عادت القوات الفلسطينية بعد سنوات من النضال إلى أرض الوطن وكان التوقيع على أوسلو بمثابة نقطة الانطلاق للقيادة الفلسطينية بعد تعذر كل المحاولات لعودة الحق الفلسطيني وارضة المغتصبة من الاحتلال وكانت غزة اريحا اولا وبعدها باقي محافظات الوطن واعتمدت القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس الشهيد الراحل ابو عمار على تكريس كل معالم السيادة على الأرض فانطلقت الانتخابات البرلمانية عام ١٩٩٦ وبعدها الرئاسة وإنشاء مطار غزة الدولي ووضع الأسس لإنشاء مؤسسات الدولة وبالفعل هذا ما حدث وأصبحت مؤسساتنا الوطنية تضاهي مؤسسات مماثلة ببلدان مستقلة منذ زمن بعيد ورغم كل ما احيك ضد القيادة الفلسطينية من تدخلات عربية كانت او دولية سعى ياسر عرفات ابو عمار ورفاقه إلى تحقيق الحلم الذي كلف هذا الشعب الغالي والنفيس وفقدنا شهداء لمجرد رفع علم فلسطين خارج أراضيه فما بالكم بعودة قوات فلسطينية كانت تحضنها دول عربية وعوده اكثر من مليون فلسطيني من الشتات وجلب رؤوس اموال لبناء اقتصاد يسعى إلى تحقيق توازن بين العودة والدولة وكانت نتائج هذا الجهد على أرض الواقع فعلا مثمرة ونظر إلينا العالم اجمع باستغراب وترقب ما سوف نقوم به وراهن الكثير على فشل هذا الشعب بإقامة دولة له وكان الجواب دولة منقوصة السيادة بسبب التعنت والاجحاف وعدم تطبيق الاتفاقيات الموقعة بيننا وبين المحتل  رغم الضغوط والعراقيل المستمرة ولكن ارادة هذا الشعب كانت أقوى واصلب من كل المؤامرات حتى وصلنا للانتخابات عام ٢٠٠٧ التي كانت بمشهد يكرس روح الديمقراطية وتبادل السلطات وكان دخول حماس هو بمثابة اعتراف ضمني باوسلو والانتقال  من المقاومة إلى السياسة ودخول المؤسسات التي تشكلت بسبب أوسلو وكانت اول حكومة برئاسة الاخ اسماعيل هنية التي واجهة عراقيه عدم التعامل مع حكومة يرؤسها شخصية من أكبر حركات المقاومة فكانت لتداعيات تشكيل هذه الحكومة بعد حصول حماس إلى أغلبية بالمجلس التشريعي عقبه أمامها شخصيا فتوقف الدعم وكانت السلطة الفلسطينية مع عجز بالموازنة لعدة أشهر أدى إلى حالة من تمكن السلطة من أداء واجبها تجاه شعبها وكانت محصلة هذه التداعيات ظهور خلافات داخلية بين السلطة واركانها والحكومة التي انبثقت عن مراكز الاقتراع مما أدى إلى مشاكل والاقتتال بين الأخوة الأعداء فيما بينهم ومع تردي الأوضاع الاقتصادية زادت حدة الأوضاع سوء نتج عنه انقسام دفع ثمنه أبناء الشعب الواحد ثمن لا يمكن حصره وضرب كل معالم الحياة والنسيج الاجتماعي والاقتصاد والصحة وكل شئ وأصبحت هناك حكومتان غزة والضفة وفشلت كل محاولات وجولات المصالحة إلى يومنا هذا الذي كلف أجيال كاملة ثمن لا يمكن تعويضه وايضا ضياع للقضية والأرض فالمستوطنات أصبحت امر واقع وتمزقت الارض في الضفة الغربية و القدس من جهة والجهة الأخرى غزة والمستغرب ان من نفذ الانقسام هو شريك اساسا في الاتفاق فلولا أوسلو التي تعترض عليها حركة حماس ما احرزت أغلبية بالمجلس التشريعي الذي هو نتائج عودة السلطة الوطنية ورسم معالم السيادة والروح الديمقراطية باسس سليمة بالمحصله الاختلاف هو على على من يقود السلطة وليس على أوسلو وغيرها من اتفاقيات وهنا علينا أن نضع علامات استفهام كبيرة اذا كان  الخلاف على سلطة سياسية ومراكز وزارات وليس مضمون الاتفاق فعلى الجميع العودة إلى اتفاق يساعد هذا الشعب من الخروج من الازمة الغير منتهية فقاربت على ١٦ عاما دون جدوى والكل خاسر ولا نتائج على أرض الواقع يلمسها المواطن المغلوب على أمره الا سوء الاحوال على جميع الأصعده وضياع مقدرات هذا الشعب وضياع فلسطين .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد