هل تنجح زيارة وفد الحكومة لغزة بدمج الموظفين وفكفكة قضايا غزة الشائكة؟
غزة / خاص سوا/ لا تزال حالة الاحباط والتشاؤم تسيطر على أوضاع الغزيين مع كل إعلان عن تحريك في الملفات الفلسطينية الداخلية وخاصةً ملف الحكومة التي لم تقدم ما كان يأمله الغزيين منها عقب أدائها القسم في الثاني من يونيو الماضي وبشكل أكبر عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وهو ما تعترف به الأخيرة وتعزوه لعدم تمكنها من فرض سيطرتها على قطاع غزة.
وما زاد الطين بلةً هي الزيارات المتكررة لوزراء الحكومة لغزة في الآونة الأخيرة وفشل أي من تلك الزيارات في احراز أي تقدم في الملفات المتعلقة بقطاع غزة، ومطالبة بعض الفصائل وفي مقدمتها حركة حماس الحكومة إلى تطبيق ما اتفق عليه في لقاءات المصالحة الفلسطينية الداخلية.
كسر الجمود
الحكومة الفلسطينية من جانبها وعلى لسان المتحدث باسمها د."ايهاب بسيسو" اعتبر أن خطوة قدوم وفد الوزراء لغزة بمثابة كسر الجمود الذي يشهده المشهد الفلسطيني للخروج بمبادرة وطنية وفقا للقوانين واللوائح الوطنية والفلسطينية من أجل حل كافة الأمور العالقة.
وأشار بسيسو خلال مؤتمر صحفي عقده بفندق الموفمبيك فور وصول عدد من وزار حكومة الوفاق الوطني لغزة بالأمس أن الخطوة الأولى لحل قضية الموظفين ستبدأ بالخطوة الأولى عبر شروع اللجنة الإشرافية العليا المشكلة بتكليف اللجان الفرعية داخل الوزارات بتسجيل أسماء كافة الموظفين الذين تم تعينهم بعد 14 حزيران 2007.
وذكر أن العملية ستعمل على حصر جميع الموظفين في جميع الوزارات بغزة والتي ستبدأ صباح 20 نيسان وتنتهي في 4 أيار المقبل، مضيفاً أنه خلال الفترة المحددة سيتوجه جميع الموظفين إلى وزارتهم من أجل تسجيل أسمائهم.
وأكد بسيسو، أن زيارة الحكومة لغزة من شأنها أن تخلق أجواءً ايجابية في الوضع المتأزم في غزة، وهي خطوة من أجل توحيد كافة المؤسسات والوزارات الحكومية.
وشدد على أن قضية الموظفين هي القضية الرئيسية في جدول أعمال حكومة الوفاق الوطني في الوقت الحالي في ظل الإلحاح الشديد من قبل الفصائل الوطنية حل مشكلة الموظفين إلى جانب اهتمام الرأي العام بقضية الموظفين.
تطبيق التفاهمات
أما حركة حماس التي زادت حدة انتقاداتها للحكومة في الآونة الأخيرة بسبب ما أسمته بتنكر الحكومة للاتفاقات التي وقعت بين الطرفين، رأت أن أي نجاح لزيارة وفد الحكومة مقرون بالتزامها بالتفاهمات التي تم التوافق عليها وحل اشكاليات قطاع غزة.
وقال القيادي في الحركة "اسماعيل رضوان" لوكالة (سوا) الإخبارية ، "الحكومة لم تنسق مع الحركة بخصوص الزيارة ولم يتم ترتيب مواعيد لعقد أي لقاءات مع الوزراء الذين وصلوا إلى غزة، وحماس في النهاية تريد من الحكومة أن تحل كافة اشكاليات غزة وفي مقدمتها الموظفين والمعابر وإعادة الاعمار والكهرباء وتوحيد مؤسسات السلطة".
وحول قبول حركة حماس انشاء لجان جديدة لحل مشاكل قطاع غزة، أرجع رضوان السبب في ذلك إلى تحلي حركة حماس بمرونة عالية في كافة مواقفها فيما يتعلق بالمصالحة الداخلية لأجل انجاحها واستعادة الوحدة، وهو ما يحسب لحماس –حسب قوله-، منوها ًإلى أنه رغم ذلك فإن الحكومة انقلبت على التفاهمات.
فشل مسبق
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي "ماهر شامية" أن الاعلان عن عنوان هذه الزيارة هو بمثابة فشل لها وبشكل مسبق على اعتبار أنها ستهتم بتسجيل الموظفين ما قبل عام 2007، وهو ما يتناقض تماماً مع ما تم التفاهم عليه مع الفصائل وتحديداً حركة حماس، من أن تكون عملية دمج الموظفين بصورة متزامنة.
وبين لوكالة (سوا) أن عقدة الموضوع تكمن في أن اللجنة التي تم الاتفاق عليها في اتفاق القاهرة والتي شكلت فعلياً بعد أن تولت الحكومة لمهامها قبل 11 شهراً لم تقم بأي شيء حقيقي تجاه ملف موظفي قطاع غزة، وكل ما كانت تخرجه للإعلام حول عمل اللجنة لا أساس له.
ورأى أن أكثر من 45 ألف موظف في غزة فقدوا الثقة في هذه الحكومة التي تسمي نفسها "حكومة توافق وطني"، مشيراً إلى أن نجاح زيارة أي وفد وزاري من الحكومة إلى غزة مرهون بالتقدم في الملفات الداخلية.
وشدد شامية على أن حل كل تلك القضايا العالقة يتطلب قراراً سياسياً، لأن الكثير من التفاهمات التي تم التوافق عليها خلال وجود أعضاء الحكومة في غزة في زيارات سابقة تم الانقلاب عليها بعد ذلك.