هل يحدد لقاء نتنياهو وترامب موعد الانتخابات الإسرائيلية؟
من المقرّر أن يتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الأسبوع المقبل إلى الولايات المتحدة، في زيارة جديدة يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منتجعه "مار آ لاغو" بولاية فلوريدا، لبحث سلسلة ملفات سيكون لها انعكاس مباشر ليس فقط على المسار الإقليمي، بل أيضًا على مستقبل النظام السياسي في إسرائيل وتوقيت الانتخابات المقبلة.
ووفقا للتقديرات، فإن الأجوبة التي سيحصل عليها نتنياهو خلال اللقاء، إضافة إلى ما قد يحقّقه من إنجازات سياسية أو أمنية، ستؤثّر بصورة كبيرة على قراراته في الساحة الداخلية، وقد تدفعه إلى تحديد موعد الانتخابات العامة فور عودته من واشنطن، بحسب ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم السبت.
وأشار التقرير إلى أنّ نتنياهو قد يعود من الولايات المتحدة ومعه جدول زمني سياسي–أمني واضح، من شأنه أن ينعكس مباشرة على المشهد السياسي في إسرائيل، في وقت لا يزال فيه المشهد بانتظار حسم قانون تجنيد الحريديين، الذي يُعدّ أحد أبرز عوامل التوتر داخل الائتلاف الحاكم.
ومن المتوقع أن يتناول اللقاء بين ترامب ونتنياهو جملة من القضايا المركزية، في مقدّمتها الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة ، إلى جانب ملف إيران، سواء عبر بحث إمكانية تنفيذ ضربة جديدة أو منح المسار الدبلوماسي فرصة جديدة.
كما سيبحث الجانبان، وفق التقديرات، إعادة بناء قوة حزب الله، واحتمال تنفيذ عملية عسكرية أخرى في جنوب لبنان، إضافة إلى العلاقة بين إسرائيل وسورية، والاتجاه الذي قد تسلكه، وإمكانية تحقيق إنجاز سياسي قريب في هذا الملف عبر التوصل إلى اتفاق أمني، الأمر الذي يحظى باهتمام شخصي من الرئيس ترامب.
ولفت التقرير إلى أنّ قضية العفو عن نتنياهو قد تعود مجددًا إلى الواجهة، في ظل الملفات القضائية التي يُحاكم على خلفيتها، مع الإشارة إلى احتمال أن يحاول ترامب ممارسة ضغوط جديدة لدفع مسار العفو قدمًا.
وبحسب التقرير، فإنّ ما سيخرج به نتنياهو من اللقاء سيمنحه إجابات حول عدد من المسارات المفتوحة أمام إسرائيل، على أن ينعكس ذلك على الجدول الزمني السياسي، وبالتالي على الجدول الزمني الانتخابي.
وتقدّر أوساط سياسية إسرائيلية، وفق القناة، أنّ نتنياهو سيحسم بعد عودته موعد حلّ الكنيست والتوجّه إلى انتخابات، وذلك تبعًا لحجم الإنجازات التي قد يعلنها، وطبيعة الردود التي سيتلقّاها من ترامب في القضايا المطروحة.
وفي السياق الداخلي، أشار التقرير إلى أنّ نتنياهو يرى أنّ قانون تجنيد الحريديين لا يتقدّم نحو التشريع كما كان يأمل، ما يضعف قدرة الائتلاف على الصمود. ولفت إلى أنّ عمر الحكومة مرتبطة أيضًا بـ"الانجازات" التي قد يحصل عليها من الرئيس الأميركي.
وأوضح أنّ حزب "أغودات يسرائيل" سيعقد اجتماعًا، يوم الأحد، لاتخاذ قرار بالتصويت ضد قانون التجنيد الذي طرحه رئيس لجنة الخارجية والأمن، عضو الكنيست بوعاز بيسموت، ما يزيد من هشاشة الائتلاف.
وختم التقرير بالإشارة إلى أنّ تعثر التشريع وعدم تقدّم القانون بالصيغة التي تضمن بقاء الحكومة، يعني أن الهوامش الزمنية تتقلّص سريعًا، وهو ما يجعل لقاء نتنياهو وترامب محطة حاسمة ليس فقط في السياسة الخارجية، بل أيضًا في تحديد مصير الحكومة والانتخابات المقبلة.
