110-TRIAL- من يتابع الإعلام الإسرائيلي وتصريحات القادة الصهاينة حول مسألة فقدان ثلاثة مستوطنين في محافظة الخليل واتهام حركة حماس بالوقوف خلف العملية، وما رافقها من عملية استئصال لحركة حماس بالضفة الغربية. يدفعنا للبحث في السيناريوهات المتوقعة:
أولاً: سيناريو عدم وجود عملية أسر، قد يكون هذا السيناريو مرجحاً بشكل لافت، فإسرائيل التي رفضت المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وتعيش أزمة داخلية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، وصورتها الإقليمية والدولية بدأت تتكشف حقيقتها أمام الرأي العام، كل ذلك قد يدفع إسرائيل لصناعة أزمة وإدارتها بما يحقق أهدافها السياسية والإعلامية والأمنية والعسكرية، وبذلك ربما تكون قصة المفقودين الثلاثة هي بطولة لفيلم تستطيع أن تحقق إسرائيل من خلاله ما يلي:
1- خلط الأوراق في المنطقة، وقلب الطاولة على ملف المصالحة الوطنية، ولفت الأنظار عن ملف الأسرى المضربين عن الطعام لمدة اقتربت من الشهرين.
2- توجيه ضربة كبيرة لحركة حماس وباقي فصائل المقاومة.
3- إحراج السلطة الفلسطينية أمام الشعب الفلسطيني من خلال دفعها للتنسيق الامني مع الاحتلال، وكشفها لبؤر المقاومة بالضفة المحتلة. 4- توجيه ضربة عسكرية لقطاع غزة . 5- كسب التعاطف الدولي والإقليمي. -6 توحيد المجتمع الصهيوني، والحفاظ على الائتلاف الحاكم في اسرائيل. 7- تسجيل إنجاز للجيش الإسرائيلي عبر محاكاة سيناريو عملية كوماندوس يتمكن خلالها الجيش الاسرائيلي من كشف مكان تواجد المستوطنين الثلاثة وتحريرهم أحياء. ما يؤكد هذا السيناريو ويدفعنا لترجيحه هو عدم تبني أي فصيل سياسي لهذه العملية، وأن كل التبريرات التي تسوقها قوات الاحتلال لا ترقى لدرجة المعلومات المؤكدة، وأن هناك تجربة سابقة حول فقدان مستوطن وبعد فترة زمنية أعلنت اسرائيل أن المستوطن المفقود لم يكن مخطوفاً وانما كان في رحلة سياحية.
ثانياً: سيناريو الأسر من الممكن أن تكون احدى المجموعات المقاومة قد قامت بعملية نوعية تم بموجبها أسر الجنود الثلاثة، وذلك لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، والغريب هنا وبما يعكس ازدواجية المعايير لدى الولايات المتحدة والغرب فإن الولايات المتحدة سارعت لإدانة العملية واتهام حركة حماس بتنفيذها، وطوال شهرين لم تنطق الإدارة الامريكية بكلمة واحدة بحق الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام.
وفي حال صدق هذا السيناريو فإنني أسجل رغبتي ورغبة الشعب الفلسطيني بضرورة عودة هؤلاء المستوطنون الثلاثة سالمين لعوائلهم، مقابل عودة كل أسرانا لذويهم سالمين غانمين، فالشعب الفلسطيني هو شعب يريد التحرر، ويريد لأسراه التحرر، فلكل أسير قصة انسان يا دعاة الانسانية، فلدينا خمسة آلاف معتقل في السجون الصهيونية، وعودة هؤلاء يجب أن ترتبط بالإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين، فلا يعقل ان تستأنف عملية السلام وما زالت السجون الصهيونية تعج بالمعتقلين. وفي هذه الحالة نحن أمام خطوات تعكس همجية وغطرسة الاحتلال:
1- قد تقوم اسرائيل بعملية عسكرية واسعة بالضفة الغربية وقطاع غزة، تستطيع اسرائيل تحديد ساعة الصفر ولكنها لا تستطيع تحديد النتائج والتداعيات.
2- قد تضحي اسرائيل بحياة المفقودين الثلاثة، ولكن هذا سينعكس على الوضع النفسي والاجتماعي لجنودها في المستقبل.
3- تحتاج اسرائيل لإعادة النظر بقانون يجرم عمليات تبادل الاسرى، لأن فتح أي قنوات تفاوضية مع آسري الجنود الثلاثة لا يمرر في ظل هذا القانون، وهذه أكبر التحديات أمام نتنياهو. الموقف الفلسطيني وفقاً للسيناريوهين:
1- علينا أن نعزز من فرضية السيناريو الأول، وأن نمضي قدماً في تطبيق اتفاق المصالحة، وأن يصدر موقف قوي من السلطة الفلسطينية يدين عمليات التوغل والاعتقال في أراضيها، وأن تطلب السلطة من الجامعة العربية الاجتماع فوراً لوقف أي تداعيات مستقبلية، وأن تهدد بكل أوراق القوة التي تمتلكها وأهمها ورقة الذهاب للأمم المتحدة.
2- في حال ثبت أن العملية هي لإحدى فصائل المقاومة فيجب أن نتحد جميعاً في خندق واحد، وأن نفتح قنوات تفاوض من خلال وسطاء من أجل تحرير الأسرى، وهذا يتطلب تبني استراتيجية إعلامية لتوضيح معاناة أسرانا واضرابهم المفتوح عن الطعام.
Hossam555@hotmail.com 31

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد