كورونا.. فقدان التركيز وارهاقٌ طويل الأمد لصغار السن
حذّرت أبحاثًا جديدة، من أن المرضى الصغار المصابون بكوفيد-19 يمكن أن يصابوا بإرهاق طويل الأمد ومشاكل في التركيز، حتى لو كانت العدوى خفيفة.
وبالرغم من أن كبار السن هم أكثر الفئات عرضة لضرر "كوفيد-19"، إلا أنَّ النتيجة المقلقة من ثلاث حالات شملت مرضى تتراوح أعمارهم بين 19 و 30 عامًا.
وقال الباحثون إنهم جميعًا طوروا ما يرقى إلى الأعراض الكلاسيكية للاضطراب المعروف باسم متلازمة التعب المزمن (CFS).
وعندما أصيبوا بـ"كوفيد-19" بين أبريل ويونيو من عام 2020، "كان الثلاثة يعانون من أمراض تنفسية خفيفة نسبيا، ولم يتطلب أي منهم الأكسجين أو دخول المستشفى"، لكنهم جميعا تعرضوا "للإرهاق والدوار، بالإضافة إلى صعوبات التركيز. ولم يتمكن الثلاثة من إتمام المهام التي اعتادوا أداءها بسهولة، مثل الجلوس في وضع مستقيم أمام الكمبيوتر والطهو وممارسة الرياضة"، كما أشار الدكتور بيتر رو، مدير عيادة Chronic Fatigue Clinic في مركز جونز هوبكنز للأطفال في بالتيمور، الذي كان جزءا من الفريق الذي راجع الحالات.
وقرر الباحثون أن جميعهم لديهم أعراض نموذجية لمتلازمة التعب المزمن (CFS)، وهي حالة يشار إليها تقنيا باسم ME / CFS (التهاب الدماغ والنخاع العضلي / متلازمة التعب المزمن). وفي جميع الحالات الثلاث، استمرت الأعراض حتى بعد عام أو نحو ذلك من ظهورها.
وعلى سبيل المثال، قال الدكتور رو، أحد المرضى في سن الجامعة كان عداء يركض بشكل روتيني من 60 إلى 70 ميلا كل أسبوع. ولكن بعد الإصابة بـ"كوفيد-19" وظهور أعراض متلازمة التعب المزمن، أصبح المريض قادرا على "إدارة دورتين لمدة 15 دقيقة فقط في اليوم".
وأشار الدكتور رو إلى أن مريضة أخرى "لم تتمكن من العمل خلال العام الماضي بسبب درجة الإرهاق والتشوش الذهني، على الرغم من تدريبها كعالمة رفيعة المستوى".
ووجد الباحثون أن جميع المرضى الثلاثة طوروا "التعصب الانتصابي" الشديد، وهي حالة يصاب فيها المريض عادة بالدوار أو الإغماء بعد الوقوف بلا حراك لبضع دقائق ويعاني من تسارع في ضربات القلب.
وطور الجميع أيضا عدم تحمل التمارين، والذي يظهر على شكل توعك شديد بعد مجهود بدني، بالإضافة إلى التهاب مرتبط بالحساسية، بما في ذلك نوبات متكررة من خلايا النحل وعدم تحمل أنواع معينة من الأطعمة. وجميعهم يعانون من أعراض رئيسية أخرى لمتلازمة التعب المزمن، مثل قلة النوم وصعوبة التفكير والتركيز.
وقال أحد الباحثين غير المشاركين في الدراسة إن النتائج ليست مفاجئة.
وتشير البيانات الحديثة إلى أن غالبية مرضى "كوفيد-19 البالغين يصابون بالفعل بدرجة معينة من ضباب الدماغ والصداع والتنميل والوخز وآلام العضلات.
ولكن لماذا يتسبب فيروس كورونا المستجد في متلازمة التعب المزمن؟
قال رو: "لا نعرف المسار السببي بأي درجة من اليقين. إن أحد الاحتمالات هو أنه نتيجة مباشرة لتأثير الفيروس على الجهاز العصبي اللاإرادي للمريض. أو قد يكون تأثيرا غير مباشر ناتجا عن استجابة المريض المناعية للفيروس".
وفي كلتا الحالتين، في حين أن العلاجات التي تهدف إلى السيطرة على الالتهاب وارتفاع معدلات ضربات القلب ساعدت جميع المرضى في الدراسة، فإنهم "يظلون ضعيفين للغاية على أساس يومي على الرغم من المحاولات الحثيثة لعلاجهم. ويستمر هذا في التأثير على حياتهم الآن من 11 إلى 14 شهرًا.