تسلم الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، 2/5/2015 سجل الناخبين النهائي، الذي حدثته لجنة الانتخابات المركزية، حيث تم تسجيل 2 مليون ناخب فلسطيني، مقارنة بمليون ناخب تم تسجيلهم في العام 2004.
المسرح بات مهيئاً لتنفيذ أي مرسوم رئاسي يتعلق بإجراء الانتخابات العامة في فلسطين، بشفافية ونزاهة.
الفلسطينيون كشعب، وكحركات سياسية، تتطلع لإجراء الانتخابات العامة، تكريساً للديمقراطية، كخيار أساسي لتداول السلطة، وليكون الشعب هو مصدر السلطات.
الرئيس، وبعد تسلمه سجل الناخبين النهائي، أعلن وبوضوح، بأنه سيدعو لإجراء الانتخابات فوراً، بعدما تزول العقبات.
المسرح السياسي والانتخابي، بات جاهزاً، للإعداد الجدي والنهائي، لإجراء الانتخابات، تمهيداً لتحديد موعد نهائي لإجرائها.
إلى جانب جهوزية المسرح الانتخابي، بأبعاده اللوجستية كافة، هو أساس أساسي، لاندلاع الانتخابات، لكن البدء بها، لا يتعلق بالجهوزية اللوجستية، للانتخابات فقط... ولا بقرار الرئيس في تحديدها فقط. لا بد من إزالة عقبات كثيرة تقف في وجه الاعدادات وفي القرار الرئاسي، ولا بد من تسوية تلك العقبات وإزالتها...
لا يمكن عملياً وميدانياً، فتح المقرات الانتخابية، والبدء في الاقتراع المباشر السري، دون توافق وطني واضح للغاية، بشأن إجرائها وبالتالي الالتزام بنتائجها، بالطبع... التوافق الوطني، ما بين فصائل وقوى مختلفة، هو ضروري للغاية، خاصة في حالتنا الفلسطينية.
من الطبيعي أن يترتب على حالة التوافق، على إجراء الانتخابات، والالتزام بقرار الرئيس، حالة من الانسجام الأمني، تسمح بحماية المقرات الانتخابية، وسلامة مراكز الانتخابات وتأمين صناديق الاقتراع، وعمليات الفرز، وغيرها من العمليات المتعلقة، بإعلان نتائج الانتخابات!!
دون تلك الاعدادات، وإنهاء نقاط الخلاف والتوتر، سيكون المسرح الانتخابي مهيئاً، بانتظار إزالة العقبات، وأبرزها، ما يتعلق بملف المصالحة الوطنية، وإنهاء حالة الانشقاق الجيو ـ سياسي.
لعلّه من نافلة القول، إن الشارع السياسي الفلسطيني، في القطاع و غزة و القدس ، بات يدرك مخاطر ما هو قائم في ظل غياب الانتخابات، حيث باتت الشرعيات كلها، بحاجة للتجديد، عبر الانتخابات الحرة النزيهة، والجميع يدرك ويلمس ويؤكد، أن لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، هي لجنة شفافة، سبق وأن جُرّبت، وأظهرت أبعاداً مشهودة في النزاهة والمصداقية، ولعل مشاركة تلك اللجنة بعمليات انتخابية في دول عربية متعددة، أكد مدى شفافيتها ونزاهتها، وكفاءتها، وخاصة في الانتخابات البوسنية.
المشكلة لا تتعلق بالاعداد للانتخابات، وبتهيئة المسرح الانتخابي، إنما تتعلق بحالات الخلاف السياسي، ما بين أطراف لها برامجها ورؤيتها للأمور.
مهما اشتد الخلاف، وتباعدت البرامج، لا يمكن تجاوز حقيقة واضحة، وهي القفز عن الانتخابات... لا يمكن تجاوز الانتخابات بأية حالة من الأحوال.
الانتخابات هي مخرج لائق، حضاري، ديمقراطي، لتداول السلطة وممارسة الشعب حقه في الحكم، وفي تقرير المصير.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية