علامات على وجود انفراجه في العلاقات بين حماس ومصر

غزة / خاص سوا/ لاقت التسريبات الإعلامية التي انتشرت في الأيام الأخيرة عن انفراجه في العلاقة بين حركة حماس والنظام المصري بعد عقد عدة لقاءات لم يكشف عنها مسبقاً بين الطرفين، حالةً من الارتياح في الشارع الفلسطيني.


فيما جاءت خطوة فتح المعبر للمرة الثانية ولعدة أيام خلال فترة زمنية قصيرة مقارنة مع فترات إغلاقه من قبل السلطات المصرية، وسحب دعوى إدراج حماس على لوائح الإرهاب المصرية لتدلل على صدق تلك التسريبات التي رفض قادة حماس الكشف عن فحوها على الرغم من تأكيد القيادي في الحركة "صلاح البردويل" عقد لقاءات مع المخابرات المصرية مؤخراً.


موقف ثابت


نائب رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس "باسم نعيم" أوضح أن موقف حماس منذ البداية ثابت ولم يتغير فيما يتعلق بالوضع المصري الداخلي، بالإضافة إلى حرص حركته على بناء علاقة جيدة مع مصر كدولة كبيرة ومركزية في المنطقة.


وشدد نعيم في حديث خاص لوكالة (سوا) الإخبارية صباح اليوم الخميس، على أن حماس لا تتدخل في الشأن المصري وليست طرفاً في الخلاف الداخلي، كما وليس لها أي علاقة بالأحداث الأمنية في سيناء ومصر بشكل عام.


فيما رفض نائب رئيس الدائرة السياسية الكشف عن فحوى اللقاءات التي عقد مع السلطات المصرية.


شبه انفراجه


من جانبه، رأى المحلل السياسي "حسام الدجني" أن العلاقة بين حركة حماس ومصر يدلل على أن هناك شبه انفراجه، إلا أنها بالتأكيد ليست كما هو مطلوب لطبيعة العلاقات بين الطرفين، مشيرا إلى أن اللقاءات الأخيرة توصلت إلى تفاهمات في العديد من الملفات وتجلى ذلك في فتح معبر رفح .


ولفت الدجني إلى أن الجانب المصري سيدخل كميات من الاسمنت إلى قطاع غزة، وذلك في إشارة إلى أن مصر تدرك حاجات قطاع غزة، مبيناً أن النظام المصري ينظر إلى أن حماس جزءً من الحل وليس المشكلة.


وأشار المحلل السياسي، إلى أن ما يحدث في الإقليم ورؤية المملكة السعودية هو أن حماس جزءً من الحل وليس المشكلة، بالإضافة إلى أن يمكن لها أن تحقق الكثير في الملف الفلسطيني نظرا للجغرافيا السياسية التي تحكم العلاقة.


وبين أن القناعة السائدة لدى القيادة المصري هو أن استئصال حماس أمر صعب، فيما تدرك حماس أن ارتباطها بالإخوان فقط ارتباطاً بفلسطين لا غير ذلك، ولا تتدخل في أي شأن من الشئون المصرية وما يجري في الاعلام محض افتراء.


دلائل على الانفراجه


فيما توافق أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر "ناجي شراب" مع سابقه في أن تلك التسريبات إن صحت فإنها تبشر بأن العلاقة بين الطرفين ذاهبة نحو الانفراج، وبالتالي قناعة حماس أنها يجب أن تتعامل مع النظام المصري القائم.


ورأى أن تحول موقف حماس هذا سيحظى باستجابة ايجابية من مصر، وهو ما يمكن التدليل عليه بفتح المعبر مرتين خلال أيام قليلة، بالإضافة إلى أن ذلك يمكن أن يجعل مصر تجدد دورها في ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية والمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل.


ولفت إلى أن الدور المصري لا يخرج في النهاية عن الكل الفلسطيني، رغم قناعة مصر أن حماس فاعل رئيسي على الساحة الفلسطينية وتحديداً في قطاع غزة ولا يمكن تجاهلها.


وحول ما إذا كانت السعودية قد ضغطت على النظام المصري لعقد مصالحة مع حماس وتخفيف الضغط عن غزة، أوضح شراب أن العلاقات لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، وتحديداً فيما يتعلق بدور مصر والسعودية ودول عربية أخرى.


وتبقى الأيام القليلة القادمة تحمل بين طياتها بعض الأمل للشارع الفلسطيني وتحديداً قطاع غزة المتضرر الأكبر من توتر العلاقة بين الطرفين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد