أجاب الكاتب الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، التقدمي الرافض للاحتلال والصهيونية، أجاب عن السؤال بمقالته في هآرتس: «لماذا يكرهوننا؟ ليس لكوننا يهوداً».
لماذا يكرهونهم لهذه الدرجة؟ يجيب بقوله: «لا، ليس لكوننا يهوداً، بل هذا من أثمان الحرب في غزة ، والذي يجب أخذه في الحسبان، العالم سيكرهنا بسبب غزة، كل إسرائيلي في الخارج سيصبح من الآن فصاعداً هدفاً للكراهية، هكذا يكون الأمر عندما نقتل 20 الف طفل تقريباً ونرتكب التطهير العرقي، ونقوم بتدمير القطاع، هذا أمر خطير بالنسبة للعالم الذي لا يحب ارتكاب مثل هذه الجرائم» .
ما تقترفه المستعمرة الإسرائيلية من جرائم بحق الشعب العربي الفلسطيني، ليست دعاية من طرف أي فلسطيني أو عربي أو مسلم أو مسيحي، بل هو وصف أقل ما يُقال عنه أنه أقرب إلى الحقيقة، رغم أن الأفعال المشينة والجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين هي أفظع مما يُقال في الإعلام، ذلك لأن مراسلي الإعلام الأجنبي ممنوعون من الوصول إلى غزة، ولهذا يفتقدون الوصول إلى حقيقة ما يجري تماماً.
مراسلو الصحف الإسرائيلية وحدهم تمكنوا من الوصول إلى قطاع غزة بمرافقتهم لقوات الاحتلال، وهو ما حصل مع مراسل هآرتس العسكري ينيف كوفوفيتش الأسبوع الماضي فكيف لخص جولته؟؟:
«يقوم الجيش الإسرائيلي في القسم الشمالي من قطاع غزة بعملية تطهير عرقي، الفلسطينيون القلائل الذين بقوا في المنطقة يتم إخلاؤهم بالقوة، المنازل والبنى التحتية تُدمر، وإسرائيل –المستعمرة- تشق في المنطقة محاور سير واسعة، وتُكمل قطع البلدات في شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، تبدو المنطقة وكأنها وقعت فيها كارثة طبيعية» .
وتعقب هآرتس في افتتاحيتها على تقرير مراسلها العسكري:
«ينبغي أن نُسمي الأمور بأسمائها: ربما قدم اللواء احتياط غيورا أيلند، هذه الأفكار للجمهور، لكن «تطهير المنطقة» في شمال غزة، ينفذه الجيش الإسرائيلي بتعليمات من قادته، وعلى رأسهم الفريق هرتسي هليفي رئيس الأركان، وقائد المنطقة الجنوبية يرون فينكلمان، التابعين لتعليمات المستوى السياسي رئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الدفاع المُقال يوأف جالنت وبديله الآن إسرائيل كاتس.
وبدلاً من الحديث عن «خطة الجنرالات» ينبغي الحديث عن «أوامر نتنياهو» هو الرأس، وهو المسؤول عن جرائم الحرب التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة باسم «حرب الانبعاث» وهي: طرد الفلسطينيين، هدم بيوتهم، وتهيئة الأرض في احتلال طويل لاستيطان يهودي»، انتهى الاقتباس.
هل ثمة توضيح أكثر من هذا؟؟ هل يوجد توصيف للجرائم التي تخطط لها قيادة المستعمرة السياسية، وينفذها جيشها «الأخلاقي» الموغل بدماء الفلسطينيين واللبنانيين، ويقترف القتل والتدمير وكافة المحرمات ضد المدنيين من نساء وأطفال وكهول؟؟.
يريدون تطهير شمال قطاع غزة من السكان وقد تمكنوا من فعل ذلك في: بيت حانون، بيت لاهيا، العطاطرة، جباليا» كما قال العميد إيتسيك كوهن قائد الفرقة 162 التي تعمل في شمال قطاع غزة، وشرحه إلى المراسلين ونقلته «الجاردين البريطانية»: «لا عودة لأحد إلى القسم الشمالي من قطاع غزة، لا عودة ولن تكون» .
الصورة تكاد تكون واضحة جداً، لمن يرغب أن يعرف عن جرائم المستعمرة وقيادتها وجيشها، وما تفعله بالشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن البقاء والصمود وعدم المغادرة، فمن يقف إلى جانبه؟ من ينصفه؟ من يقدم له العون والمساعدة لوقف هذه الجرائم المتكررة منذ عام 1948 التي أطلقوا عليها «حرب الاستقلال»، وطردوا وصفوا فيها بالمجازر والتشريد نصف الشعب الفلسطيني آنذاك، تتوقف لأيام، لأسابيع، لسنوات قليلية، ويتم الاستئناف، وفق برنامج المستعمرة التوسعي الاحتلالي الاحلالي، وصولاً إلى «حرب الانبعاث» بهدف استكمال احتلال فلسطين، كل فلسطين، وإلغاء وجود شعبها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية