كشف كواليس جديدة عن اللقاء

حسين الشيخ: "غانتس" رد إيجابا على 60% من هذه المطالب والباقي قيد الفحص

وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ

كشف وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ ، كواليس ومطالب ونتائج لقاء الرئيس محمود عباس مع وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس قبل أيام.

وقال الوزير الشيخ خلال حوار مع برنامج اللقاء المفتوح عبر إذاعة المملكة الأردنية، أمس الأحد، إن الجانب الفلسطيني قدم مجموعة مطالب في ظل الوضع المعقد، مشيرًا إلى جزءًا منها نظر إليها غانتس بايجابية والجزء الآخر قيد التدقيق.

ونوه الشيخ إلى، أنه تم وضع أطراف عربية -مصرية وأردنية- مسبقًا بتفاصيل اللقاء بغانتس قبل يوم من انعقاده.

وأضاف، أن موضوع "لم الشمل" من أهم الانجازات العملية التي تحققت من لقاء غانتس؛ لأن فيه تثبيت للمواطن على أرضه، موضحًا أنه تم التحدث عن موضوع الأسرى والجثث المحتجزة للشهداء، وعن عودة طواقم السلطة إلى معبر الملك حسين، والتجارة بين فلسطين والأردن، مؤكدًا أن الجانب الفلسطيني أخبر غانتس بأن فلسطين تحتاج إلى معبر تجاري مع الأردن.

اقرأ أيضا/ غانتس: شعرت بخيبة أمل وسأستمر في لقاء الرئيس عباس

وأفاد، بأن اللقاء تطرق إلى مجموعة من القضايا، منها الاتصالات وتقنية الجيل الرابع، والتعامل مع قطاع غزة والهدوء الشامل ووقف تهجير السكان والصلاة في الأقصى.

وبشأن الاستجابة الإسرائيلية للمطالب الفلسطينية التي قدمت خلال اللقاء، قال الشيخ: "فيما يتعلق بالقضايا الحياتية كان غانتس إيجابيًا، و60% مما قدم كان رده عليه إيجابًا والباقي قيد الفحص، وقلنا إن الهامش الزمني المعطى لنا ولهم (ضيق) ويجب أن يعطونا إجابات خلال فترة قصيرة قبل أن نصل إلى نقطة الحسم والمفصل حين انعقاد اجتماع المجلس المركزي في شباط المقبل".

واعتبر، أن لقاء الرئيس الفلسطيني بوزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بمثابة "الفرصة الأخيرة" قبل انعقاد المجلس المركزي في 1 شباط، لافتًا إلى أن لدى المجلس المركزي قرارات منذ عامي 2015 و2018 وهي معلقة بسحب الاعتراف وقطع العلاقة مع إسرائيل.

وصنف اللقاء بين الرئيس محمود عباس ووزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بأنه لقاء الضرورة، خصوصًا في ظل معطيات ميدانية مرعبة، جراء السلوك الإسرائيلي وسلوك المستوطنين الذي كاد أن يعصف بالحالة القائمة حاليًا ويقودنا إلى مربع كبير ونفق مظلم لا يدرك أحد إطلاقًا إلى أين ممكن أن يصل وكيف يمكن أن تكون تداعياته ونهاياته. حسب قوله

وأضاف: في ظل غياب الأفق السياسي وحكومة اللا قرار في إسرائيل، إن الكل يدرك تركيبتها التي لا تستطيع الذهاب نحو الإيجاب أو السلب.. حالة الانهيار والتفكك في هذه الحكومة الإسرائيلية قابلة للسقوط في أي لحظة، ولذلك أقول انه لقاء الضرورة".

وتابع: إسرائيل دولة محتلة واللقاءات والمفاوصات تتم بين الخصوم والأعداء حتى في ظل الحروب وفي ظل الأوقات الأكثر عنفًا والأكثر شراسة، ودائمًا وأبدًا شباك وباب التفاوض بين الخصوم والأعداء يبقى مفتوحًا أمام الأعداء؛ لأن المفاوضات لا تتم بين الأصدقاء".

وشدد على أن اللقاء كان "لقاء الضرورة بيننا وبين الحكومة الإسرائيلية لأننا ندرك تمامًا إلى أين يمكن أن تؤول إليه الأمور"

ونبه إلى أن هناك فرق هناك فرق كبير في العمل السياسي بين رجل الدولة وبين المعارض، مضيفًا انه "في بلادنا المعروف للأسف الشديد (قل كلمتك وامشِ) دون أن يكون هناك أي استحقاق لهذه الجملة السياسية المعارضة".

وأردف: "أن تكون رجل الدولة فهذا يدخلك في باب المسؤوليات بدءًا من لقمة العيش والصحة وفرص العمل".

واستطرد: "هناك كثيرون لا يدركون الفرق بين التداخل في مشروع الثورة والدولة .. نحن لا زلنا شعب تحت احتلال ويبحث عن حريته واستقلاله وإنهاء الاحتلال وإقامة دولته وفق قرارات الشرعية الدولية، وفق نفس الوقت هناك نظامي سياسي وسلطة وطنية فلسطينية مسؤولة عن حياة الناس المعيشية بدءًا من لقمة العيش إلى فرصة العمل للموطنين.. هذا التداخل هو الذي ربما يدخل المنظومة السياسية الفلسطينية في هذا التحدي".

وأكمل: "ان هناك من يريد رجل ثورة بكل معنى الكلمة وهناك من يريد رجل دولة بكل معنى الكلمة، وكلاهما في الوضع الراهن غير ممكن".

وعدَّ، أنه "لا يوجد أي نموذج في الأنظمة السياسية ربما على مر عقود أو سنوات طويلة كالقائم الآن في فلسطين"، مشيرًا إلى أنه "يمر بحالة فلسطينية صعبة معقدة وفي وضع الانقسام وغياب أفق المصالحة، وفي وضع اقليمي غاية في التعقيد، ووضع عربي في أسوأ مراحله في ظل حالة الانبطاح والارتماء والتطبيع دون أن نسيء لأحد". وفق قوله

وتابع القول، "إن اللقاء الأخير الذي حصل بين بيني غانتس والرئيس عباس هو الثاني الذي يحصل بينهما، وفي المرة الأولى قام بزيارتنا في مدينة رام الله ، وفي الأخيرة نحن قمنا بزيارته".

وأكمل حديثه: أقول بكل صراحة عنوان اللقاء كان هو (إشعال الضوء الأحمر) من جانب الرئيس محمو عباس بأن الوضع الراهن في ظل غياب الأوفق السياسي وفي ظل الإرهاب المنظم من قبل المستوطنين بحماية جيش الاحتلال والإجراءات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية بالتهجير أو اقتحام المسجد الأقصى أو الاجتياحات كل هذا السلوك الإسرائيلي ينذر بأننا نذهب إلى مربع لا يمكن لأحد إطلاقًا أن يدعي المعرفة المطلقة بتداعياته".

وتابع القول: "بناء عليه أراد الرئيس محمود عباس قبل اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في بداية الشهر القادم أن يضيء الضوء أمام الإسرائيليين وسبق أن أضاءه أمام الأمريكان".

وتطرق إلى بعض ما دار خلال الاجتماع، بالقول: إن "الرئيس عباس قال لغانتس أنا جئت لأشعل الأحمر، وإن لم نجد أفقًا سياسيًا بيننا، وإن لم نتمكن من وقف هذه الحملة المسعورة وهذا الإرهاب المنظم من قبل المستوطنين في الميدان، فنحن وإياكم ذاهبون إلى مربع لا يمكن العودة منه، موضحاً: "كان هذا عنوان اللقاء قبل أن يتم الدخول في قضايا ثانوية لا مبالغة في إيجابيتها، ولا أقول إنني حققت الانتصار في هذا اللقاء"، كما قال الوزير حسين الشيخ.

واعتبر، أنه "لا يمكن إطلاقًا أن يصنف هذا اللقاء كما صنفه البعض في إطار البيع والتخوين، قائلاً: "أنا لا استخدم مصطلح الانتصار في لقاءاتنا مع الجانب الإسرائيلي والانتصار بالنسبة لي هو انهاء الاحتلال".

وأردف: "إن الصراع بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن إطلاقًا أن ينتهي بالضرب الفاضي .. بل هذا الصراع يحتاج المراكمة في الانجاز، والثبات والصمود على الأرض هو أكبر عنوان فيه تحدٍ لهذا الاحتلال". حسب وصقه

وأكد أن "لم الشمل" هو انجاز بأن يتم تثبيت المواطن الفلسطيني على أرضه في مواجهة التهجير والترانسفير، مشددًا على أن هذا الانجاز يأتي في باب التراكمية التي يجب أن تنجز حتى يصل الاحتلال إلى قناعة مطلقة اليوم أو غدًا بأن لا طريق أمامه إلا أن يرحل عن هذه الأرض والشعب".

واستطرد الشيخ: "إذا كنت سياسيًا تريد أن تختار الطريق الأفضل لشعبك في طريق تحقيق طموحاته، فإن الشعار المزركش لا يمكن أن يأخذ شعبك إلى مربع الانقاذ والخلاص من الاحتلال، والواقعية والطريق الأقل مسافة وتكلفة إذا كنت قائد فهذا الطريق الذي يمكن أن تسلكه".

وأكد أنه حتى اللحظة لا يوجد قرار بالمنظومة السياسية الفلسطينية الارتقاء بحجم الاشتباك مع الاحتلال إلى أن يكون دمويًا وعنيفًا، قائلاً: "نحن نتحدث عن مقاومة سلمية فلسطينية، ولكن بالمقابل أنا أواجه إرهاب منظم من قبل المستوطنين محمي بمظلة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.. هناك عصابات منظمة من جانب المستوطنين تستبيح مدننا وقرانا ومخيماتنا وتستبيح الحجر والشجر والبشر".

ووفق اعتقاده فقد وصلت الرسالة خلال اللقاء إلى منظومة الحكم في إسرائيل، بأن استمرار الوضع الراهن مستحيل، وأن الوضع الراهن يعصف بالحالة الراهنة ويأخذ الجميع إلى مربع لا أحد يعرف نتائجه.. "ولذلك قلنا لغانتس هذا الوضع لا يمكن أن نقبل باستمراره".

وفي سياق متصل، رد وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ على من يطلقون "التنسيق الأمني"، قائلاً: أنا أنسق مع الاحتلال تنسيق الضرورة.. الاحتلال مسؤول عن الكهرباء والحدود والمياه وأموالي تأتي من خلاله (وهي المقاصة) وهو مسؤول عن الهواء الذي يستنشقه الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "ما أحلله على نفسي لا أحرمه على غيري، وأصحاب الشعارات الكبيرة هم أصحاب تنسيق مع الاحتلال بالباطن"، مؤكدًا أن ما يقوم به من تنسيق مع الاحتلال هو تنسيق الضرورة؛ "لأنني أبحث فيه عن حل لثبات والصمود للمواطنين الفلسطينيين.. كهربائي ومائي وحركة الناس وأموالي تأتي من خلال الأمر الواقع على الأرض وهو الاحتلال". وفق قوله

وختم الشيخ، أن "فن إدارة الصراع في المحصلة أقوى طموحي وأهدافي نحو التحرر والاستقلال، ولا تدعم وتكرس وجوده كاحتلال، وهذا همي كقائد في الشعب الفلسطيني، والقائد هو الذي يأخذ الناس نحو أقصر الطرق لتحقيق أهدافهم وبأقل الأثمان".

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد