اللقطة الأولى، قبل ثماني سنوات: «عُقد مؤتمر منتدى النصر الإسرائيلي (IVC) بالاشتراك مع منتدى فيلادلفيا المختص بالشرق الأوسط للدراسات حضره عدة خبراء وسياسيين، قال دانيال بايبس رئيس المنتدى في مركز بيغن السادات في جامعة بار إيلان: لا بد من أن يقتنع الفلسطينيون أنهم هزموا، لذلك يجب تشجيع الفلسطينيين على قبول إسرائيل، وهزيمة الرافضين، بقتلهم، وحصارهم، ومنع المياه والكهرباء عنهم» (صحيفة The Times of Israel يوم 11-7-2017 تحقيق: أندرو توبين)
اللقطة الثانية قبل حرب الاستئصال على غزة بشهرين فقط: «عقد منتدى النصر نفسُهُ اجتماعاً لمناقشة استراتيجية الحرب القادمة، ضم عدداً من الباحثين والبرلمانيين برئاسة اوهاد طال وهو حريدي متزمت من حزب الصهيونية الدينية، ومعهم عضو الكنيست إيفاغيني سوفا من حزب إسرائيل بيتنا. قال طال: يعرف الشعب اليهودي كيف ينتصر، فقد انتصرت إسرائيل عام 1948 وكذلك عام 1967 هزم العرب، ولكننا فقدنا هالة النصر هذه الأيام، حين وقعت إسرائيل اتفاقية أوسلو، التي أنتجت حكومة فلسطينية في الضفة وغزة ونادت بدولتين لشعبين، بعد قتل رابين 1995 أُلغيت اتفاقية أوسلو، إن الطريقة المثلى لتحقيق السلام لا تنجح بالتفاهمات، أو بفرض الأمر الواقع، على إسرائيل أن تتخذ قراراً عسكرياً حاسماً» (موقع The Media Line يوم 8-8-2023).
اللقطة الثالثة، نشرت صحيفة Israel National News يوم 12-7-2023 مقتطفات من اجتماع منتدى النصر الإسرائيلي IVC في قاعة الكنيست حضره عدد كبير من أعضاء الكنيست، منهم أوريت ستروك، أوهاد طال، وداني دانون، سمحا روتمان، شارون نير، كان عنوان المؤتمر: «كيف تربح إسرائيل المعركة التالية؟ قال رئيس منتدى الشرق الأوسط، غريغ رومان: أجرى الفلسطينيون استطلاع رأي موثقاً جاء فيه: 66% من الفلسطينيين يؤمنون بأن إسرائيل زائلة قبل حلول عامها المئة، وأن 27% فقط هم من يعتقدون غير ذلك، معظم الفلسطينيين يرون إسرائيل دولة ضعيفة، لذا يجب على إسرائيل أن تحقق نصراً حاسماً! قال اللواء يوسي كوبرفاسر، ومدير مركز القدس للدراسات: «يجب على إسرائيل أن تحقق النصر بدلاً من كسب الوقت بين الجولات»!
كثيرون من أدعياء التحليل السياسي يُرجعون قوة نتنياهو وتفوَّقه على مؤسس إسرائيل الأول بن غوريون، قوته إلى كاريزماتيته الشخصية، هؤلاء ينطلقون من منطلق زعامة شيخ القبيلة العربي، وهناك جوقة أخرى من متفيهقي التحليل السياسي يجزمون أن قوة نتنياهو نابعة من الائتلاف اليميني الحاكم، ومن يأسه من أن ينهي حياته بدون الحصول على البراءة من التهم الأربع! ولايزال كثيرون يستغربون من قوة نتنياهو، وتحديه ليس للرأي العام في إسرائيل فقط، بل تحديه لأميركا نفسها ولكل دول أوروبا والعالم!
الحقيقة هي أن بنيامين نتنياهو ، شخصية سياسية صيغت في منتديات ومؤسسات ومراكز عديدة، أشرف على قولبتها مخططون بارعون، ودهاقنة من أصحاب النفوذ والمال، هؤلاء هم مصدر قوته لايزالون يقودونه من وراء الستار إلى حيث خططوا!
التجمع الأول الأقوى نفوذاً المساند والداعم لنتنياهو، هو منتدى النصر الإسرائيلي، هذا المنتدى ليس جمعية غير حكومية بل هو أخطبوط سياسي كبير يضم أصحاب النفوذ ورجال الأعمال وأصحاب المليارات، أسسه رجل الظل البروفسور، دانيال بايبس وهو من أبرز الخبراء في الشرق الأوسط، وهو محاضر في جامعتي هارفارد، وشيكاغو، ألّف ستة عشر كتاباً عن الشرق الأوسط، وهو كاتب في صحيفة الواشنطن بوست والتايمز ومحاضر في جامعة حيفا أيضاً، هذا البروفسور يعمل منذ أعوام مع معظم سياسيي العالم، وفق مبدأ رئيس هو: «الطريق الوحيد لكي يعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية هو هزيمتهم عسكرياً واقتصادياً» وهو ومجموعته يؤمنون بأنه منذ عام 1988 لم تنجح سياسة أميركا وأوروبا في جعل الفلسطينيين يقبلون دولة إسرائيل، لذلك برزت الحاجة إلى سياسة أخرى معتمدة على هزيمة الفلسطينيين في الاقتصاد والسياسة والثقافة، حظيت هذه الفكرة بقبول أعضاء كونغرس أميركيين، ومن هنا برزت الحاجة لمنظمة أميركية ثانية اسمها التجمع النيابي الأميركي Congressienl Cacucus، وهي مصدر آخر لقوة نتنياهو، هذا التجمع في الكونغرس ليس فرعاً لتجمع النصر الإسرائيلي، بل هو لوبي يحظى بدعم التيار المسيحاني الصهيوني، من أبرز أعضاء هذا المنتدى الخاص عضو الكونغرس بل جونسون الجمهوري، وهو خبير في مجال الطائرات والمعلوماتية من ولاية أوهايو، وكذلك رون دي سانتس حاكم ولاية فلوريدا، كذلك السيناتور جون فارغاس من كاليفورنيا، وألكس مونغ وغيرهم، يدعمهم الملياردير جيفري ياس، كل أعضاء هذا المنتدى هم من أصحاب النفوذ وحكماء الظل، كلهم يؤمنون بعدم جدوى المفاوضات مع الفلسطينيين. وأن الحل هو فقط هزيمة الفلسطينيين عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً.
إن مصادر قوة نتنياهو لا تقتصر على ما تم استنباطه والعثور على مصادرة من الأخبار المنشورة، هناك مصادر أخرى سأتحدث عنها في مقالات قادمة!
المصدر : وكالة سوا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية