المفاوضات الائتلافية: «الحلول الخلاقة» قد تقود للفشل

القدس /سوا/ مع اقتراب المهلة الممنوحة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، لتشكيل ائتلاف حكومي، تبدو مهمته أصعب مما بدت له عشية فوزه في الانتخابات، فقد أنجز حتى الآن حوالي نصف المهمة، والنصف الثاني سيكون أكثر صعوبة ومن الممكن أن يؤدي إلى انفجار يتبعه البحث عن حلول بديلة أو حلفاء بديلين.

يكثر مسؤولو الليكود من تكرار الحديث عن «حلول خلاقة» لتلبية مطالب «شركائهم الطبيعيين». ويمكن رسم صورة الأوضاع حتى هذه اللحظة بأنه على مستوى المفاوضات مع "كولانو" و"شاس" فإن المشاكل العالقة تم تجاوزها بحلول "خلاقة" كما يصفها مسؤولو الليكود.

وبعد الاتفاق مع "كولانو" على منحه وزارة المالية والإسكان، يقترح الليكود حلين لإشكالية دائرة التخطيط التي يطالب بالسيطرة عليها، إما من خلال نقلها لوزارة الإسكان، أو تعيين نائب وزير من "كولانو" في وزارة الداخلية بحيث يكون مسؤولا عن دائرة التخطيط، والحل الثاني وهو الأكثر ترجيحا ويحل مشكلتي "كولانو" و"شاس" في آن واحد ويتيح التقدم نحو توقيع الاتفاق الائتلافي.

أما على صعيد المفاوضات مع "يهدوت هتوراة" فقد حققت تقدما وأعلن مسؤول في الليكود يوم أمس أن التوقيع على الاتفاق بات وشيكا. وبموجب الاتفاق يحصل رئيس حزب "يهودت هتوراة" يعكوف ليتسمان على منصب نائب وزير الصحة بصلاحيات وزير، ويرأس موشي غافني لجنة المالية في الكنيست ، ويتولى مئير بوروش منصب نائب وزير في وزارة الإسكان أو التربية والتعليم.

بعد ذلك أمام نتنياهو ثلاث مهمات لا تقل الواحدة صعوبة عن الأخرى: الاتفاق مع رئيس يسرائيل بيتينو، أفيغدور ليبرمان، الاتفاق مع رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، وإرضاء أعضاء حزبه بمناصب وزارية كافية.

تشهد العلاقات بين نتنياهو وبينيت توترا وقطيعة، ويدعي بينيت أن نتنياهو تعهد له قبل الانتخابات بمنحه حقيبة الأمن، وهذا ما أكده أيضا تقرير للقناة الإسرائيلية الثانية. فضلا عن ذلك لا ينسى مسؤولو البيت اليهودي أن نتنياهو توجه قبل الانتخابات لناخبي البيت اليهودي طالبا دعمهم متعهدا بمنح بينيت ما يريد من حقائب وزارية بغض النظر عن عدد المقاعد التي يحصل عليها، على اعتبار أن الأهم هو فوز الليكود في الانتخابات.

وكان رد الليكود على ما كشفته القناة الثانية مستفزا للبيت اليهودي، فقد قال مسؤول في الليكود إن عدد المقاعد التي حصل عليها بينيت لا يؤهله للحصول على إحدى الحقيبتين الوزاريتين، الأمن أو الخارجية. وأدت تلك التتصريحات إلى زيادة السخط في البيت اليهودي.

وما زاد الطين بلة هو ما جاء في صحيفة "هآرتس" يوم أمس بأن الليكود يدرس عرض تناوب على وزارة الخارجية على ليبرمان بينيت، إذ أن ليبرمان يعتبر بقاءه في وزارة الخارجية تنازلا، كما أن مطالب بينيت أكبر بكثير من نصف فترة في وزارة الخارجية، وباتت الشحنات السلبية التي تكدست لديه ذات تأثير على قراراته.

يمكن أن تفجر الخلافات مع ليبرمان وبينيت المفاوضات، وإذا لم يحصل ذلك فسيواجه نتنياهو معارك داخل حزبه وقد يضطر لإجراء تعديلات على القانون لزيادة عدد الوزراء ونواب الوزراء في الحكومة القادمة وفقما ذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد