يوسف 42 عاما، متزوج من كفاح 28 عاماً، عندما تزوجا كانت تبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، لهما من الاولاد، بنتان وولد، هي تعاني من مرض نادر يطلق عليه الذئبه الحمراء، مصابة به منذ العام 2010، وهو يفتك بها وبحاجة الى علاج دائم، وقد تم تحويلها الى المانيا للعلاج، وتحسنت حالتها فترة إلا انها تدهورت بشكل خطير وأصيبت بهشاشة العظام جراء بعض الأدوية وتكلفة العلاج المرتفعة جدا، ووزارة الصحة توفر جزء من العلاج والجزء الأخر يشتريه يوسف على حسابه الشخصي، يوسف موظف على تفريغات 2005، وراتبه لا يتجاوز الـ 1500 شيكل، ويعاني أوضاع إقتصادية وكذلك إجتماعية صعبة، فهو يقوم بدور الأب والأم للأولاد ويتكفل بالعلاج وخدمة زوجته وذهابه بها الى المستشفى والأطباء وتدبير العلاج الذي لا يقوى على شراءه.
ويرفض الضغوط التي تمارس عليه للزواج من إمرأة أخرى، كغيره من الرجال الذين تركوا نسائهم للمرض ولذويهن يعتنوا بهن، وهو يقارن نفسه بأحد معارفه وزوجته مصابة بنفس مرض كفاح وغير مهتم بها نفس اهتمام يوسف بزوجته، ويبحث عن عروس وينتظر ان يأخذ الله وداعتها كما قال.
في تبرير يوسف عدم زواجه من إمرأة أخرى انها وقفت معه في محنته عندما إعتقل من قبل الأجهزة الأمنية في غزة وحكم بالسجن مدة 10 أشهر بتهمة التواصل مع رام الله ، وهي من قامت خلال فترة سجنه بالدفاع عنه و الإهتمام بالبيت ورعاية الأولاد ولم تتركه في السجن وحيداً، وتكفلت بمصاريف المحامي ومصروفه في السجن و مصروف أولاده بمساعدة عائلتها.
يوسف يعاني ضيق الحال، ووزارة الشؤون الاجتماعية في زمن كان فيه الدكتور كمال الشرافي وزيراً لها في الحكومة السابقة و أصدر قرار استثنائي للموظفين الذين لديهم تكاليف علاجية أو أمراض والتكلفة العلاجية تفوق رواتبهم بعمل تامين صحي خاص بهم من أجل مساعدتهم لصرف الأدوية لهم، وبعد فترة من الزمن تم وقف هذا القرار، ما زاد من أعباء يوسف وكفاح وغيرهم من الفقراء والموظفين الذين يتلقوا رواتب دون الحد الأدنى للأجور.
حالة كفاح ويوسف ليست الوحيدة في معاناتهما، الفقر والمرض خاصة الأمراض الخطيرة تؤرق حياتهم وتضيف على حياتهم البائسة بؤساً ووحدة في معاناتهما، من دون أن تقوم الحكومة بدورها والإيفاء بتعهداتها والتزاماتها القانونية والأخلاقية تجاه المواطنين خاصة الفقراء والموظفين المعدمين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية