هل يجوز صيام أيام القضاء من رمضان خلال ايام العشر من ذي الحجة

الكعبة المشرفة - توضيحية

بدأت اليوم الأحد 11 يوليو 2021، العشر الاوائل من ذي الحجة، في معظم الدول الاسلامية والعربية أبرزها المملكة العربية السعودية وفلسطين وجمهورية مصر العربية، إذ يزداد الاسئلة في العشر الاوائل من ذي الحجة 1442 عن العديد من المسائل الفقهية الذي تحتاج الى أجوبة من قبل كبار الشيوخ والعلماء، وتعد العشر الاوائل من ذي الحجة، من الأيام مباركة وليال فضليات ذكرت في القرآن الكريم وحثنا رسولنا الكريم على تكثيف العبادات والطاعات فيهن.

وقال الدكتور الشيخ عبدالعزيز الفوزان في تصريحات تلفزيونية رصدتها وكالة سوا الاخبارية، إن الافضل أن تصوم العشرة من ذي الحجة بنية الصوم عشرة ذي الحجة هذا الافضل والاكمل وجرها عظيم عند الله سبحانه وتعالى، ولا شيء أعظم من الصيام كعبادة يحصد المسلم ثمارها أضعاف مضاعفة في الأيام العادية فما بال المسلم ان كانت تلك أيام مباركة ومشهودة.

وذكر الفوزان:" يجوز صيام العشر الأوائل من ذو الحجة كنافلة مثل صيام الست من شوال، حتى وإن لم يتم قضاء أيام رمضان لما فيه الأمر من وسع"، مشير الى أن :"يجوز الجمع بالنية بين نافلتين مثل اثنين وخميس وأيام العشر ولكن لا يجوز أن يتم الجمع بين نافلة وفرض بنية واحده"

إقرء/ي أيضا..شاهد: هل يجوز صيام أيام القضاء من رمضان خلال ايام العشر من ذي الحجة

إقرء/ي أيضا..هل يجوز صيام التسع من ذي الحجة بنيتين - شاهد

واستدل بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن ماجه وغيرهما.

وحول نيت القضاء أيام العشر َوهذا أجره عظيم لأنه يسقط فرض في خير أيام الدنيا والمبادرة الفرض في القضاء يكون أفضل من المبادرة بصيام بنيه النافلة.

ويعد الصيام من أرجى الطاعات أجرا عند الله تعالى، وفي الحديث "من صام يوما في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا" (متفق عليه عن أبي سعيد).

وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم الأيام التسعة الأول من شهر ذي الحجة ففي حديث هنيدة بن خالد عن امرأته قالت حدثتني بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَتِسْعًا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ الشَّهْرِ أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْرِ وَخَمِيسَيْنِ" (أخرجه النسائي وغيره، وصححه الألباني).

أما صيام يوم التاسع وهو يوم عرفة، فمع أنه داخل في عموم العشر، فقد ورد فيه أحاديث خاصة ترغب في صومه، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" (أخرجه مسلم عن أبي قتادة).

وأما اليوم العاشر وهو يوم العيد فيحرم الصوم فيه لأنه عليه الصلاة السلام نهى عن صيام يومي الفطر والأضحى و أيام التشريق ، لذلك فالقول ببدعية الصيام في أيام التسع الأوائل من ذي الحجة قول غير سديد بل هو سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة :

 تُعَدّ العَشر الأوائل من ذي الحجّة من الأيّام المباركة في الشرع، وقد حثّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس، ووصف العمل فيها بأنّه أفضل من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ فقال: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)، ولم يُقيّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الأعمال الصالحة في هذه الأيّام بعمل مُعيَّن، وجعل الأمر مُطلَقاً؛ فالعمل الصالح أنواعه كثيرة، ويشمل ذلك ذِكر الله -تعالى-، والصيام، وصِلة الرَّحِم، وتلاوة القرآن، والحجّ؛ ممّا يعني اجتماع أجلّ العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيّام، ولفظ الأيّام الوارد في الحديث المذكور يدلّ على أنّ العمل الصالح يستغرق اليوم كلّه، واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام هو الصيام، كما أنّ أفضل ما يُستغَلّ فيه الليل صلاة القيام، أمّا حُكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجّة فهو مندوب، بينما حُكم قيام الليل أنّه سُنّة. 

وقد حافظ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على صيام العَشر من ذي الحجّة،؛ ودليل ذلك ما ورد في السنّة النبويّة من حديث حفصة -رضي الله عنها-، قالت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ). 

 وعلى الرغم من عدم ثبوت صحّة بعض الأحاديث الواردة في فضل صيام هذه العَشر على وجه الخصوص، إلّا أنّه لا يمنع من صومها، ويُشار إلى أنّ صيام اليوم التاسع من ذي الحجّة؛ وهو يوم عرفة مشروع لغير الحاجّ؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ)، ويوم عرفة من أيّام الله العظيمة، وحَريّ بالمسلم أن يستغلّ فيه نَفَحات الرحمة، كما يُستحَبّ أن يصومه المسلم غير الحاجّ؛ ابتغاء تكفير ذنوبه. 

وتعد العشر الاوائل من ذي الحجة، من الأيام مباركة وليال فضليات ذكرت في القرآن الكريم وحثنا رسولنا الكريم على تكثيف العبادات والطاعات فيهن، ولا شيء أعظم من الصيام كعبادة يحصد المسلم ثمارها أضعاف مضاعفة في الأيام العادية فما بال المسلم ان كانت تلك أيام مباركة ومشهودة.

وتكمن بهجة العشر الأوائل من ذي الحجة في كل عام ببدء حجاج بيت الله الحرام التجهز لأداء الفريضة الأعظم، لكن فيروس كورونا المتفشي في جل دول العالم وعلى رأسها البلاد الإٍسلامية، والسعودية على وجه الخصوص حال دون تدشين موسم الحج 2021 واقتصر على حجاج الداخل السعودي فقط وفق إجراءات السلامة التامة.

 

المصدر : وكالة سوا

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد