تناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية والمحللين والمعلقين الاسرائيليين اقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الأمن يوآف غالانت، بالسخرية والاستهزاء والخوف، وعبر بعضهم بالقول: اليوم تم تدنيس قدس أقداس الدولة! اهلا بكم في إسرائيل الحديدة، اخيراً وصل الربيع العربي إلى الديمقراطية الوحيدة في غابة المنطقة العربية.

اليوم انتهى النقاش، من هذه الليلة، لم يعد يهم أي قانون سيتم تمريره وأي قانون لن يتم تمريره.

وأن نتنياهو يشكل خطر على دولة إسرائيل. وهل رئيس الوزراء الذي يقيل وزير دفاعه لأنه حذر من تهديد لأمن الدولة هو أول لحظة واقعية أصبحت فيها إسرائيل دولة ديمقراطية؟

الان يمكن القول ان نتنياهو ذهب بعيدا في اجراءاته نحو اقرار كل تشريعات ما يعرف بالاصلاحات القضائية، ولا نية للتراجع، المشهد السياسي في إسرائيل يدخل مرحلة جديدة ستكون عواقبها وخيمة على المشهد السياسي الداخلي والعلاقات مع الولايات المتحدة ستزداد سوءا بعد هذا القرار .

والآن فكر في دولة غير معروفة، في منطقة صراع، حيث يقوم رئيس الوزراء بإقالة وزير دفاعه، لأنه لم يعجبه التحذيرات التي قدمها بشأن خطوة تتخذها حكومته، واسأل نفسك إذا كنت ترغب في استثمار أموالك فيها.

اقالة غالانت اثارت المخاوف في إسرائيل، وردود فعل عنيفة وغاضبة من الصحافيين والمحللين الاسرائيليين بشأن مستقبل الديمقراطية الإسرائيلية، والادعاء انها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة العربية.

وهي مؤشر خطير على تراجع إسرائيل على أنها جزء من العالم الحر الذي يحافظ على القيم الديمقراطية، وما رسخه الاباء الصهانية عند قيام إسرائيل.

والحسابات الضيقة لنتنياهو وائتلافه الحاكم المكون من الصهيونبة الدينية والحريزيم.

وخضوعه لرغبة شركائه في الائتلاف وأعضاء الكنيست الجدد والقيادات الصاعدة في الليكود الذين يصرون على مواصلة التشريعات القضائية خلافا لتوصية الأجهزة الأمنية، وأن نتنياهو ناقش إقالة غالانت مع وزير القضاء، ياريف ليفين، الذي اعتبر أن هذه الخطوة باتت ضرورية.

واستعرض بعض الصحافيين

ما فعله نتنياهو بأنه موازٍ لما قامت به غولدا مئير، ليس فقط تجاهل بل طردت رئيس الموساد تسفي زامير عندما حذر بشأن الحرب في أكتوبر 1973.

ردود الفعل القاسية والصادمة على اقالة غالانت وذلك بعد أن جاهر بمعارضته لخطة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء.

بعد مطالبته بوقف الخطة القضائية، ما يعني استمرار الازمة.

خطوة نتنياهو هي تعبير عن مخاوف المؤسسة الأمنية في إسرائيل، خاصة أن المخاوف التي عبّر عنها غالانت والتي دفعته للمطالبة بتعليق تشريعات إضعاف القضاء، وهي تعبّر عن موقف قادة الأجهزة الأمنية، بمن فيهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس الشاباك، رونين بار.

ويتوقع بعض المحللين أن يتخذ نتنياهو خطوة جديدة وما يسمى بقطع الرؤوس، وأن إسرائيل في طريقها إلى الديكتاتورية، وإمكانية اقالة قادة الاجهزة الأمنية والعسكرية وتعيين آخرين بدلاً منهم.

وتبين اليوم من اقالة عالانت الرسالة الموجهة إلى رئيس الموساد والشاباك ورئيس هيئة الأركان وكذلك إلى المهنيين الآخرين في جميع المجالات، والقول لهم اصمتوا وقولوا فقط ما أريد أن أسمعه.

وعبر الصحافيين والمحللين عن استهجانهم وخوفهم والصورة الكئيبة والقاتمة للغاية وانها انحراف خطير.

وأنه سيتم تذكر هذه الإقالة باعتبارها أدنى لحظة في تاريخ إسرائيل، إذا كان احتجاج جنود الاحتياط موضع تساؤل حتى الآن، فإن عمليات الفصل هذه هي دليل على أن إسرائيل تتخذ خطوات عملاقة أقرب إلى حكومة واحدة. هذا فقط يضيف الوقود إلى النار، وضياع الطريق.وتقويض للديمقراطية وتدميرها بدلا من حمايتها وتعزيز الديمقراطية التي عمل دافيد بن غوريون على حمايتها وحماية الدولة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد