لماذا استثنيت"فتح" ودعيت حماس لحضور مؤتمر حزب تركيا الحاكم؟
رام الله / سوا / يتزايد الحديث العلني والتحليلات داخل حركة فتح هذه الأيام عن سبب إحجام الحزب الحاكم في تركيا “العدالة والتنمية” عن دعوة الحركة لحضور مؤتمره العام، الذي جرى خلاله التجديد لرئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، في رئاسة الحزب، وذلك بسبب دعوة حركة حماس لحضور فعاليات المؤتمر في أنقرة هي والعديد من الأحزاب والشخصيات العربية الأخرى.
ورغم العلاقات الرسمية بين السلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس “أبو مازن” وهو زعيم حركة فتح، وبين السلطات التركية الرسمية التي يقودها رجب طيب أردوغان الرئيس السابق لحزب “العدالة والتنمية”، وكذلك العلاقة مع أوغلو زعيم الحزب الجديد، إلا أنهم لا يوجهون الدعوة لحركة فتح، أو حتى لمفوضية العلاقات الوطنية في الحركة التي يقودها نبيل شعث ، لحضور المؤتمر، كما وجهت الدعوة مباشرة لحركة حماس التي شاركت بوفد رفيع زار أنقرة للمرة الثانية خلال شهر، برئاسة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحضر فيها مشعل مؤتمر الحزب الحاكم في تركيا، ذو العلاقة الجيدة مع حماس، والذي لم يظهر أن حاول فتح أفق للعلاقة مع حركة فتح.
أحد مسؤولي حركة فتح أشار في حديث حول الموضوع لصحيفة رأي اليوم أن الحركة سعت عبر عدة طرق فتح أفاق جديدة للتعامل مع حزب تركيا الحاكم، غير أنها لم تتلق جوابا إيجابيا.
المسؤول في حركة فتح، وهو عضو في المجلس الثوري قال ان الحركة وصلت إلى نتيجة مفادها ان المسؤولين الأتراك يريدون علاقات رسمية مع السلطة الفلسطينية، وعلاقات على مستوى الأحزاب والتنظيمات مع حماس.
ولم يخف المسؤول شعور فتح بالامتعاض بسبب مواقف حزب تركيا الحاكم المقرب من الإسلاميين، وخاصة عندما لم توجه الدعوة للحركة لحضور فعاليات مؤتمره.
فتح داخليا تدرس تقوية العلاقة مع أحزاب تركية معارضة، وما علمته “رأي اليوم” في هذا السياق أن الرئيس أبو مازن يعارض الفكرة، خاصة في هذا الوقت لعدم إعطاء الفرصة للتحليلات القادمة من الجهة الأخرى، للقول ان فتح تسعى إلى الوقوف في صف المعارضة التركية ضد حزب أردوغان وأوغلو، مع التوجه التركي لإجراء انتخابات مبكرة بسبب فشل “العدالة والتنمية” في كسب غالبية أصوات الناخبين، كما جرت العادة في الانتخابات الأخيرة.
وهنا يتمسك أبو مازن بموقفه القائم على أن تركيا الرسمية، تسانده دوليا في كل مواقفه، ولا ينسى أن هذا البلد الإسلامي أرسل وزير الخارجية العام الماضي أحمد أوغلو، لحضور منح فلسطين صفة “دولة غير عضو” في الأمم المتحدة، في وقت تغيب فيه وزراء الخارجية العرب عن تلك الجلسة في الأمم المتحدة، بذريعة انشغالهم في زيارة خارجية، وقتها كانت لتركيا، لحضور اجتماعات اللجنة العربية التركية، إذ جعل حضور أوغلو وقتها حجج العرب غير مقنعة.
وبخصوص زيارة وفد حماس الذي حضر اجتماعات حزب “العدالة والتنمية” فقد ذكرت الحركة ان هذا الوفد برئاسة مشعل وعضوية كل من موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وسامي خاطر، التقى بأحمد دواد أوغلو،وعبر مشعل عن سعادته للمشاركة في المؤتمر الخامس لحزب العدالة والتنمية، مشيداً بالتجربة التركية على الصعيد السياسي.
وقال انهم في حماس يقدرون موقف تركيا على المستوى الشعبي والرسمي في خدمة الشعب الفلسطيني، والتفاعل مع قضيته العادلة، وبذل الجهود لإنهاء الحصار عن غزة وبدء الإعمار فيها والتعاطف مع تطلعات الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقنا.