برنامج مبعوثي الشباب للتنمية وبرنامج القيادات الشابة
منصات لتفعيل دور الشباب الفلسطيني لحلّ التحديات المجتمعيّة ودعمهم ليصبحوا صانعي وصانعات للتغيير
في ظل العقبات الكثيرة التي تواجه الجيل الشاب في دولة فلسطين، والتحديات التي تتنوع من الوضع الاقتصادي الحالي وارتفاع معدلات البطالة، الى المضييقات المعيشية والوضع السياسي غير المستقر، أصبح من الأساسيّ العمل لتمكين الشباب/ت على التصدي لهذه التحديات، وإعدادهم بالأدوات اللازمة لينقلوا هذه القدرات للمجتمع، حيث لم يعد دور الشباب الواعي مقتصراً على نشاطهم فحسب، بل وعلى قدرتهم على تحريك وتفعيل المجتمع من حولهم نحو صناعة التغيير.
تم إطلاق برنامج القيادات الشابة بمبادرة من المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، بهدف توفير بيئة مستدامة تعمل على تعزيز روح القيادة للشباب، وتقديم الأدوات اللازمة للشابات والشباب لإيجاد حلول رياديّة ومبادرات مجتمعيّة تخفف من وطأة التحديات التي تواجههم، وتساهم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة في نفس الان. يعمل البرنامج في دولة فلسطين منذ اطلاقه مع الشباب والشابات في أعمار 18 – 29، ويعمل على نشر مفاهيم الريادة المجتمعية وأهداف التنمية المستدامة من خلال التدريبات وورشات العمل والمبادرات المجتمعيّة التي يتم عقدها في قطاع غزة والضفة الغربية، بما يشمل القدس .
يتم تنفيذ نشاطات برنامج القيادات الشابة عن طريق عدد من الشراكات المحلية مع المؤسسات الخادمة للشباب، والشراكة الاقليمية مع مركز الشباب العربي ضمن نشاطات برنامج "مبعوثي الشباب للتنمية"، والذي يعمل على تمكين الشباب العربي في المنطقة العربية والاستثمار في قدراته، عن طريق اتاحة الفرصة لإحدى عشر شاب وشابة للعمل في مكاتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مجال العمل الشبابي، وتطوير مهاراتهم الوظيفية. تم إطلاق البرنامج عام 2020، ويضم مبعوثين للشباب في فلسطين، الاردن، تونس، المغرب، مصر، لبنان، سوريا، البحرين، الصومال وجيبوتي، بالإضافة الى مبعوث للشباب في المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، والذين يعملون بدورهم على تنسيق نشاطات برنامج القيادات الشابة وبرامج اخرى ذات علاقة بالشباب في بلدانهم.
تقول سارة قدورة، مبعوثة الشباب للتنمية في دولة فلسطين والتي تعمل من مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي \ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، "أعمل كمبعوثة الشباب للتنمية على تنسيق النشاطات لبرنامج القيادات الشابة التابع لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، بالإضافة الى مسؤوليات أخرى ضمن وحدة التنمية المجتمعية والحوكمة. كانت التجربة وما زالت مليئة بالتحديات والمسؤوليات، ولكن دائما ما يحمل العمل مع الشباب الإلهام الكافي لإبقاءي محفزة ومتحمسة للنشاطات المختلفة". يؤمن البرنامج بأهمية تمكين الشباب لتمكين غيرهم من الشباب، ويعتمدون على صناع التغييرفي المنطقة عند تنفيذ النشاطات المختلفة."من أجمل مكونات البرنامج أنه يعمل على دعم الشباب عن طريق الشباب، فالشباب لهم دور مهم في تصميم نشاطات ومبادرات البرامج، ويعتمد على الشباب من المدربين والمدربات لإيصال المهارات المختلفة للشباب والشابات و مهاراتهم. نمت شبكة البرنامج في دولة فلسطين لتضم أكثر من 1900 شاب وشابة، منهم ما يقارب الـ50 متطوع ومتطوعة بشكل دائم في البرنامج"، تضيف سارة.
يدعم برنامج القيادات الشابة الجيل الشاب في بحثه عن الحلول للمشاكل المجتمعيّة التي تواجهه بشكل يومي والتي تسهم بتحقيق أهداف التنمية لعام 2030، ويساعد الشباب والشابات في تسريع وتنفيذ هذه الحلول، عن طريق التدريبات وجلسات الارشاد المباشر والتي توجههم في عملية تصميم أو تطوير حلولهم الرياديّة. في كل عام، يعقد البرنامج مسابقته المحلية، والتي تعرض الحلول المبتكرة المشاركة ويتم خلالها اختيار فائزي وفائزات فلسطين لذاك العام، والذين يمثلون الشباب الفلسطيني في المسابقة الاقليمية. "بدأت مهمتي كمنسقة التواصل للشباب في مارس عام 2020، أي مع بداية انتشار فايروس كورونا ، مما أجبرنا على الانتقال الى العمل من المنزل ونقل جميع نشاطاتنا لتصبح عبر العالم الافتراضي. خلال السنة الماضية، عملنا على بث المسابقة الوطنية عبر تلفزيون محلي لأول مرة في المنطقة العربية، وذلك لنتأكد من وصول رسالة الشباب الى المجتمع وصانعي القرار والاحتفال بإنجازاتهم ، رغم حظر الحركة الذي تم فرضه في وقتها". يستمرّ دعم البرنامج للشباب والشابات بعد انتهاء دورة البرنامج، عن طريق تشبيكهم مع المؤسسات والفرص الاقليمية والعالمية المختلفة ومع الشباب والشابات العاملين على حلول مشابهة في المنطقة العربي، ويشرك خريجي البرنامج في النشاطات للأعوام المقبلة. " هناك العديد من الشباب والشابات الذين ما زالوا يدعمون نشاطات البرنامج بعد تخرجهم منه كمشاركين ومشاركات، ويحملون رسالته لينشروها بين صفوف الشباب، كما وينقلون تجربتهم لأقرانهم من الشابات والشباب عن طريق التدريبات واللقاءات الشبابية المتنوعة"، تضيف سارة.
أكملت سارة العام الأول من مهمتها كمبعوثة الشباب للتنمية، وانتقلت الى المرحلة الثانية من البرنامج، "العمل ضمن البرنامج ساعدني على فهم طريقة عمل المؤسسات المحلية والدولية والأممية بطريقة أفضل، وأعطاني الصورة الأوضح لكيفية تنظيم هذا العمل، حيث يتقاطع العمل الشبابي مع الكثير من القطاعات، ويتضمن الكثير من النقاش مع صانعي القرار في المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص"، توضح سارة. " هدفت المرحلة الأولى من برنامج مبعوثي الشباب للتنمية الى تطوير مهارات وزيادة معرفة المبعوثين والمبعوثات بأوضاع الشباب وكيفية دعمهم، وكانت مرحلة تعلّم بالنسبة لنا. في المرحلة الثانية والتي تتمثل بالعام الثاني للبرنامج، نستخدم المعرفة والخبرة التي اكتسبناها في المرحلة الأولى لنعمل على تصميم البرامج وتطوير خططها ونشاطاتها لتلائم احتياجات الشباب، ومنها برنامج القيادات الشابة"، تضيف سارة.
في دوره، أكد نادر عطا، مدير برامج الحوكمة والتنمية المجتمعية في مكتب برنامج الأمم المتحدة الانمائي \ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، على أهمية إدماج الشباب في المؤسسات المختلفة، وعلى الدور العظيم الذي من الممكن أن يلعبوه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، "دور مبعوثة الشباب للتنمية كان مهما جدا في تقوية التواصل مع المؤسسات الخادمة للشباب ومؤسسات المجتمع المدني، بما في ذلك الجامعات والمؤسسات الأكاديمية. مكّن عملها العديد من الشباب وألهمهم أنهم قادرين على المساهمة في تحويل المستقبل، وانهم يمتلكون المهارات اللازمة لقيادة المستقبل. كما عملت المبعوثة على إيصال صوت الشباب لنا كبرنامج ولصانعي القرار، وذلك ضمن عملها كمنسقة برنامج القيادات الشابة في دولة فلسطين والبرامج الأخرى"، يختتم نادر.