قيادي في حماس: لن نعطي الاحتلال معلومات حول جنوده بلا ثمن

غزة /سوا/ أكد عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية حماس ، موسى دودين، أن المقاومة الفلسطينية لن تعطي معلومات حول الجنود الإسرائيليين المفقودين بلا ثمن واضح من الاحتلال.

 وشدد القيادي في حركة حماس على أن الكلمة الفصل حصرية لكتائب القسام فقط، منوهًا إلى أن الكتائب أعلنت أسرها لجندي واحد, وأن ما يدور من معلومات حول وجود آخرين لا تؤكده الحركة ولا تنفيه.

ونفى دودين في حوار مع صحيفة فلسطين المحلية، أي إمكانية لدخول مفاوضات مع دولة الاحتلال قبل أن تلتزم بشكل كامل ببنود صفقة وفاء الأحرار السابقة، واعدًا بأنه لن يغيب ملف الأسرى عن أجندة حركة "حماس" حتى تحرير آخر أسير، موضحًا أن حركته تعيش حرب أعصاب وعض أصابع في هذا الملف هذه الأيام.

وأعلن أن فترة الأربعة أسابيع القادمة ستكون بمثابة انطلاق عمل نضالي كبير لدى الأسرى في سجون الاحتلال، كاشفًا من ناحية أخرى, عن أن مئات الأسرى تبرعوا بمخصصاتهم المالية لصالح الأسر المنكوبة في غزة.

وفي تفاصيل الحوار، أكد دودين أن قضية الأسرى لا يمكن حلها وإحداث أي تقدم حقيقي فيها، إلا عبر صفقات التبادل، وأن الصفقات السابقة التي تمت, تشير إلى أن الأسرى من أصحاب الأحكام العالية والقضايا الخطيرة والنوعية لم ولن يتحرروا إلا عبر هذه الصفقات.

وأشار إلى أن معظم الأسرى الذين أفرج عنهم وفقًا للمفاوضات ما بين السلطة والاحتلال، كانوا من أصحاب الأحكام غير العالية، أو ممن أدينوا بقتل العملاء، أو من المحكومين إداريًّا، "مع عدم التقليل من قيمة الإفراج عن أي أسير فلسطيني".

وأوضح دودين أن الاحتلال وعلى مدار تاريخه, تعوّد ألا يخضع بسهولة لصفقات التبادل، وأن يبدي تصلبًا وتشددًا بقدر المستطاع، مشيرًا إلى أن ما يكسر ذلك هو توافر الإرادة والعزم والتصميم.

وأكد أن حركة حماس صريحة في ملف التفاوض مع الاحتلال حول الأسرى، مع شعبها وأهالي الأسرى، وتابع: "نحن نخوض معركة ربما تكون طويلة وشاقة, ولا نريد أن يلعب الاحتلال في أعصاب أهلنا وأسرانا، ولا سيما في ظل ما نعيشه من حرب إعلامية وحرب أعصاب وعض أصابع".

وذكر القيادي دودين, أن الكلمة الفصل في ملف التبادل حصرية لدى كتائب القسام، "وأنه لا معلومات بلا ثمن من الاحتلال"، منوهًا إلى أن القسام لم يعترف إلا بأسر جندي واحد خلال الحرب وهو أرون شاؤول".

وأكمل: "أما غير "شاؤول" فكل الاحتمالات مفتوحة، هل هدار جولدن موجود عند حماس؟، ربما نعم وربما لا، وهل هناك غير "جولدن"؟، ربما نعم وربما لا"، نافيًا إمكانية قبول خوض أي مفاوضات قبل أن تلتزم دولة الاحتلال بشكل كامل ببنود صفقة "وفاء الأحرار"، ولا سيما فيمن أعيد اعتقالهم مرة أخرى، وتجديد الحكم بحقهم.

دفع الأثمان

وشدد دودين على أن حركة "حماس" مستعدة لدفع كل الأثمان مقابل إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال، وأن مكوث الأسير برضا بعض الفصائل والناس في السجون عشرين أو ثلاثين عامًا "مرحلة ولّت وبلا رجعة".

واستطرد مسؤول ملف الأسرى في حماس: "لا يمكن أن نترك مقاومينا ومجاهدينا في الأسر، ومستعدون لمواصلة عمليات الأسر، والمضي في هذا الأمر؛ لنرغم (إسرائيل) على الإفراج عنهم".

وقال دودين: "الأسرى ليسوا مجرد أرقام، هم أبطال صنعوا المجد مع الشهداء، وقد قاموا بالعمليات والاختراقات وضرب العمق الصهيوني بعمليات نوعية، وهم مقاتلو حرية, والدول التي تحترم جنودها ومقاتليها مستعدة أن تبذل كل الأثمان من أجل الإفراج عنهم".

وأضاف: "إن المقاومة الفلسطينية تنطلق من فهم حضاري إنساني لقيمة الإنسان، في السعي المتواصل للإفراج عن مقاتليها ومجاهديها، الذين دافعوا عن قضية الشعب الفلسطيني وواجهوا الاحتلال الإسرائيلي وعربدته".

ونبه إلى أن قرار أسر الجنود، وتبادلهم مع الأسرى، نقطة من أكثر الأمور المرعبة لدى الاحتلال، وأن ذلك بدا جليًّا فيما أقره الأخير من قانون "هنيبعل"، الذي يأمر بتصفية أي جندي يقع أسيرًا في الميدان.

وفي السياق، ذكر دودين أن كتائب القسام وقبل عملية أسر "شاؤول" في حرب غزة الأخيرة، قامت بأكثر من 25 محاولة أسر لجنود إسرائيليين، وأن حركة "حماس" تتحمل في ذات الوقت مسؤولية تاريخية وأخلاقية ورسمية تجاه الأسرى حتى تحريرهم.

وبشأن إطلاق أخبار عملية تبادل، رأى دودين أنها محاولة من مخابرات الاحتلال لجلب المعلومات، و"كسر حالة الجليد"، مؤكدًا أن حركته استفادت من التجارب السابقة لعمليات التبادل.

وأشار إلى أن الاحتلال يحاول الحصول على أي معلومة, ونصب فخاخ للمقاومة، ليعرف هل من فقدهم ضمن عداد الأحياء أم الأموات؟، ليفاوض فيما بعد وهو مرتاح ودون أي ضغط يذكر عليه، بعيدًا عن حسابات الزمن.

حراك نضالي

وفي سياق آخر، أكد دودين أن فترة الأربعة أسابيع القادمة، ستشهد حراكًا نضاليًا كبيرًا في سجون الاحتلال، في حال لم تنفذ إدارة السجون ما قطعته على نفسها من التزامات خلال الحراك الماضي قبل أشهر قريبة.

وأوضح أن الأسرى في انتظار حقيقي لاستجابة إدارة السجون لملفات نقل ممثلي الأسرى، والشخصيات القيادية أو الاعتبارية، وفي أمور الزيارات، والتعليم، والكانتينا، والكتب، إضافة لقضايا العزل الانفرادي، والعلاج، والقنوات الفضائية والتفتيش العاري، وغيرها.

وذكر دودين أن الأسرى يريدون الانفتاح على العالم عبر المحطات الفضائية، والتي تم تخفيضها من باب العقوبات لأربع محطات ثلاث منها عبرية، مع وقف استفزازات اقتحام غرفهم تحت مبررات واهية.

وفي شأن إحياء يوم الأسير الفلسطيني، قال دودين: "إن ما جرى من فعاليات واعتصامات ومسيرات، جيد ومحط احترام وتقدير، إلا أنه لا يبقى وفقًا للأمل المنشود، كما لو خرجت مليونية بشرية في الضفة أو القطاع أو الشتات".

وشدد دودين على ألا تكون حركة الاحتجاجات موسمية، وتخص أماكن اعتصام أهالي الأسرى عند اللجنة الدولية للصليب الأحمر فقط، عوضًا عن تشكيل حركة ضغط حقيقية عبر المحامين والإعلاميين وانخراط الجميع في هذه القضية.

وأضاف: "لا نريد أن تتحول قضية الأسرى إلى مجرد قضية نتباكى عليها، وتخليد لهذه المأساة، ولكن نريد أن نتعامل معها على طريق الأطباء، نريد أن نجترح حلًا جذريًّا لإنهاء معاناتهم, وهو ما تسير به المقاومة".
وبين أن المسيرات والاعتصامات والفعاليات، وحتى الذهاب للمحاكم والقضاء الدولي، هي "مجموعة من الإجراءات البسيطة التي تحاول أن تطبب جرح الأسرى وأهاليهم، ولكن الحل الحقيقي يكمن في الحرية الكاملة لهم".

ودعا دودين السلطة الفلسطينية في ذات السياق، ولا سيما بعد انضمامها في الأمم المتحدة كعضو مراقب، ومن ثم التوقيع على الاتفاقيات الدولية، إلى تفعيل هذه القضية بالشكل الحقيقي، خاصة أن ملف الأسرى فيه من الانتهاكات ما تعجز عن تدوينه الكتب.

أفظع وأسوأ

وأردف: "ما حدث ويحدث في سجون الاحتلال أفظع وأسوأ مما جرى في سجن أبو غريب أو غوانتنامو، بداية من القتل المباشر بالرصاص، ولا انتهاء بالمرض والتعرية بشكل كامل، والتي لم يسلم منها أي أسير".

وقال دودين: "ماذا تنتظر السلطة لتفعل هذا الملف، وهي بيدها الأمر؟ ومن جانب حماس فهي ليست حكومة ولا رئاسة وليس لها تمثيل دولي، ومسؤوليتها تتحملها كاملة في هذا الملف عبر المقاومة وأسر الجنود لتحرير الأسرى".

وفي ملف منفصل، كشف مسؤول ملف الأسرى في حركة حماس، عن تبرع مئات الأسرى لمخصصاتهم المالية الشهرية، لصالح الأسر المنكوبة في قطاع غزة، مضيفًا: "هذا الأمر أكثر ما أبكاني من هؤلاء الأبطال".

وقال: "هؤلاء الأبطال الذين يؤثرون على أنفسهم, يحرمون أنفسهم من المخصص الشهري، حتى أن بعضهم تبرع بمخصص سنة كاملة للعائلات الغزية المنكوبة، وفاق مبلغ التبرع الإجمالي 400 ألف دولار".

وفي شأن آخر، أشاد دودين بالانتخابات التي أجراها أسرى حركة "حماس" داخل سجون الاحتلال، مضيفًا: "نحن حركة شورى, نجري انتخابات دورية منذ فترة طويلة، حيث ينتخب 51 شخصًا في مجلس الشورى، و15 للهيئة القيادية من بينهم المسؤول الأول".

وأعلن عن انتخاب الأسرى لهيئة قيادية عليا برئاسة محمد حسن عرمان (أبو بلال)، خلفًا للأسير عباس السيد، ليتولى شؤون الحركة داخل السجون، مشيرًا إلى أن بعض القيادات يفضل إفساح المجال لطاقات جديدة, وهو أمر ديمقراطي جدير بالاحترام.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد