في اغتيال "الكلمة" شيرين أبو عاقلة
تغريد بلبل/ غزة
(في الطريق الى هناك، أوافيكم بخبر فور اتضاح الصورة) كانت هذه اخر كلمات الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، دفتر قلم وهاتف محمول أدوات الصحافة التي تحملها شيرين بين يديها لتخترق رأسها رصاصة أودت بحياتها فهذه المرة لم يرد الخبر منها بل كانت هي الخبر هنا لم يحمها الدرع والخوذة التي كانت ترتديها ولم يشفع لها امام جبروت الاحتلال.
(شيرين شيرين) كانت هذه صرخات شذا حنايشة التي كانت تقف بجوارها قبل ان يختطفها الموت بلحظات لم تكن شيرين وحدها يوم استشهادها فزملاء المهنة امام بوابات ثلاجة الموتى وزهور المستشفى تشتاق لسقياها كما شرفة منزلها هكذا تحدث زميلها عميد شحادة مراسل تلفزيون العربي في الضفة الغربية.
اما عن جيفارا فتلوح بيدها من جانب الصليب وهي تلقي نظرة الوداع الأخيرة على تابوت شيرين الذي حاول الاحتلال ان يغتاله اثناء الجنازة في أبشع مشهد يمكن ان تراه عينك.
وعن اباها الروحي في قناة الجزيرة وليد العمري فنظرة الوداع منه وهو يحمل درع الصحافة تشبه نظرة الأب الذي يودع طفله لآخر مرة.
(لم يسقط الكفن لم يسقط) رددت هذه العبارات مراسلة الجزيرة جيفارا البديري عندما كان العالم اجمع يشاهد بشاعة الاحتلال في محاربة جنازتها حيث لا حرمة للموت في قاموسهم فكم رأينا من وحشية تتجلى في أبشع صورها وهم يحاربون تابوتها الملفوف بالعلم الفلسطيني الذي لطالما كان ينغص عليهم معيشتهم
في فلسطين فقط ترى صحفية مسيحية توصف بالشهادة وتشيع على اكتاف المسلمين داخل كنيسة يهتف بها (لا إله الا الله والشهيد حبيب الله) هنا فقط اعلم انك في فلسطين ام البدايات وام النهايات.
بين ميادين الكر والفر وردهات المستشفيات ورائحة الموت وأطلال الأبنية المدمرة ذهبت شيرين لآخر مرة لتوافينا بأدق التفاصيل بعدها ودّعت دنيانا مرفوعة الرأس وتكون هذه اخر مرة نسمع فيها كلمتها المشهورة شيرين أبو عاقلة فلسطين القدس المحتلة.