حماس غير معنية بإسقاط حكومة التوافق رغم امتلاكها عدة سيناريوهات

غزة /خاص سوا/ يتابع الفلسطينيون قرارات حكومة التوافق المتسارعة واهتمامها المتصاعد بقطاع غزة بشيء من الأمل المصحوب بالشك حول اسباب تكثيفها لهذه القرارات تجاه تسوية وحل مشاكلهم المتفاقمة بعد أكثر من 9 أشهر من تسلمها مهامها دون أن يلمس المواطنون تحسن واضح في اوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.

ويجمع محللون ومراقبون فلسطينيون على ان حركة حماس غير معنية في الوقت الراهن بانهيار حكومة التوافق الفلسطينية بل توقعوا ان تعمل بقوة على انجاحها رغم تقصيرها في انجاز الكثير من القضايا الهامة على صعيد غزة، رغم معرفتهم بامتلاك حماس عدة سيناريوهات لإخراج غزة من عزلتها.


ويؤكد المحلل السياسي حسام الدجني لـ"سوا" على أنه ليس من مصلحة حماس في الوقت الراهن اسقاط حكومة التوافق وستحاول بكل ما أوتيت من قوة بالضغط عليها من أجل ان تفي بالتزاماتها للكل الوطني والاسلامي.


ويقول الدجني ان حماس لها مطالب في حال نفذتها الحكومة وستعمل على انجاح الحكومة بكل الوسائل، اما في حال انتقصت أحد هذه المطالب فان الحركة ستعمل على سحب الثقة من الحكومة كونها توافقية لا تمتلك أي شرعية دستورية.


ويوضح المحلل السياسي ان حماس تمتلك سيناريوهات عدة للتعامل مع الوضع القائم بغزة من بينها الذهاب بشكل أبعد نحو اتفاق تهدئة بوساطة دولية واقليمية، وبالتالي سيكون لها الباع الأكبر بإدارة الشأن العام بغزة عبر لجنة وطنية من حكماء او أي كانت التسمية بإدارة الشأن العام الأمر الذي سيحدث انفراجه اقتصادية من خلال الميناء الذي قد يدر دخلاً بديلاً عن معبر كرم أبو سالم، وهذا ما تخشاه السلطة الفلسطينية.


اما الخيار الثاني بحسب الدجني هو سحب الثقة من الرئيس محمود عباس لأنه يتمتع بشرعية توافقية عبر اتفاق القاهرة وغيرها من الاتفاقيات.


ويشير الدجني إلى ان حماس تراهن، أيضا ، على المتغير الاقليمي بما يتعلق بعاصفة الحزم والتطور اللافت في المملكة العربية السعودية وتحالفها مع محورين مهمين لحركة حماس وهما قطر وتركيا ، مبيناً ان هذا قد يحدث انفراجاً مع مستوى العلاقات الخارجية لحركة حماس وقد يضغط على الرئيس عباس بان يكون هناك توافق وطني ومصالحة او يكون تخفيف عن كاهل السكان بغزة.


بدوره يرى المختص بالشأن الاقتصادي عمر شعبان في حديث لـ "سوا" أن تحرك الحكومة تجاه قطاع غزة في الفترة الراهنة يأتي نتيجة للفشل في المسار السياسي مع إسرائيل، مشيراً إلى أن ادراك القيادة الفلسطينية عدم امكانية احراز أي تقدم في المفاوضات مع إسرائيل هو ما يدفعها للمضي قدماً في مسار المصالحة الفلسطينية

ويضيف شعبان أن حكومة التوافق تدرك تماما أنها وحتى اللحظة لم تقدم أي شيء لقطاع غزة، وأن عليها أن تتحرك فوراً تجاه القطاع لأن عشرات اللجان التي شكلتها والزيارات التي نفذتها لم ينتج عنها أي تحسن في أوضاع الغزيين.


ويرى المحلل شعبان أن حركة حماس ستتعامل بإيجابية مع قدوم الحكومة لقطاع غزة واقامتها فيه، ولن تقف عائقا تجاه خطواتها لأنها تدرك تماماً أن الوضع في القطاع بات غير قابل للاحتمال، وأن دور الحركة لن يتعدى دور المراقب لعمل الحكومة دون تعطيلها.


ويستدرك شعبان، أن حماس وعلى الرغم من كونها غير معنية بفشل حكومة التوافق، إلا أن ذلك لا يعني أنها ستوقف العمل النقابي وما يمثله من احتجاجات واضرابات، وذلك بهدف وضع مزيد من الضغوطات على الحكومة لتحقيق مطالبها وليس افشالها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد