سألني أحدُ المتابعين منذ عدة سنوات سؤالاً: هل هناك جامعة إسرائيلية حزبية يديرها قادةُ حزب الليكود، أو أعضاء حزب العمل؟

إليكم مجالات التخصص الرئيسة للجامعات الإسرائيلية: إن جامعة التخنيون في حيفا، لها امتداد مع جامعات أوروبا في مجال الهندسة والرياضيات والموارد الطبيعية، وهناك جامعة حيفا أيضاً مختصة بالقانون ودراسة علم الاقتصاد وأبحاث تطوير السياسة والتعليم!

أما الجامعة العبرية في القدس فتختص بحفظ التراث والدراسات الدينية والحفريات وموارد المياه والأبحاث!

أما جامعة وايزمن في رمات غان فهي مختصة بالعلوم الإنسانية وعلوم الكمبيوتر، أما جامعة تل أبيب فتركز على الأبحاث النووية والرقميات المستقبلية والطاقة!

كذلك فإن جامعة بن غوريون في النقب مختصة بدراسة علوم الصحراء وأبحاث التاريخ والحداثة، وعلوم الطب في مجال الشيخوخة، أما جامعة بار إيلان في رامات غان فمختصة بدراسة علوم التوراة والتاريخ!

أما جامعة أرئيل المقامة في المستوطنات فهي تدرس علوم الصحة والتمريض والعلوم الاجتماعية!

هناك أيضاً جامعة خاصة، وهي جامعة، رايخمان في هرتسيليا أسست كمعهد عالٍ عام 1994 ثم أصبحت جامعة كبرى قبل ثلاث سنوات، غايتها استقطاب الطلاب النابغين من دول العالم، وهي مختصة بتنظيم المؤتمرات السياسية والاقتصادية، بها ألفا طالب أجنبي.

في إسرائيل جامعة مفتوحة أيضاً تعلّم منتسبيها عن بعد مساقاتٍ عديدة!

جامعات إسرائيل هي في الحقيقة مصانع تنتج المواد الخام الفكرية والثقافية والصناعية الضرورية لإسرائيل! وهي جامعات تحتضن المبادرات السياسية، لأن فكرة اتفاقية إبراهيم ظهرت كفكرة على يد البروفيسور، رون روبن، من جامعة حيفا!

الجامعات هي بالضبط الجهاز العصبي المحرِّك لإسرائيل كلها، وهي بالتأكيد ليست حزبية أو حكومية رسمية تقتات على موازنات الحكومة، ولكنها مصانع لإنتاج كل المستحضرات المطلوبة لإسرائيل في كل مجالات الحياة، وهي لا تتطابق مع بعضها في برامجها كما أشرتُ سابقاً، بل تكمل النقص وتتكامل مع غيرها، ولا يمكن للأحزاب السياسية أو الكتل الطلابية الحزبية أن تفرض هيمنتها على سياسة الجامعات وبرامجها الأكاديمية، لأن هناك ضابطاً اسمه، مجلس التعليم العالي المكون من 19 - 25 عضواً، هو الذي يقرر جدوى تأسيس الجامعة، وآليات عملها!

أما أكثر الجامعات في وطننا وفي الدول النامية (النائمة) فهي جامعات عشوائية ت فتح كل أقسام التخصصات بصرف النظر عن وجود مثيلاتها في الجامعات الأخرى، وتمنح شهادات ونياشين الألقاب الجامعية لهدفٍ رئيس وهو احتمال الحصول على وظيفة، أو عباءة فخر قبلية، أو نيشان على الصدر، وهي في معظمها جامعات (حزبية) تشبه أفخاخ صيد النقود بالدرجة الأولى، وصيد الطلاب لتأطيرهم في الأحزاب السياسية بالدرجة الثانية، كما أن هذه الجامعات تختار المحاضرين والأساتذة بترشيح حزبي، هذه الكارثة أصبحت اليوم هي الظاهرة السائدة، وصارت كتل الطلاب المنتمين للأحزاب السياسية تفرض هيمنتها على الجامعات وتحدد مستقبلها وفق الرؤية الحزبية الضيقة، هناك كتل طلابية حزبية في بعض الجامعات أكثر قوة من رؤساء الجامعات والأمناء ومن طاقم المحاضرين!

جامعاتنا لا تتكامل في تخصصاتها وبرامجها وكلياتها بل تتشابه وتتنافس في التخصصات نفسها، فهي تركز على تخصصات ربحية معينة، مثل الطب، والهندسة، معظم الجامعات في الدول النامية أصبحت عبئاً على كاهل الوطن، لا تسهم في رفعته، بل تتولى إنهاكه وتخريبه بأعداد هائلة من الخريجين العاطلين عن العمل ليصبحوا عبئاً وكارثة وطنية كبرى!

أصبح اليوم في كل أسرة أربعة عاطلين عن العمل، محامٍ خريج كلية القانون، وأخوه أو أخته خريج كلية الطب أو الصيدلة، ويمكن أن يكون في الأسرة نفسها أخٌ ثالث يحمل شهادة بكالوريوس الإعلام والتربية، ورابع يحمل شهادة الهندسة!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد