أشتية: علاج مرض الفساد يكمن في ثلاثة عناصر

رئيس الوزراء الفلسطيني - محمد اشتية

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم الثلاثاء إن المواطن الفلسطيني هو أساس الرقابة في كافة المجتمعات، مشيراً إلى أن علاج مرض الفساد هو النزاهة والشفافية والمساءلة، والتي تأتي على عدة مستويات أبرزها مساءلة الذات والمؤسسة والمجتمع.

جاءت تصريحات اشتية خلال كلمة له بالمؤتمر الدولي الرابع "مكافحة الفساد مسؤولية وطنية جماعية" تكاملية...انتماء...مسؤولية...التزام، والذي يُعقد تحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد.

وجرى الافتتاح في قاعة فندق الميلينيوم، بمشاركة وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد اشتية، وممثلين عن المؤسسات الرسمية الفلسطينية، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية والمركزية، ورؤساء وممثلين عن الأجهزة الأمنية، وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والنقابات والاتحادات والجمعيات، وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين بدولة فلسطين، وبعثة الشرطة الأوروبية والبنك الدولي والمؤسسات والمنظمات الأجنبية الشريكة، وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين في دولة فلسطين، ورؤساء وممثلي هيئات مكافحة الفساد العربية والدولية، وخبراء ومختصين، وممثلي الهيئات والمنظمات والمؤسسات الأجنبية الشريكة للهيئة.

وأكد على أهمية أن تكون الشفافية هي ثقافة مجتمع، وليست قرار مؤسساتي فقط، ما يساهم بتحقيق العدالة وتساوي الفرص وتشجيع الإبداع وحماية مقدرات الوطن، وتشجيع روح المنافسة المبنية على أسس شريفة ومنظمة.

وأشار د. اشتيه أن هيئة مكافحة الفساد مُركب أساسي من منظومة العدالة في المجتمع، موضحاً أن مكافحة الفساد هو شأن وطني تكاملي تشاركي، مثمناً الجهد الكبير التي تبذله الهيئة، وتمنى لها النجاح في مؤتمرها الذي يعالج مفاصل ومحاور محورية عامة جداً، مشيراً إلى أن رعاية سيادة الرئيس لهذا المؤتمر يعبر عن الإرادة السياسية الفلسطينية الحقيقية لمكافحة الفساد.

من جانبه أوضح رئيس هيئة مكافحة الفساد رائد رضوان أن رعاية الرئيس للمؤتمر تُعبر عن إرادة سياسية قوية وداعمة لجهود مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية بالدولة، مؤكداً بأن الهيئة تمكنت من وضع مساراً واضحاً يعبر عما تريده وتسعى إليه في إطار التناغم والتكامل والتنسيق من شركائها في مختلف القطاعات محلياً وإقليمياً ودولياً، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يتناول أمراً غاية في الأهمية يعكس قناعتها بأن مكافحة الفساد مسؤولية وطنية لكل فلسطيني، وأن تعزيز النزاهة هو عمل جماعي تراكمي تكاملي، يتطلب تكاثف العمل من الجميع كل من موقعه.

وأشار إلى أن الهيئة عكفت على إحداث تطوير في سياسات وتوجهات الهيئة، ووضعت عدد من الخطط والبرامج والمشاريع الهادفة لتحقيق نتائج فضلى، حيث سعت إلى زيادة الانفتاح على كافة مكونات الدولة لتوسيع قواعد العمل المشترك، وزادت تركيزها على التدابير الوقائية في مختلف القطاعات والمجالات لتعزيز أسس وقواعد النزاهة باعتبارها أداة فعالة لمنع وقوع الفساد، وأقرت استراتيجية خاصة بها لأول مرة منذ تأسيسها، وعززت عملها مع الجامعات والمدارس لرفع مستوى معرفة الطلبة بقانون مكافحة الفساد والأنظمة المساندة.

وأكد رضوان على انفتاح الهيئة على الإعلام باعتباره أداة مهمة وضرورية في التصدي لما بات يعرف بالفساد الانطباعي، ولم تغفل الهيئة أهمية الاطلاع على الخبرات الدولية وأهمية خلق فضاء مفتوح للاتصال والتواصل مع شركائها الدوليين، حيث نجحت الهيئة في تحقيق إنجازات مهمة على مستوى حضورها الدولي، تجسدت بانتخاب فلسطين لرئاسة الدورة الخامسة لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد، كما انضمت الهيئة الى الشبكة التشغيلية العالمية لسلطات إنفاذ القانون لمكافحة الفساد، وما زالت الهيئة تشغل للعام الثاني على التوالي موقع نائب رئيس الشبكة الدولية لسلطات الوقاية من الفساد.

وبيًن بأن الهيئة قامت بإقرار (13) برنامجاً وطنياً، تضمنت العديد من الأنشطة والمبادرات الهادفة لتحقيق النتائج والأهداف الاستراتيجية المقررة، وأما على صعيد قيام الهيئة بالمهام المنوطة بها في مجال إنفاذ القانون فقد استمرت الهيئة باستقبال ومتابعة الشكاوى والبلاغات الواردة لها، وقامت بتوسيع قواعد الربط البيني مع عديد من المؤسسات بما يعزز أعمال البحث والتحري.

وأشار رضوان أن نتائج وتوصيات هذا المؤتمر سوف تشكل أرضية ونواة صلبة لإعداد الاستراتيجية الوطنية القادمة لمكافحة الفساد بالدولة 2024-2030، ودعا الجميع إلى عدم التردد في الانخراط والمشاركة في جهود الهيئة، حيث أن تعزيز منظومة النزاهة التزام يقع على عاتق الجميع، مؤكداً أهمية توحيد الجهود الوطنية الهادفة لتعزيز مبادئ النزاهة والشفافية والحوكمة من خلال التوافق على الأولويات الوطنية.

من جهته أكد رئيس مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد في المملكة الأردنية الهاشمية عطوفة الباشا مهند حجازي أن انعقاد هذا المؤتمر يؤكد من خلال محاوره الرئيسية أن هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية تعمل وفق منظومات تشريعية وطنية تشاركية، مشيراً إلى أن الهيئة لا يمكن أن تحقق أهدافها بمعزل عن باقي مؤسسات الدولة، وشدد على أهمية العلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين، موضحاً بأن هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الأردنية على أتم الاستعداد للتعاون الكامل مع نظيرتها الفلسطينية بما يحقق أهداف الطرفين.

جانبها عبَرت السيدة كريستينا البيرتيني الممثل الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODCعن فخرها واعتزازها بالمشاركة في هذا المؤتمر، مؤكدة دعم المكتب الكامل لجهود مكافحة الفساد في فلسطين وتحصين مؤسسات الدولة الوقوع في شبهاته.

بينما ثمن رئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد "نزاهة" في دولة الكويت معالي السيد عبد العزيز الإبراهيم الجهود الحثيثة التي تبذلها هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية في سبيل تعزيز مبادئ الشفافية والحوكمة في المجتمع الفلسطيني، مؤكدا ضرورة تضافر وتعزيز كافة الجهود الوطنية لمكافحة الفساد ووضع استراتيجيات واضحة وهادفة، وتمنى التوفيق والنجاح للهيئة في مؤتمرها وكافة برامجها وأنشطتها المستقبلية.

فيما بيَن وكيل هيئة الرقابة الإدارية في جمهورية مصر العربية د. خالد محمد سعيد أن عقد هذه المؤتمرات الدولية تساهم في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة الفساد وتعزيز النزاهة والشفافية وتبادل الخبرات بين كافة الدول، مؤكداً أن جهود مكافحة الفساد لا تنجح بأي دولة دون توحيد جهود كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية.

بدوره قال رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في دولة قطر سعادة السيد حمد من ناصر المسند أن هذا المؤتمر يركز على موضوع هام وضروري، والذي يمثل أحد أهم التحديات في مكافحة الفساد على المستويين الوطني والدولي، حيث أن مكافحة الفساد مسؤولية وطنية جماعية لا يمكن أن تقوم بها جهة وحدها دون نهج تشاركي، وهذا ما تؤكد عليه الاتفاقيات الإقليمية والدولية لمكافحة الفساد، مشيراً إلى أن دولة قطر حرصت على إتباع النهج التشاركي، مؤكداً ضرورة تبادل الخبرات بين كافة الدول في هذا المجال.

بدوره عبَر مدير دائرة التحديات والتهديدات الجديدة في وزارة الخارجية للاتحاد الروسي السفير فلاديمير تارابراين عن فخره واعتزازه بالمشاركة في هذا المؤتمر، مؤكداً دعم بلاده الكامل لجهود مكافحة الفساد واستعدادها التام لتبادل خبراتها مع هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية، وتمنى التوفيق للهيئة بمؤتمرها، مشدداً على أهمية المواضيع والقضايا التي يناقشها.

ومن جهته أوضح مساعد رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد "نزاهة" للتعاون الدولي في المملكة العربية السعودية حضرة السيد ناصر ابا الخيل أن المملكة شهدت العديد من التطورات التاريخية في مجال مكافحة الفساد على الصعيدين الإقليمي والدولي، مشيراً إلى بعض مبادرات المملكة لتعزيز جهود مكافحة الفساد في المنطقة العربية والإقليمية، مشدداً على ضرورة تكثيف العمل العربي المشترك وتعزيز الدور العربي في المحافل الدولية ذات العلاقة بتعزيز جهود الحوكمة والنزاهة.

بينما أوضح نادر عطا ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين أن مكافحة الفساد في ظل وجود وسيطرة الاحتلال هو تحد كبير، ولكن على الرغم من ذلك وعلى الرغم من كافة العقبات قامت دولة فلسطين بعمل كبير وحققت جهود مميزة ومثمرة في هذا المجال، مؤكداً دعم البرنامج لهيئة مكافحة الفساد الفلسطينية بكافة أنشطتها، وتمنى النجاح لها في مؤتمرها وباقي أنشطتها.

وهذا ويمتد المؤتمر على مدار يومين، ويتضمن ثلاثة محاور رئيسية، وهي "دور الدولة ومؤسساتها في تعزيز المسؤولية الجماعية في مكافحة الفساد"، و"المشاركة المجتمعية في جهود مكافحة الفساد مسؤولية وطنية"، و"مسؤولية مؤسسات إنفاذ القانون وأثرها على ثقة الجمهور في جهود مكافحة الفساد".

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد