غزة: "الشباب والثقافة" تكرّم مفتي غزة السابق عبد الكريم الكحلوت
كرَّمت الهيئة العامة للشباب والثقافة في غزة اليوم الاثنين، مفتي محافظة غزة السابق الشيخ الجليل الدكتور عبد الكريم الكحلوت، وذلك ضمن مشروع "عاش هنا"، والذي تسعى من خلاله الهيئة إلى تخليد ذكرى عدد من القامات والرموز والمبدعين الذين ساهموا في إثراء الحركة الثقافية والفنية والفكرية في فلسطين.
وحضر حفل التكريم الذي أقيم في بيت الراحل الكحلوت بمدينة غزة، رئيس الهيئة الأستاذ أحمد محيسن، ومفتي محافظة غزة الشيخ حسن اللحام، ورئيس مجلس عائلة الكحلوت الدكتور عدنان الكحلوت، وعدد من المدراء العامين بالهيئة، بالإضافة إلى وجهاء وأعيان عائلة الكحلوت.
وفي كلمة له، قال محيسن: "نختتم اليوم المرحلة الأولى من مشروع عاش هنا الذي اطلقناه منذ بداية العام الحالي لتكريم المبدعين الراحلين من أبناء الشعب الفلسطيني، تقديرًا لإسهاماتهم المؤثرة في العمل الوطني ودورهم الريادي في النهوض بالثقافة الفلسطينية ونشرها ونقلها إلى العالم"، مشيرًا إلى أنه تم خلال المرحلة الأولى من المشروع تكريم (22) شخصية، من شعراء وأدباء وفنانين، وعلماء، ومفكرين، ومؤرخين من قطاع غزة.
وأضاف: "نحتفي بتكريم شيخ جليل وأحد أبرز علماء قطاع غزة وفلسطين، والذي عُرف بمواقفه الشجاعة والجريئة، وإسهاماته الوطنية والدينية، ودوره المهم في الإصلاح بين الناس والتأليف بين قلوبهم"، لافتًا إلى أن الشيخ الكحلوت قدم للمكتبة الفلسطينية والعربية عدة كتب ومؤلفات مهمة في التفسير والفقه وعلوم البلاغة.
من جانبه استعرض اللحام عدة مواقف جمعته مع الشيخ الكحلوت خلال العمل معًا لسنوات طويلة، لافتًا إلى أن الشيخ كان يُعد مرجعًا لفئات المجتمع الفلسطيني كافة وكان يتمتع بثقة عالية بين الناس حيث كانت تصله تساؤلات دينية وفقهية من جميع أنحاء العالم.
من جهته، عبر الكحلوت عن شكر العائلة لهذه المبادرة لتكريم الشيخ الجليل، لافتًا إلى أن العائلة تفتخر بالشيخ وتدعو أبنائها وكافة أبناء المجتمع الفلسطيني للسير على نهجه، مستعرضًا أبرز المحطات التاريخية في حياة الشيخ.
وتم في ختام الحفل إزاحة الستار عن لوحة مذهبة باسم "عاش هنا" تحمل اسم الشيخ الراحل الكحلوت وتاريخ ميلاده ووفاته، وضعت على مدخل بيته.
يذكر أن الشيخ عبد الكريم الكحلوت ولد في قرية نعليا في 15 ديسمبر 1935، وهاجر مع أسرته إلى مدينة غزة بعد النكبة عام 1948، وأنهى علومه الدراسية في المعاهد الأزهرية بمصر عام 1960، وحصل على ليسانس الشريعة والقانون من الأزهر عام 1966، وتتلمذ على أيدي كبار علماء الأزهر.
في عام 1971 تم تعيينه مدرسًا بالمعهد الديني الأزهري بمدينة غزة حيث عمل هناك لمدة 23 عام، وفي عام 1978 عُين مدرسًا بالجامعة الإسلامية بغزة واستمر هناك لمدة 18 عامًا، واختير مقررًا للجنة المناهج في الكلية الشرعية بالجامعة الإسلامية، كما عمل في عام 1994 مدرسًا بجامعة الأزهر بغزة لمدة 4 أعوام.
عمل إمامًا وخطيبًا وواعظًا في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ عام 1967 وحتى وفاته، واختير عضواً في لجنة تعيين أئمة المساجد والوعاظ والخطباء بالوزارة، وتخصص في تدريس الكثير من المواضيع الدينية ومنها: (البلاغة، والأدب، والفقه، والحديث الشريف، والتفسير، والمواريث، وأدب البحث والمناظرة، وتفسير آيات الأحكام، وأحاديث الأحكام، وتاريخ التشريع، والنحو)، وأصدر خلال هذه الفترة الكثير من النشرات والمقالات والكتيبات والكتب في المواضيع الدينية المختلفة ومنها: (الحج والعمرة، والصيام، وتفسير سورة الحجرات، وتفسير سورة الكهف، وعلوم البلاغة).
تخرج على يديه المئات من الطلبة والطالبات في مختلف التخصصات، فمنهم علماء الدين، الأطباء، المهندسون، المدرسون والأكاديميون.
في عام 2005 عُين عميدًا للمعاهد الأزهرية في فلسطين بموجب مرسوم رئاسي صادر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات، كما تقلد الشيخ وظيفة الإفتاء، فعين مفتيًا لمحافظة غزة خلال الفترة (1994-2006) حيث كان يسخر جل وقته للرد على استفسارات وتساؤلات المواطنين.
توفى الشيخ الجليل في مدينة غزة بتاريخ 24/2/2014 وشارك الآلاف من الغزيين في تشييع جثمانه