تابع المثقفون و الفاعلون بالحقل السياسي والاجتماعي باهتمام الانتخابات الطلابية التي تمت مؤخرا بجامعات الضفة الغربية.
كان آخر تلك الانتخابات التي تمت في جامعة بيرزيت والتي عادة ما تعكس نتائجها حالة التوازنات بين قوي المجتمع وذلك بصورة نسبية.
اثبتت نتائج الانتخابات استمرارية حالة الاستقطاب الحاد بين الحركتين الكبيرتين فتح و حماس رغم استمرارية تقدم حركة حماس بنسب محدودة عن حركة فتح وخاصة بالجامعات الكبري مثل بيزيت والنجاح علما بأن حركة فتح تقدمت في جامعات اخري مثل الخليل أيضا وبنسب محدودة عن حركة حماس .
كان من نتائج الانتخابات استمرارية تراجع قوي اليسار بصورة واضحة وملموسة بإستثناء الجبهة الشعبية التي حافظت علي نسبتها المعهودة منذ سنوات .
رغم الأجواء التي تثيرها حالة الدعاية الانتخابية التي تتسم احيانا بالفئوية ومحاولات القدح بالاخر وبما يتجاوز الحدود احيانا الا ان السمة العامة تميزت باحترام حالة التعددية والرأي الاخر كما تم الحفاظ علي مبدأ دورية الانتخابات والتي تجري سنويا ووفق قانون التمثيل النسبي كمبدا هام بالعملية الديمقراطية .
تعطلت العملية الانتخابية في جامعات قطاع غزة بعد أحداث الانقسام .
جرت حوارات عديدة بين الكتل الطلابية والقوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني باتجاة الدفع بعملية إجراء الانتخابات .
تقدمت العديد من الأوراق والمبادرات الرامية الي جسر الهوة وردم الفجوة بين القوي السياسية وخاصة بين حركتي فتح وحماس وبهدف الاتفاق علي آليات لإجراء الانتخابات الا ان ذلك لم يؤد الي أحداث اختراق عملي باتجاة اجراءها .
تعود أسباب عدم إجراء الانتخابات في جامعات القطاع الي استمرارية حالة غياب الثقة والتخوف من اشكاليات قد تحدث وتؤدي الي مزيدا من توتير الأجواء والحسابات الحزبية الخاصة نتيجة عدم توفر اليقين من نتائج الانتخابات .
وفرت العملية الانتخابية الأخيرة التي تمت بجامعات الضفة مناخات مريحة لدي جميع الأطراف فقد صدر تصريح من قيادة حركة حماس في غزة عن استعداد الحركة لإجراء تنفيذ العملية الانتخابية في كافة جامعات القطاع ضمن جدول زمني متفق علية حتي نهاية العام ووفق قانون التمثيل النسبي الكامل.
اذا دمحنا هذا التصريح مع الدعوات السابقة التي كانت تطلقها حركة فتح وبعض الفصائل السياسية الي جانب المبادرات والدعوات الناشئة عن بعض الشخصيات العامة ومنظمات المجتمع المدني نجد ان الفرصة أصبحت اكثر من مؤاتية لإجراء الانتخابات.
تكتسي اهمية إجراء الانتخابات الطلابية بوصف الحركة الطلابية قد لعبت دورا مهما في تخريج العديد من الكوادر والقيادات الوطنية وكذلك تعزيز المناخات الديمقراطية بالجامعات بوصفها عناوين وطنية وحضارية بالمجتمع.
وتكتسب إجراء الانتخابات الطلابية ايضا اهمية خاصة في قطاع غزة بوصفها ستتم اذا ما جري التوافق لأول مرة منذ مدة .
ستوفر الانتخابات الطلابية التي من الهام ان تتم بنجاح وعلي قاعدة احترام الرأي والرأي الاخر وثقافة التعددية والاختلاف ووفق صيغة التمثيل النسبي الكامل وبغض النظر عن نتائجها أجواء ديمقراطية يمكن البناء عليها لإجراء الانتخابات في باقي المكونات والهيئات التمثيلية الفلسطينية ومنها البلديات والنقابات .
من الهام العمل علي تشجيع الفاعليات السياسية والطلابية وادارات الجامعات علي إجراء الانتخابات وتذليل كافة المعيقات التي أصبحت براي محض فنية بسبب اعلان الجميع وخاصة من القوي الفاعلة عن استعدادها بما يعكس توفر الارادة السياسية لاجراءها .
ان إجراء الانتخابات الطلابية والهيئات المحلية سيدفع براي باتجاة توفير أجواء لإجراء الانتخابات العامة للمؤسسات التمثيلية الاشمل وخاصة للمجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني الأمر الذي سيساهم بالضرورة في تعزيز الشراكة السياسية والمجتمعية وتدوير النخب عبر إعطاء الشباب والنساء المجال للمشاركة والتمثيل وتجديد الشرعيات الأمر الذي سيساهم بالضرورة في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية