العوض: ستبقى قضية اللاجئين المهمة المركزية لمنظمة التحرير وشعبنا
قال وليد العوض رئيس لجنة اللاجئين في المجلس الوطني عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، اليوم الأحد 28 مايو 2023، "ستبقى قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة لديارهم المهمة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكل شعبنا".
جاء ذلك خلال كلمة العوض في مهرجان حاشد نظمته اللجنة الشعبية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بمناسبة الذكرى السنوية للنكبة الكبرى التي حلت بشعبنا الفلسطيني عام 1948.
وأضاف "في الخامس عشر من أيار كل عام يحي شعبنا الفلسطيني في كل مكان الذكرى السنوية للنكبة الكبرى التي حلت بشعبنا الفلسطيني عام 1948 تلك النكبة التي ما زال شعبنا الفلسطيني يئن تحت وطأة اثارها الدامية ووقائعها المؤلمة ،إنها الذكرى المؤلمة التي حلت بشعبنا الفلسطيني قبل ٧٥ عاماً حيث أقتلع من أرضه وطنه وطرد من بيوته في أوسع وأبشع عملية تطهير عرقي شهدها العصر الحديث، في ذلك اليوم اكتملت فصول المؤامرة التي حاكتها العصابات الصهيونية بالتواطؤ مع الامبريالية العالمية والمملكة المملكة المتحدة التي كانت منتدبة على فلسطين آنذاك، في تلك الأيام السوداء نجحت العصابات الصهيونية بمساندة دولة الانتداب والعديد من الدول الامبريالية الناشئة في حينه ليس فقط بسرقة أرض بلا شعب كما كانوا يدعون، بل استولوا على دولة فلسطين التي كانت قائمة بمؤسساتها المختلفة على الأرض وشعبها آمن يسعى لاستقلاله أسوة بالشعوب المجاورة التي تحقق لها ما أرادت ".
وأشار العوض الى "اننا اليوم أيضاً نعيش مناسبة مرور ٥٩ عاماً على تأسيس منظمة التحرير الفلسطيني التي غدت بفعل كفاح شعبنا وتضحياته الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وقد كانت المنظمة والثورة الفلسطينية مبعث الامل المندد بان العودة قادمة لامحال وان النصر حليف شعبنا مهما طال الزمن".
وتابع "اليوم ونحن نحيي ذكرى النكبة لا بد من قدح الذاكرة بالتركيز على ما تناولته مراكز الأبحاث والدراسات والاجيال التي مازالت على قيد الحياة وأكدت جميعها أن العصابات الصهيونية وبالاستناد إلى لما توفر لها من دعم قامت بطرد أصحاب الأرض الأصليين في أوسع عملية تطهير عرقي منذ الحرب العالمية الثانية، فقد قاموا باغتصاب دولة الشعب الفلسطيني التي كانت قائمة بالفعل لكنها خاضعة للانتداب البريطاني الذي خالف بكل أسف ما جاء في نص صك الانتداب بضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وحرمت الشعب الفلسطيني من حقه في الاستقلال أسوة بشعوب البلدان المجاورة التي نالت استقلالها بعد ان كانت خاضعة للاستعمار، ولم يقتصر دور بريطانيا على التآمر والتواطىء هذا فحسب بل وفرت أيضا للحركة الصهيونية وفقاً لوعد وزير خارجيتها اللورد بلفور المشئوم كل فرص وعوامل النجاح بدءً من توفير السلاح والعتاد وإقامة عشرات معسكرات التدريب للمجندين اليهود، علاوة على تسهيلها لحركة الهجرة واستيعاب عشرات الالاف من اليهود في العالم وإسكانهم في فلسطين".
وأضاف العوض "في ذكرى النكبة فإن الحقيقية التي لا يمكن لأحد انكارها تتجدد مؤكدة أن فلسطين لم تكن أرضاً بلا شعب كما يدعون فقد ضمت حتى العام 1945 ألف وثلاثمائة تجمع بين قرية ومدينة وبلدة يتجاوز عدد سكان معظمها الآلاف بينما لم يكن للصهاينة حتى ذلك إلا 181 مستعمرة لا يزيد عدد سكانها عن المئات أقاموها بالتواطؤ والتزوير البريطاني، ومع استمرار الدعم والتسهيلات جرى استقدام مئات آلاف اليهود من شتى أصقاع الأرض وجرى تنظيمهم برعاية الجيش البريطاني وتدريبه في عصابات الارغون وشتيرن والهاغناة التي قامت بشن حرباً وحشية وحملات إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني إلى أن تمكنت هذه العصابات في منتصف أيار عام 1948 من سرقة الوطن وهو ما نسميه بحق "النكبة الكبرى"، في هذه النكبة سرقوا الوطن الذي كان قائماً بمؤسساته وطردوا شعباً كان يسعى للاستقلال أسوة بجيرانه وقد خاض هذا الشعب كفاحاً مريراً لكنه لم ينجح نظراً لحجم وطبيعة القوى المتآمرة على فلسطين".
وبيّن العوض أن "اليوم ونحن نتحدث عن النكبة والوطن الذي سرق لابد للعالم أجمع أن يعلم بأن فلسطين لم تكن خالية من السكان كما يزعم الصهاينة بل كانت دولة قائمة تخضع لانتداب لعب دورا تآمرياً في حرمان شعبها من الاستقلال، وتشير مختلف الدراسات والأبحاث المحكمة بأن الصهاينة سرقوا وطن وأقاموا دولتهم العنصرية على مؤسسات دولة كانت قائمة".
وقال العوض "اليوم احيت مؤسسة معين بسيسو الذكرى الـ ٧٥ للنكبة في ندوة ركزت على موضوع الادب الفلسطيني المقاوم في مواجهة النكبة في اشارة واضحة لدور الكتاب والادباء لحفظ الرواية الفلسطينية وصونها ومواجهة كافة محاولات الطمس والتزييف".
وتابع "اننا نحيي ذكرى النكبة ومعنا كل الأحرار في العالم نحيي ذكرى النكبة بعد ٧٥ عام، وعلى العالم وأصحاب الضمائر الحية أن يدرك بأن العصابات الصهيونية ارتكبت في حربها ضد شعبنا أبشع المجازر التي عرفتها الإنسانية حيث دمرت أكثر من 700 قرية وبلدة مسحتها بالكامل عن الأرض ونفذت ما بين عامي 1947و1949 فقط 247 حادثة قتل وأباده منها 141 مذبحة تعتبر 70 منها في إطار المذابح الكبرى و 71 في إطار المتوسطة، بهذا الإرهاب الغير مسبوق الذي قامت به العصابات الصهيونية وما تزال تمكنت عام 1948 من إتمام حلقات فاصلة وهامة من فصول مؤامراتها القاضية باحتلال كل فلسطين وطرد أهلها الذين تحولوا إلى لاجئين فاق عددهم هذه الأيام سبعة ملايين لاجئ تناثروا في اتجاهات متعددة إلى كل من لبنان والأردن وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة وإلى العديد من دول العالم الأخرى".
وأكد العوض أن "في هذهِ الأيام تمر ذكرى النكبة وهذا الجرح الغائر في الجسد الفلسطيني ونقول بالرغم من مرور العقود السبعة ونصف وما خلفته من آثار مؤلمة سيبقى يعاني منها إلى أن يتعافى، وهذا لن يتم إلا بتحقيق حقوقه العادلة في العودة والحرية والاستقلال، وإن شعبنا الفلسطيني ورغم ما أصابه من جراح وألم لم ولن يستسلم للوقائع التي فرضتها دولة الاحتلال كنتاج للنكبة وما زال يواصل مسيرته الكفاحية متمسكاً بحق العودة إلى تلك الديار التي شرد منها وعلى طريق ذلك فقط أسقط شعبنا العشرات من مشاريع التوطين التي استهدفت قضية اللاجئين وتمكن شعبنا خلال سنوات كفاحه الطويل منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية التي شكلت ذروة التحدي الفلسطيني في مواجهة النكبة واستطاع إعادة تشكيل هويته الوطنية وإبراز كيانه السياسي الموحد المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية التي تتعرض اليوم لمؤامرة التصفية بعد أن مثلت الهوية والكيان لشعبنا وتعززت مكانتها على كافة الأصعدة وحظيت باعتراف عربي و عالمي في دعم وتأييد حقوق شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعودة لاجئيه طبقاً للقرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحذر "من مخاطر تشكيل حكومة اليمنين الفاشي المتطرفة بزعامة نتنياهو التي اقرت في برنامجها تنفيذ خطة الحسم التي فشلت في تنفيذها كل الحكومات السابقة لاستكمال فصول النكبة التي لم تكتمل بعد وفق المنظور الصهيوني فما زال الهدف الصهيوني يتركز على شطب الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته، واليوم يتصاعد هذا المسعى لوتيرة العدوان وزيادة وتكثيف التوسع الاستيطاني ومواصلة عمليات القتل بدم بارد والاعتقال والحصار بهدف ابقاء السيطرة الكاملة للاحتلال على أوسع مساحة من الأرض واقل عدد من السكان، هذا بالإضافة لاستهداف قضية اللاجئين والسعي لتصفيتها عبر إلغاء دور الاونروا كتجسيد للالتزام الدولي بقضية اللاجئين وحق العودة، ناهيك عن مخطط الاحتلال أيضاً بالدفع نحو تحويل مئات الآلاف من أبناء شعبنا في الداخل إلى لاجئين جدد بموجب قانون القومية العنصرية التي تهدف إلى اقتلاع الجزء المتبقي من شعبنا فوق أرضه وحق شعبنا في اقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
وختم العوض كلمته بأن "حق العودة هو حق مقدس وقانوني تاريخي قابل للتحقيق وسيتحقق".