تزداد مؤخرا داخل جماهير مناطق 1948 دعوات مقاطعة الكنيست والتي ستتم يوم الثلاثاء الموافق 1/11/2022.

ليس غريبا ان تزداد دعوات المقاطعة حيث لم يلمس الناخب الفلسطيني تأثيرا ملموسا علي حياته وحقوقه المدنية الي جانب الحقوق الوطنية .

لقد تم إقرار قوانين عنصرية مثل قانوني المواطنة والقومية بالوقت الذي كان هناك نواب عرب بالكنيست.

شكل الكنيست منبرا إعلاميا علي مدار تمثيل القوائم العربية التي انفصلت عن الاحزاب الصهيونية والتي كانت تستخدمهم لتجميل وجه تلك الاحزاب بهدف إزالة الطابع العنصري عنها.

نقطة التحول السلبي برأي تمت عندما انفصلت القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس عن القائمة المشتركة وانضمت لدعم ائتلاف بينت -لابيد تحت مبرر التأثير والحصول على موازنات لصالح الجماهير الفلسطينية بالداخل والتي لم يلمسها المواطن الفلسطيني عمليا.

لا أعتقد أن المقاطعة تشكل الحل حيث سيستغل ذلك الجمهور اليميني والصهيوني لتعزيز مكانته ونفوذة وتمرير مخططاته العنصرية على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.

اعتقد اننا بحاجة للعودة للمنهج الذي كانت تستخدمه القيادات العربية في نهاية السبعينات والتي مثلها القائد الوطني الكبير توفيق زياد.

استطاع الشهيد الراحل توفيق زياد الجمع بإحكام ما بين النضال الشعبي والمثال البارز على ذلك يتجسد ب يوم الأرض الخالد وتشكيل لجان الدفاع عن الأرض واللغة والهوية وبين العمل البرلماني والذي كان يستخدم كمنصة لفضح الممارسات والمخططات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني اي عبر المعارضة.

اعتقد ان شعار التأثير من خلال التوصية على غانتس مرة وعلي بينت مرة اخري لم يكن موضوعيا وساهم في ارباك الخيارات بين الجماهير العربية وساهم بخلق الفجوات والانقسامات بين المكون السياسي المجسد بالقائمة المشتركة والتي كان يعول عليها الكثير لو استطاعت الجمع بين العمل البرلماني كعمل اعلامي تحريضي ومعارض للسياسة الصهيونية من جهة وبين العمل الشعبي من جهة اخري حيث تم إهمال الساحة الشعبية نسبيا لصالح العمل البرلماني والاعلامي المظهري بصورة رئيسية.

لا اري ان المقاطعة هي الحل كما لا اري ان المشاركة تحت عنوان التأثير هي المخرج أيضا.

اعتقد ان المشاركة الفاعلة ولكن وفق رؤية وطنية معارضة وشاملة تجمع بين الحقوق المدنية المبنية علي فكرة المواطنة وبين الحقوق القومية هي الرؤية المناسبة والقادرة علي ان تشكل برنامجا جمعيا للجماهير العربية بالداخل.

لا مبرر للرهان على المعسكر المناوئ لنتنياهو الذي اتضح انه نسخة متكررة لليمين المتطرف.

ان الرهان الرئيسي يجب أن يتركز على وحدة الجماهير الفلسطينية بالداخل وفق رؤية وطنية موحدة تجمع بين العمل الشعبي والبرلماني المعارض كما تجمع بين المواطنة وبين النضال من أجل تحقيق الحقوق الوطنية الثابتة والكاملة لشعبنا.

انتهي .

المصدر : وكالة سوا

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد