تحذيرات من وقوع اغتيال سياسي في إسرائيل
ذكر موقع "والا" العبري، اليوم الأحد، أن هناك توتر غير مسبوق داخل إسرائيل، أفضى إلى صدور تحذير من جهاز الأمن العام الشاباك، من وقوع اغتيال سياسي في سياق تغيير الحكومة.
وقال باراك رافيد بتقريره على موقع "والا"، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شارك على فيسبوك نصا من التوراة لاحتياجاته السياسية، خاصة حين يتحدث عن الجواسيس والخونة، وأسقط هذا النص لإشعال عاصفة سياسية بين مؤيديه، منددا بتشكيل الحكومة البديلة، حتى أنه ساوى بين الجواسيس العشرة الواردين في التوراة مع نفتالي بينيت وآياليت شاكيد وغدعون سار وزئيف إلكين، وبقية أعضاء الحكومة الناشئة".
وأوضح أن "الكتاب المقدس يخبرنا، وفق منشور نتنياهو، أن الجواسيس العشرة تلقوا العقاب من السماء، جميعهم ماتوا من الطاعون، ولذلك تمنى العديد من أنصاره في الأيام الأخيرة، في المظاهرات والرسائل الشخصية وعلى وسائل التواصل، مجموعة متنوعة من الوفيات المختلفة والغريبة لخصومه السياسيين".
وأكد أن "هذه الأجواء الملبدة تزامنت مع تحذير أرغمان عبر بيان غير عادي يحذر من اغتيال سياسي في أعقاب التغيير الوشيك للحكومة، مشيرا إلى التطرف الشديد في الخطاب العنيف والتحريضي على وسائل التواصل، ما يعني أننا أمام تحذير استراتيجي في ظل الفوضى التي تحيط بإسرائيل، ومع اشتداد التحريض مع مرور كل يوم قبل أداء اليمين الدستورية للحكومة الجديدة، ولذلك لا ينبغي استبعاد مثل هذا السيناريو".
وختم بالقول إنه "يجب ألّا يبدو الأمر كأنه هجوم على الكنيست ، بل قد يكون اعتداء على منزل أحد أعضاء حكومة التغيير الذي يحتج أنصار نتنياهو أمام بيوتهم، وقد يسفر ذلك عن إصابة جسدية لسياسي أو قاض أو صحفي، لا حاجة لأكثر من مؤيد لنتنياهو مغسول دماغه، يفسر كلماته، وكلمات ابنه يائير، وكلمات أبواقه على أنها رخصة للقتل".
أمير بوخبوط، الخبير العسكري الإسرائيلي، نقل عن "مصدر أمني رفيع المستوى أنه لا توجد معلومات محددة حول اغتيال سياسي وشيك، لكننا حددنا زيادة كبيرة في التحريض والعنف، دون توفر معلومات عن خطة لإلحاق الأذى بالسياسيين، ولم يتم القبض على أي مشتبهين أو استجوابهم بتهمة التحريض على العنف عقب إعلان رئيس حزب يوجد مستقبل يائير لابيد وزعيم يمينا نفتالي بينيت".
وأضاف في تقريره على موقع ويللا ترجمته "عربي21"، أن "ما حسم الأمر، ودفع رئيس جهاز الشاباك لإعلان هذا التحذير غير المعتاد، هو مدى التحريض والدعوة للعنف على مختلف الشبكات الاجتماعية، وشيوع الأجواء المتوترة والعنف اللفظي، وهناك خوف أن يقرر إسرائيلي اتخاذ إجراءات متطرفة، وإلحاق الأذى بالسياسيين، لأن الخوف من تحول العنف ضد السياسيين المشاركين بحكومة التغيير من أقوال إلى أفعال".
رئيس جهاز الأمن العام السابق، يعكوب بيري، قال إنه "قبل اغتيال اسحاق رابين في 1995، توجه كرمي غيلون، رئيس جهاز الشاباك الأسبق، إلى قادة مجلس المستوطنات الإسرائيلية "يشع"، لتحذيرهم من أي خطوة غير مسؤولة، واليوم ينشر أرغمان رسالته المهمة هذه، وهي جديرة فعلا".
وأضاف أنني "أشعر بمدى التحريض على العنف الذي نشأ حول الانتخابات الإسرائيلية، وهناك سوء شديد في الأجواء، وهناك جدل وشقاق وتصريحات صادمة، وآمل حقا ألا يتوصلوا لتنفيذ سلوك عملي".
تال شاليف، الخبيرة الحزبية، قالت إن "أرغمان في رسالته يطالب جميع أركان الطيف السياسي وقادة الرأي ورجال الدين والمربين وجميع المواطنين بأن يتحملوا مسؤولية منع الخطاب العنيف، لأن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى ضرر فعلي، ما يتطلب وضع حد للخطاب الاستفزازي والعنيف في المجتمع الإسرائيلي".
وأضافت في تقرير بموقع ويللا ترجمته "عربي21"، أن "إعلان أرغمان جاء بعد قيام وحدة الأمن الشخصي بتأمين رئيس الوزراء المتوقع نفتالي بينيت، بسبب تصاعد التحريض ضده، ما دفع رئيس حزب ميرتس نيتسان هورويتس للطلب من رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن أورنا باربيباي إجراء مناقشة عاجلة، نظرا للتحريض المتزايد، والتأكد أن قوات الأمن مستعدة، وتبذل قصارى جهدها لمنع الاستهداف الشخصي".