تفاصيل عملية عسكرية إسرائيلية في غزة أُجلت في 2018 ونُفذت في مايو 2021

طيران حربي اسرائيلي

كشفت صحيفة إسرائيلية، اليوم الأحد، عن تفاصيل عملية سرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة عام 2018، تم إلغائها في اللحظة الأخيرة نتيجة استقالة وزير إسرائيلي من الحكومة آنذلك، وتم تنفيذها في مايو 2021 "العدوان الإسرائيلي على غزة".

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست"، إنه "بحلول عام 2018 أطلق الجيش الإسرائيلي خطة لمواجهة انفاق حركة حماس في غزة، وهي خطة مشتركة مخطط لها داخل القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي - المسؤولة عن قطاع غزة - ومقر سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب".

وأضافت أنه "نظرًا لحجم شبكة الأنفاق والحاجة إلى مفاجأة كتائب القسام، فقد تم تحديد المتطلبات التشغيلية الأولية بأكثر من 100 طائرة تسقط أكثر من 500 قنبلة في غضون أقل من 30 دقيقة، وهي عملية لم يتم القيام بها من قبل في غزة".

وأوضحت أنه "في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 ، فشلت عملية سرية للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، حيث اشتبكت فصائل المقاومة في غزة مع وحدة كوماندوس إسرائيلية كانت مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية وقتل خلال الاشتباك قائد المجموعة الإسرائيلية الذي لا يزال اسمه ممنوعًا من النشر، حيث أطلقت حماس عشرات الصواريخ على إسرائيل ردا على ذلك".

وأشارت إلى أنه "عقب هذه العملية عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو اجتماعا لمجلس الوزراء المصغر لمناقشة رد إسرائيل".

وبحسب الصحيفة فإن "أفيغدور ليبرمان، وزير الجيش في ذلك الوقت، أعطي الامر لإطلاق عملية "Lightning Strike"، الاسم الرمزي الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على الحملة لتدمير الأنفاق، والتي أشرف عليها شخصيًا قبل بضعة أشهر".

ونوهت إلى ان "قادة الجيش الإسرائيلي رفضوا تلك العملية بسبب مخاوف من أن إطلاق ما يسمى بـ "ضربة الصاعقة" الآن يمكن أن يؤدي إلى صراع أطول وأكبر مع غزة، ذلك بدوره سيجبر الجيش الإسرائيلي على تأجيل العملية التي كان مخطط لها مسبقاً ضد أنفاق "حزب الله"، وحينها ساندت الحكومة قرار الجيش الإسرائيلي، ووضعت خطة "ضربة الصاعقة" جانبا".

وحينها استقال ليبرمان من الحكومة منزعجاً من ردها الضعيف على إطلاق الصواريخ من غزة، مما أدى في النهاية إلى تفكك الحكومة واجراء أربع انتخابات متتالية.

وأوضحت الصحيفة أنه "في السنوات التي تلت ذلك، لم تقف القيادة الجنوبية مكتوفة الأيدي، وواصلت تزويد العملية بمعلومات استخبارية جديدة قدمها بشكل مستمر جهاز "الشاباك".

وقالت "عندما اندلعت عملية حارس الأسوار في مايو من هذا العام، أعيد وضع "ضربة الصاعقة" على الطاولة، وكان بعض الجنرالات لا يزالون مترددين، وكانوا يشعرون بأن مثل هذا القصف بحاجة إلى قرار سيادي من أجل عملية هدفها إسقاط حماس، حيث لم تكن هذه هي أهداف عملية حارس الأسوار".

وبحسب الصحيفة فقد قال قائد المنطقة الجنوبية اللواء إليعازر توليدانو، إنه يجب إطلاق العملية على الفور، وحذر من أنه إذا لم يحدث ذلك لن تكون العملية ذات جدوى مستقبلا حيث وافق رئيس الأركان أفيف كوخافي على ذلك".

ونقلت الصحيفة عن توليدانو قوله: "حتى لو لم نقتل مئات الإرهابيين، فلا يزال الأمر يستحق إعادة حماس إلى الوراء 10 سنوات".

ونوهت إلى أن نحو 160 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي أقلعت بعد منتصف ليل 14 مايو وتوجهت إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث تم تجهيز الطائرات - F-15 و F-16 - بقنابل موجهة بواسطة نظام GPS، والمعروفة أيضًا باسم Small Diameter Bomb ، وهو سلاح من صنع شركة "بوينغ" العالمية".

وأشارت الصحيفة إلى أنها كانت "من أكبر الطلعات الجوية وأكثرها تعقيدًا منذ حرب عام 1967، وذلك عندما أقلع سلاح الجو الإسرائيلي بالكامل لتدمير القوات الجوية المصرية والسورية".

"لكن في هذه الليلة، لم تكن إسرائيل تلاحق القوة الجوية للعدو بل كانت تتطلع إلى انتزاع حيازة حماس الثمينة - السلاح السري الذي بنته بمهارة وسرية على مدى ما يقرب من عقد من الزمان، ولكن ما لم تعرفه حماس هو أن شخصا ما في إسرائيل كان يتابع عملهم، عمل الشاباك عن كثب مع الجيش الإسرائيلي في القيادة الجنوبية لرسم خريطة لمسار نظام الأنفاق". بحسب ما أوردت الصحيفة

وأضافت "كان التحدي هائلاً، ولم يكن مجرد جهد شاق لاكتشاف المسار الدقيق للأنفاق، ولكن كان على سلاح الجو الإسرائيلي أيضًا معرفة كيفية تدمير الأنفاق بدقة متناهية، كذلك احتاجات إسرائيل للهجوم بطريقة من شأنها أن تدمر الأنفاق من ناحية، ولكنها أيضًا دقيقة للغاية لدرجة أنها ستترك أقل قدر من الأضرار الجانبية ولا تقوض المجهود الحربي الأكبر لإضعاف حماس".

وبحسب مصدر عسكري للصحيفة أكد على أن "ما جعل هذه العملية الجوية المحددة معقدة للغاية لم يكن الهجوم نفسه، بل على عكس ساحات القتال المحتملة الأخرى، فإن سلاح الجو الإسرائيلي ليس مهددًا في غزة بصواريخ أرض جو، وهو أمر لا يمكن أن يقال عن سوريا أو لبنان".

وأوضح المصدر العسكري أن "مهاجمة مثل هذه المساحة الصغيرة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن يتطلب مستوى عال من الدقة والتزامن وهو نادرًا ما يُرى في ساحة المعارك الحديثة، خاصة عند النظر إلى مشاركة 160 طائرة مقاتلة".

وفي السياق نفسه قال إن الطائرات التي شاركت في العملية أقلعت من قواعد مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل، فوق البحر الأبيض المتوسط وانتظرت إشارة الضوء الأخضر للبدء بالعملية، وبمجرد أن حصلوا عليها بدأ الهجوم حيث قامت كل مجموعة من الطائرات بتثبيت الإحداثيات مسبقًا بأهدافها".

وأضافت أنه "لم يكن على الطائرات حتى التحليق فوق غزة حيث كانوا قادرين على إلقاء ذخائرهم وهم لا يزالون فوق الماء".

وبحسب المصدر العسكري فإنه "تم إلقاء خمسمائة قنبلة خلال العملية في تلك الليلة فوق ما يسمى بـ"المترو"، وبينما تم تنفيذ الهجمات بواسطة طائرات مقاتلة، قامت الطائرات بدون طيار التي حلقت عالياً فوق غزة بنقل الصور إلى مقر سلاح الجو الإسرائيلي في تل أبيب حتى يتمكن الضباط من متابعة العملية ومدى نجاعتها".

المصدر : وكالة سوا - ترجمة خاصة

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد