نريد رؤية حكومة فلسطينية قادرة على العمل في القطاع
تور وينسلاند لسوا: الاستمرار في استخدام الضمادات لعلاج جروح غزة لن يؤدي إلا للتصعيد
قال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند في حوار خاص مع وكالة سوا الإخبارية اليوم الثلاثاء إن الاستمرار في معالجة الجروح العميقة باستخدام الضمادات دون محاولات جادة لحل القضايا السياسية الأساسية لن يؤدي إلا الى تصعيد آخر.
وأضاف وينسلاند لسوا :" الأمم المتحدة وبالتنسيق الوثيق مع مصر والولايات المتحدة وغيرهما من الأطراف الإقليمية والدولية الأساسية ، شاركت وتشارك بشكل فاعل مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية حول كيفية المضي قدما لكسر الجمود في غزة وتحقيق الوحدة الفلسطينية ورؤية حكومة فلسطينية قادرة على العمل بشكل مستدام في غزة".
نص الحوار الذي أجرته وكالة سوا الإخبارية مع منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند
ذكرت مؤخرًا في تغريده أن الوضع لا يزال هشًا، فهل هذا يشير إلى احتمال تجدد النزاع المسلح بين غزة وإسرائيل؟
لدينا حاليًا وقف للأعمال العدائية مستمر منذ 21 مايو. هذا أمر مشجع ونحن نرحب به. كنت على اتصال وثيق مع كلا الجانبين وكذلك مع المصريين والولايات المتحدة، وقطر أيضاً، لتأمين اتفاق لوقف القتال. لم يكن إنهاء عملياتهم من قبل أي من الجانبين في تلك اللحظة أمرًا مسلمًا به، ولكنه حقا أمر عمل المجتمع الدولي من أجله.
وبالنظر إلى الخسائر البشرية الفادحة التي سببها هذا التصعيد، نأمل ألا تتجدد الأعمال العدائية. لسوء الحظ، الأمل وحده لا يكفي. يجب اتخاذ خطوات ملموسة لترسيخ هذا الوقف الحالي (للأعمال العدائية). بالطبع، على المدى القصير جدًا، نقوم بتحشيد الإغاثة الإنسانية الفورية - هذا العمل مستمر وقد طلبنا 95 مليون دولار أمريكي كدعم فوري على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة.
علاوة على ذلك، أنا مقتنع بأن الاستمرار في معالجة الجروح العميقة في غزة باستخدام لزقات جروح "الضمادات"، دون محاولات جادة لحل القضايا السياسية الأساسية، لن يؤدي إلا إلى تصعيد آخر. لهذا السبب، وبصفتنا الأممية "الأمم المتحدة"، وبالتنسيق الوثيق مع مصر والولايات المتحدة وغيرهما من الأطراف الإقليمية والدولية الأساسية، أشارك بشكل فاعل مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية حول كيفية المضي قدمًا. يجب علينا كسر الجمود في غزة وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ورؤية حكومة فلسطينية قادرة على العمل بشكل مستدام في غزة.
على الصعيد السياسي الأكبر، تعمل الأمم المتحدة أيضًا، في سياق اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، على خلق أفق سياسي يسمح للأطراف بالعودة إلى مسار المفاوضات الهادفة لإنهاء الاحتلال وتحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة والتي تكون غزة جزء لا يتجزأ منها. إن غياب العملية السياسية أمر خطير، وهناك الكثير من بؤر التوتر - سواء في غزة أو القدس الشرقية أو الضفة الغربية المحتلة.
هل تعتقد أن هناك عقبات قد تواجه عملية إعادة إعمار غزة رغم اهتمام الدول العربية والدولية بهذا الملف؟
حول عملية التعافي، ستواصل الأمم المتحدة العمل مع السلطات الفلسطينية والإسرائيلية، جنبًا إلى جنب مع شركائنا العرب والدوليين، لضمان الإمداد المستمر بالمواد إلى غزة للإصلاحات الهامة وإعادة بناء البنية التحتية المدنية. لقد باشرت الأمم المتحدة بالفعل في جهودها الإنسانية والإنعاش المبكر، لتلبية الاحتياجات الملحة لسكان قطاع غزة، مثل الصحة والحماية والتعليم والغذاء والمأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة. من الضروري أيضًا السماح بإدخال المواد اللازمة لإصلاح البنية التحتية الحيوية. إن الأحداث المدمرة التي وقعت في الأسابيع القليلة الماضية هي تذكير صارخ لنا بأنه لا يمكن إدارة هذا الصراع الى الأبد. لن يعالج أي قدر من الدعم الإنساني أو الاقتصادي وحده التحديات في غزة. وفي النهاية تتطلب هذه حلولاً سياسية وإرادة سياسية لمتابعتها.
أعتقد أنه يجب ألا نسمح لغزة بالعودة إلى الظروف التي كانت تواجهها قبل الأعمال العدائية. مع الأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل، يجب على إسرائيل تخفيف القيود المفروضة على حركة البضائع والأشخاص من وإلى غزة، بهدف رفعها في نهاية المطاف. يجب فتح غزة. في الوقت نفسه، يجب أن نعمل بجد من أجل استعادة حكومة فلسطينية شرعية في غزة. سيتطلب ذلك إصلاحات حقيقية داخل السلطة الفلسطينية وأجندة جادة، تدعمها جهات إقليمية رئيسية، لتعزيز الوحدة الفلسطينية.
هل الأمم المتحدة قلقة من نسف جهود وقف إطلاق النار مع قرب تشكيل حكومة جديدة وغياب نتنياهو عن المشهد السياسي؟
ما تود الأمم المتحدة أن تراه في أي حكومة إسرائيلية هو استعداد لاتخاذ خطوات عملية، إلى جانب الفلسطينيين ودول المنطقة والمجتمع الدولي، لإعادة الانخراط في دفع العودة إلى محادثات هادفة مع الفلسطينيين. الخطوات الأحادية الجانب، مثل النشاط الاستيطاني غير القانوني وعمليات الهدم والإخلاء، لا تؤدي إلا إلى المزيد من التراجع في هذه الجهود.
مرة أخرى أود أن أؤكد على هشاشة الوضع. بالطبع، أنا لست قلقا فقط من خرق طرف واحد لوقف الأعمال العدائية. ان إطلاق الصواريخ أو غيرها من الأجهزة الحارقة من قبل الجماعات المسلحة في غزة يمكن أن يؤدي بسرعة إلى بدء دوامة أخرى من العمل العدواني. ان مثل هذه الأعمال غير مقبول. وبالمثل، فإن التطورات في القدس، على وجه الخصوص، أو حتى في الضفة الغربية يمكن أن تكون بمثابة زناد ويجب تجنب الأعمال التي تزيد من حدة التوتر. يجب على جميع الأطراف اتخاذ خطوات جادة لتجنب أي تصعيد. لا يوجد شيء يمكن كسبه بمزيد من العنف.
يبقى هدفنا كما هو: دولتان تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن داخل حدود آمنة ومعترف بها، على أساس خطوط 1967، والقدس عاصمة للدولتين. ولكن في النهاية، بينما يمكن ويجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم للفلسطينيين والإسرائيليين، فإن نجاح أي جهود من هذا القبيل يعتمد على الطرفين نفسيهما.