كان الإعلان عن حظر الحركة يومي الجمعة والسبت متأخراً، ولاقى نقد وسخط الناس المتعودين على التسوق والتسكع يوم الجمعة، مع أن الازدحام المروري المسائي لم يكن بسبب التسوق، بل هي عادة للتجول وفرحة الناس على بعض.
الإعلان عن حظر الحركة أسعدني، وكأني أردت العودة للتكيف مع الإغلاق المسائي خلال الفترة الماضية، وعدم الخروج من المنزل، وممارسة حرية التباعد الاجتماعي. مع أن الحكومة والجهات المختصة تكاسلت في فرض القيود على التباعد الاجتماعي والتعليمات الصارمة التي اتخذتها خلال الموجة الاولى من عدوان كورونا الغاشم الذي عاد يضرب بهمجية أكبر. من دون مواجهة حقيقية من الناس والجهات المختصة، واتخاذ اجراءات وتدابير وقائية باغلاق المدارس والاسواق والمساجد والتي اقيمت بها صلاة الجمعة، برغم حظر الحركة، والحفلات، وسهرات الافراح والليالي الملاح، وبيوت العزاء والاحضان والقبلات.
صباح السبت فرصة للمشي على البحر، إلا أن موعداُ آخر غير مكان المشي من البحر الى المشي داخل المدينة، وكان بامكاني الذهاب بالسيارة واستغلال علاقاتي، فافراد الشرطة المنتشرين على مفترقات الطرق والحواجز يتعاملوا مع الناس الذين يتحركوا بالسيارات قليلة العدد برفق، وكانوا يسالونهم الى اين ويتركوهم يذهبوا وشأنهم.
الا انتي فضلت المشي وخرجت من البيت الساعة العاشرة متوجهاُ إلى المكتب لحضور جلسة طعن امام محكمة قضايا الانتخابات، والتي استوطنت الطابق السابع من مكتبنا، وحشر زملاء لنا معنا في الطابق السادس والخامس، الطعن تقدمت به حركة حماس ضد اسقاط أسم الأسير حسن سلامة المدرج اسمه للترشح ضمن قائمة " القدس موعدنا"، واجلت القضية للحكم صباح اليوم التالي الاحد بعد جملة من الاعتراضات والدفوع الشكلية والموضوعية، اذ تبين ان حركة حماس لم تقدم اعتراضا امام لجنة الانتخابات المركزية.
انما استندت إلى رسالة كانت قد وجهتها الى لجنة الانتخابات تطالب السماح لها بادراجه ضمن القائمة استثناءً لعدم ورود اسمه في سجل الناخبين النهائي اسوة باهل القدس، والذي استدركته بعد تقديم الطعن، وتقدمت لاحقا بطلب رسمي للجنة الانتخابات، الامر الذي يشير الى رد المحكمة لهذا الطعن شكلا وبالتالي اضحى على حركة حماس ان تقدم طعنا جيدا بناء على رد اللجنة على الاعتراض التي تقدمت به لاحقا.
جلسة المحكمة كانت مفيدة ومملة وبطيئة وطويلة أيضاً، إذ اضطر محامي الدفاع ولجنة الانتخابات المركزية لتقديم مرافعاتهم ببطئ شديد، وكأنهم في حصة لغة عربية ويلقنوا الأطفال في الصف الأول قطعة إملاء. والسبب ان كاتب المحكمة يدون الجلسة بخط يده، ولا يستخدم الحاسوب، ويبدو أن السلطة القضائية، او من امر بتشكيل المحكمة لم يكن على يقين بإجراء الانتخابات او لم تصله التكنولوجيا ليوفر جاهز حاسوب وكاتب قلم للمحكمة، بدون على الحاسوب، او مقر مستقل للمحكمة تتوفر به جميع مستلزمات المحكمة.
خرجت من المحكمة الى مكتبنا في الطابق السادس وجلست مع المحامين في انتظار قرار الحكم ومداولات المحكمة التي اجلت النطق بالحكم في اليوم التالي "اليوم الاحد".
غادرت المكتب لزيارة حفيدتي شادن، وهي فرصة للاستفراد بها واللعب معها. وتوجهت مشيا لبيت يافا وحسام وشادن. المشي في شارع عمر المختار بدون ضجيج الباعة وابواق السيارات متعة، مع انتي أفضل احيانا المشي في الزحمة وبين الناس، لكن احكام كورونا وحبي للبحر والمشي على الشاطئ.
المشي في شوارع غزة الخالية من الناس ومن اي ضجيج متعة للتعرف اكثر على المدينة والهدوء غير المعتاد.
بعد قضاء ساعة مع شادن عدت للبيت مشي، وكانت اخبار صعود نسب الزيادة الضوئية في اعداد مصابي كورونا تتوارد، وتبعث على القلق برغم حصولي على الجرعة الاولى من اللقاح، إلا أن الخشية والقلق من الاصابة يزداد.
وظلت الاخبار تتوارد حول ان الارقام المنشورة لا تعبر عن حقيقة الاصابات التي قد تكون اضعاف الارقام المعلنة وان كثير من المصابين لا يبلغوا عن اصابتهم. وان عدد ايضا من المصابين لا يلتزموا بالحجر المنزلي وان التزموا بعدم الخروج من المنزل، الا انهم يمارسوا حياة الاختلاط العائلي بدون ادنى مسؤولية اخلاقية أو ضمير.
اختلطت أخبار كورونا الضوئية، باستمرار اخبار وتحليلات والهجوم المستمر بالصواريخ من جميع فصائل المقاومة وبناتها وجاراتها ببيانات نسخ لصق على ناصر القدرة وتصريحاته، ويبدو أنه سيكون وقود الدعاية الانتخابية، واستخدام جميع الاسلحة المصنعة محليا وتعريته وطنيا،
سترافقنا كورونا إلى ما بعد بعد رمضان و عيد الفطر والانتخابات الرئاسية، وفرض حالة الطوارئ على كورونا والتي لم تستطع وقف زحفها، او حتى وقف الهجوم بهدنة او تهدئة على ناصر وتصريحاته، التي اصبحت العنوان الرئيسي للدعاية الانتخابية وتجلياتها من مخزون مستودعات الانقسام والكراهية والتخوين والاقصاء.
المصدر : وكالة سوا
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية