مركز فلسطين: الإهمال الطبي أداة الاحتلال لقتل الاسرى بشكل بطيء
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، اليوم السبت 29 اكتوبر 2022، أن سلطات الاحتلال وإدارة سجونها تستخدم سياسة الإهمال الطبي المتعمد كسلاح وأداة من أدوات القتل البطيء للأسرى جسدياً ونفسياً بترك الأمراض تنتشر وتزداد خطورتها داخل أجسادهم مما يهدد حياتهم بالخطر الحقيقي.
وعَّد مركز فلسطين سياسة الاهمال الطبي سبب رئيس في استشهاد (75) أسيراً في السجون منذ عام1967، كان آخرهم الشهيد " محمد ماهر تركمان" من جنين الذي تعرض لإهمال طبي واضح خلال وجوده فى المستشفى مصاباً برصاص الاحتلال بعد 40 يوماً على اصابته اعتقاله، وسبقه الأسيرة " سعدية فرج الله" والتي استشهدت في يوليو الماضي بعد اصابتها بجلطة قلبية في سجن الدامون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
وأوضح الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز، أن الاحتلال يهدف من سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج زيادة وتفاقم معاناة الأسرى وقتلهم ببطء وانعدام الامل في شفائهم، أو تحويلهم لأجساد هزيلة ومريضة وعالة على أسرهم وشعبهم بعد التحرر، بعد أن فشل الاحتلال من إفراغهم من محتواهم الوطني والثوري من خلال الاعتقال.
وعزا "الأشقر" وجود مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال للأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى، والتي تفتقد للحد الأدنى من المقومات المعيشية والصحية السليمة، إضافة الى ظروف التحقيق القاسية التي يتعرضون لها في بداية الاعتقال، ثم سياسة الإهمال الطبي التي تتركهم فريسه للأمراض تنهش اجسادهم دون رحمه.
وتطرق الاشقر الى حالة الأسير "ناصر ابوحميد" الذي يعانى الموت فى مستشفى أساف هاروفيه، معتبرا انها دليل قاطع على سياسة الإعدام البطيء الذى يمارسها الاحتلال بحق الأسرى المرضى، وتركهم يعانون الموت البطيء، كذلك الاسيرة "أزهار عساف" والتي نقلت الى المستشفى مؤخراً بعد تردى وضعها الصحي جراء الإهمال الطبي حيث تعاني من مرض عصبي، وتلف بالأعصاب بنسبة 70% على إثرها تعاني من مشكلة كبيرة في حاستي السمع والبصر، كما تعاني من أعراض عصبيّة
وأشار الأشقر الى وجود أكثر من (700) أسير في سجون الاحتلال مصابين بأمراض مختلفة، بينهم حوالي (130) أسير يعانون من أمراض خطيرة كالسرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والضغط، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.
وقال "الأشقر" أن المشاكل الصحية لدى الأسرى تكون بسيطة في بدايتها، ويمكن علاجها والسيطرة عليها لو توفرت الرعاية الطبية الحقيقية بشكل عاجل، ولكن الاحتلال يتعمد إهمال علاجها لفترات طويلة تصل لسنوات مما يؤدي الى تفاقم أوضاعهم الصحية ووصولها الى أوضاع صعبة، وتتحول مع طول الوقت لأمراض مزمنة وخطيرة يصعب علاجها.
واعتبر "الاشقر" سياسة الاحتلال بحق الأسرى تنتهك كل الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بالرعاية الطبية والصحية للمعتقلين المرضى، وخاصة المادة (92) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص على أنه (تجرى فحوص طبية للمعتقلين مرة واحدة على الأقل شهريًّا، لمراقبة الحالة الصحية واكتشاف الأمراض في بدايتها، وتوفير العلاج اللازم لها.
وطالب " الأشقر" كافة المؤسسات الدولية الطبية بضرورة القيام بمسئولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على الأوضاع الصعبة التي تؤدي الى اصابة الأسرى بالأمراض وتغلغلها فى أجسادهم نتيجة إهمال حالتهم المرضية لسنوات، وكذلك استشهاد العشرات منهم بسبب الإهمال الطبي.