هل جدري القرود معدي ؟
ظهر مُؤخرًا مرض فيروسي جديد يُطلق عليه اسم جدري القرود، ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، ويتشابه في أعراضه مع مرض الجدري الشائع، ولكنه أقل شدة.
أعراض مرض جدري القرود:
قال المركز الأمريكي للتحكم بالأمراض والوقاية CDC، إن أعراض مرض جدري القرود يتشابه مع مرض جدري الماء الشائع، ولكنها أخف من ذلك، حيث يبدأ جدري القرود بالصداع والحمى وآلام في العضلات والمفاصل وإرهاق، مُشيرًا المركز إلى أن الاختلاف الرئيسي بين أعراض النوعين في أن يتسبب جدري القرود في تضخم الغدد الليمفاوية (تضخم العقد اللمفية) بينما لا يحدث ذلك في حالة الإصابة بجدري الماء.
وأوضح المركز الأمريكي أن فترة الحضانة لمرض جدري القرود، هي الفترة من الإصابة إلى ظهور الأعراض، وهي من 7 إلى 14 يومًا وفي بعض الأحيان تتراوح ما بين 5 إلى 21 يومًا.
ويبدأ جدري القرود بأعراض تتمثل في حمى وصداع وآلام في العضلات والظهر وتضخم الغدد الليمفاوية وقشعريرة وإنهاك وهزل، ويأتي في غضون يوم إلى 3 أيام، بعد ظهور أعراض الحمى يصاب المريض بطفح جلدي جلدي يبدأ غالبا على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
الأعراض الجلدية لمرض جدري القرود:
تتطور الآفات الجلدية في جدري القرود خلال المراحل التالية قبل أن تسقط، فتكون عبارة عن لطاخات Macules ومن ثم حطاطات Papules ومن ثم حويصلات Vesicles ومن ثم بثرات Pustules وتنتهي بالقشرة Scabs حيث يستمر المرض عادة لمدة تصل ما بين 2 إلى 4 أسابيع.
وفي أفريقيا، أظهرت الدراسات أن جدري القرود يتسبب في وفاة قرابة شخص واحد من بين 10 أشخاص يصابون بمرض جدري القرود.
هل جدري القرود مُعدي؟
يحدث انتقال فيروس جدري القرود عندما يلامس الشخص الفيروس من حيوان أو إنسان أو مواد ملوثة بالفيروس، حيث يدخل الفيروس الجسم من خلال الجلد المجروح (حتى لو لم يكن مرئيا) أو الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية (العين أو الأنف أو الفم).
قد يحدث الانتقال من حيوان إلى إنسان عن طريق العض أو الخدش، أو تحضير لحم الأدغال، أو الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو مادة الطفح، أو الاتصال غير المباشر مع مادة الطفح، مثل الفراش الملوث.
وذكرت بعض مراكز الأبحاث الأمريكية، أن انتقال عدوى جدري القرود من إنسان لآخر يكون في المقام الأول من خلال قطرات تنفسية كبيرة، ولا تستطيع قطرات الجهاز التنفسي عموما السفر لأكثر من بضعة أقدام، لذا يلزم الاتصال وجها لوجه لفترة طويلة.
وتشمل طرق الانتقال الأخرى من إنسان إلى إنسان الاتصال المباشر بسوائل الجسم أو مادة الطفح، والاتصال غير المباشر بمواد الطفح، مثل الملابس الملوثة أو البياضات.
وبدورهم حذر علماء بريطانيون، من انهم يتوقعون استمرار ارتفاع أعداد حالات الإصابة بمرض جدري القرود خلال الأسابيع المُقبلة، حيث يتم تعقب المزيد من المصابين من قبل السلطات الصحية، وفقا لتقرير للكاتب روبن ماكي، نشر في غارديان theguardian.
وقالت شارلوت هامر، خبيرة جامعة كامبريدج في مجال الأمراض الناشئة emerging diseases "أنا متأكدة من أننا سنشهد المزيد من الحالات. أولا، تبحث السلطات الصحية الآن -بنشاط كبير- عن الحالات، لذلك من المرجح أن نكتشف الأشخاص الذين يعانون من حالات خفيفة ربما نكون قد فاتنا في السابق أو أخطأنا في تشخيصها".
وتابعت "بالإضافة إلى ذلك، فإن فترة حضانة جدري القرود تتراوح بين أسبوع و3 أسابيع، لذلك من المحتمل أن نشهد إصابات جديدة بين أولئك الذين كانوا على اتصال مبكر بحالات التفشي الأولى".
أقرأ/ي أيضًا: هل مرض جدري القرود الذي يصيب الإنسان قاتل؟ تعرف عليه
وقالت هامر "في الأساس، نواجه خيارين، إما أن الفيروس مختلف بطبيعته الآن أو ربما تغيرت قابليتنا له. بدلا من ذلك، قد يكون الأمر أننا واجهنا عاصفة كاملة من الظروف التي سمحت للفيروس بالانتشار بهذه الطريقة. أعتقد أنه السيناريو الأخير الأكثر احتمالا".
أحد الاحتمالات أن تأثيرات اللقاحات الجماعية السابقة ضد الجدري آخذة في التلاشي، مما يترك عددا أقل من الأشخاص يتمتعون بالحماية من جدرى القرود المرتبط ارتباطا وثيقا.
خطوات منظمة الصحة العالمية لمواجهة مرض جدري القرود:
دعت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، إلى اتخاذ سلسلة إجراءات للحد من انتشار مرض جدري القرود في العالم.
وقالت المنظمة أن "تحديد الحالات المؤكدة والمشتبه بها لجدري القرود، بدون أي تاريخ سفر، لمنطقة موبوءة في العديد من الدول يعد أمرا غير معتاد، وبالتالي، هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي بشأن جدري القرود وإجراء اكتشاف شامل للحالات والعزل (يتم تقديمه مع رعاية داعمة) ورصد المخالطين ورعاية داعمة للحد من انتقال المرض في المستقبل".
وبحسب الصحة العالمية، فإن الحالات التي تم الإبلاغ عنها حتى اللحظة، في أوروبا واسترالية وأمريكا الشمالية، أثرت كثيرًا على الأشخاص المثليين، وبعد المراقب التي لاتزال محدودة، من المحتمل أن تظهر حالات في دول وشعوب أخرى.