بناء الحجة من جديد، إلى أن قررت لجنة التحكيم فوز الفريق المعارض بفارق أربع نقاط فقط.

من جانبه يرى عضو لجنة التحكيم طلال أبو ركبة، أن هناك نقلة نوعية في مستوى المناظرات، وباتت تنتشر في المؤسسات بشكل أفضل، رأينا صحفيات يدافعن عن أنفسهن أمام مقولة ضدهن، وهذا كله إضافة نوعية لعمل المؤسسات.

يؤكد أبو ركبة الذي خاض عدة مرات تجربة التحكيم للمناظرات أن التحالف من أجل النهوض بالمجتمع المدني الفلسطيني وإعادة بناء منظومة القيم الفلسطينية على أسس التسامح وقبول الآخر وهذا إيجابي والمطلوب إشراك كافة مؤسسات المجتمع المدني والجامعات وقطاعات الشباب المختلفة.

أما الإعلامية لنا شاهين والتي تخوض تجربة تحكيم مناظرة لأول مرة، أنها تجربة جديدة بالنسبة لها حيث اعتادت متابعة المناظرات على التلفزيون، وكانت تتمنى إدارة مناظرة بنفسها، تقول" من الجميل أن نبني في جيلنا الشاب على هذه الفكرة، وإن تأخرنا، فالأصل بناءها منذ الصغر".

تضيف شاهين" الملاحظ أحياناً ارتفاع الصوت من أجل لفت النظر والتهكم والوقوع في فخ اختلاف الرأي ولكن جيد أن يكون عندنا جيل لديه القدرة على الإقناع والنقاش، فهذا شيء لم نعتده بعد".

بغض النظر عن النتيجة يؤكد عضو الفريق المعارض حسين مهدي أن المناظرات هي الباب الأفضل لحرية الرأي والتعبير، هناك سعي لاستخدامه بالشكل الصحيح لتفعيل القضية، فالمناظرات تؤدي إلى التركيز على قضية معينة ونجحت في إيصال فكرة الفساد.

يتابع أن الفرق المتناظرة تعمل على تكييف المقولة من اجل جمع المعلومات التي تؤدي إلى الفوز لكن المهم في النهاية هو إثارة الجدل حول القضية، فالفوز والخسارة بالنسبة للفريقين تحفيز لكن المهم طرح القضية.

تؤكد الصحفية ميرفت أبو جامع على ان المناظرات الأسلوب الجديد في التحاور، بناء على الحجج والمنطق بعيدا عن لغة التعاطف أو لغة القوة وتغييب العقل والمنطق، وان كانت وصلت فلسطين متأخرة ولكنها تشدد على الحاجة الماسة لها، وتعزيزها مجتمعيًا كأحد أدوات المسائلة والمكاشفة. وتربية الأجيال على أن الحوار العقلاني، وتجنب لغة الخطابات الجارحة التي تحط من الآخر وتفتقر لقواعد السلوك السوّية في الخطاب.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد