أمريكا تدرس ارتباط لقاح كورونا بحالات التهاب في عضلة القلب
قالت وسائل إعلام عالمية، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية تجري اختبارات خاصة بلقاحات فيروس كورونا وارتباطها بالتهاب عضلة القلب لدي متلقي اللقاح.
وقالت وكالة "فرانس برس" أن الأوساط الطبية المختصة في الولايات المتحدة تتحرك ، لتقييم احتمال وجود علاقة بين 300 حالة مؤكدة لالتهاب عضلة القلب ولقاحات الوقاية من فيروس كورونا التي انتجتها فايزر-بيونتيك وموديرنا.
وأشارت الوكالة عن طلب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي.دي.سي) من مستشارين مستقلين الاجتماع وتقييم الحالات، فيما كانت تلك المراكز تحقق منذ عدة أشهر في حالات التهاب في القلب حدثت بالأساس لذكور في عمر الشباب.
واعتبرت وكالتي "رويترز" و"الفرنسية" أن هذا التحرك جاء بعدما استنتجت وزارة الصحة الإسرائيلية "صلة محتملة" بين مثل تلك الحالات ولقاح فايزر.
ونقلت وكالات الأنباء عن إفادة أمام البيت الأبيض قبل أسبوع لمديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روشيل ولنسكي، أن اجتماع اللجنة سيقدم تفاصيل عن أكثر من 300 حالة مؤكدة لالتهاب عضلة القلب والتهاب الغلاف المحيط بالقلب من بين أكثر من 20 مليون مراهقاً وبالغاً تلقوا اللقاح في الولايات المتحدة.
وقالت المراكز الأميركية هذا الشهر إنها لا زالت تقيم المخاطر الناجمة عن تلك الحالة، ولم تؤكد وجود علاقة سببية بين لقاحي فايزر ومودرنا ومشكلات القلب. لكنها قالت إن عدداً أعلى من المتوقع من الشباب عانوا من التهاب في القلب بعد الجرعة الثانية من لقاحات كوفيد-19 مشيرة إلى أن أكثر من نصف الحالات كانت لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 12 و24 عاماً.
كما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن الخبراء المستقلون يجتمعون بطلب من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وهي هيئة الصحة العامة الفيدرالية الرئيسية في البلاد، لمراجعة حالات التهاب عضلة القلب والتهاب غشاء القلب المسجلة لدى صغار العمر.
غالبيتهم ذكور
وطبقاً لوكالة الأنباء الفرنسية فإنه قد أبلغ عن مثل هذه الحالات للمرة الأولى في إسرائيل حيث كان التطعيم أسرع منه في سائر البلدان. كما أشارت وزارة الصحة الإسرائيلية في نهاية مايو إلى "صلة محتملة" بين لقاح فايزر وحالات التهاب عضلة القلب أصيب بها شباب، لكن الوزارة الإسرائيلية قالت إن 95% منها كانت حميدة. كذلك سُجل عدد قليل من هذه الحالات في فرنسا.
في الولايات المتحدة، وخلال اجتماع لجنة وكالة الأدوية قبل أسبوعين، تم تحليل المعلومات من نظام عام يسمح لأي شخص بالإبلاغ عن أعراض خطرة بعد التطعيم.
ووفقاً لهذه البيانات غير المؤكدة، سُجلت نحو 530 حالة من حالات التهاب عضلة القلب أو التهاب غشاء القلب بعد تلقي جرعة ثانية من لقاح فايزر أو لقاح موديرنا. وتراوحت أعمار أكثر من نصف المصابين بين 12 و24 عاماً ومعظمهم ذكور. وكان الألم في الصدر أكثر الأعراض التي تم الإبلاغ عنها شيوعاً.
ميزان الفوائد والمخاطر
وقال لوري روبين مدير قسم الأمراض المعدية للأطفال في مركز كوهين الطبي للأطفال في نيويورك لوكالة فرانس برس: "أنا قلق، لكنني أود أن أشير إلى أنه لم يتم بعد تحديد صلة سببية" بين اللقاح والأعراض المسجلة. وأضاف أن "في مستشفانا، رأينا حالات لأطفال يافعين يعانون من ألم في الصدر بعد يوم أو يومين من تناول جرعتهم الثانية من اللقاح المعد بالاستناد إلى تقنية الحمض النووي الريبي المرسال".
لكن هذه الحالات كانت "خفيفة نسبياً" وعولج معظمها بالأدوية المضادة للالتهابات، وفق الطبيب الذي قال إنه حتى وإن ثبت وجود صلة بين التطعيم والتهاب عضلة القلب، فإن فوائد هذه اللقاحات تظل أكبر من مخاطرها.
يذكر أن وزارة الصحة الإسرائيلية قالت الأسبوع الفائت أن لقاح فايزر ضد فيروس كورونا يسبب التهابات في عضلة القلب لدي بعض متلقي اللقاح.