أرقام مخيفة تلك التي تتحدث بها المراكز والجهات المختلفة العاملة في فلسطين، والتي ترصد حجم البطالة المستشرية في القطاع، وكأنها وباءٌ آخذ في الازدياد يوما بعد الآخر، ودخولها كل يوم إلى قطاع جديد من قطاعات العمل العام والخاص بما يفضي في نهاية المطاف إلى تدمير منظومة الحياة داخل القطاع، عوضا عن تدني الأجور في قطاعات أخرى، أو عدم تقاضي الرواتب لمن يعملون في عدد من الوظائف العامة والخاصة، فالكل في بلادنا في الهم سواء، بل إن الخوف والقلق ينتقل كالنار في الهشيم من موظف لآخر خشية أن يصل به الحال في نهاية المطاف إلى صفوف العاطلين عن العمل الطويلة، ودعونا نستعرض معا مجموعة من الأرقام في هذا الصدد ونخرج بمجموعة من الدلالات حولها:
وفقاً لمركز الإحصاء الفلسطيني والذي أصدر بياناً صحفياً عشية اليوم العالمي للسكان بتاريخ 11-7-2014 أوضح فيه الآتي:
- عدد سكان قطاع غزة قدر بحوالي 1.76 مليون نسمة.
- الكثافة السكانية مرتفعة جدا بواقع 4822 فردا/كم²
- مشاركة متدنية للإناث في القوى العاملة مقارنة بالذكور بواقع 20.5%
- عدد العاطلين عن العمل ارتفع لأكثر من 180000.
- نسبة البطالة في قطاع غزة ارتفعت إلى 40,8% .
هذه الإحصاءات صدرت عن الربع الأول من عام 2014، والشاهد هنا أنه بعد مرور ما يقرب من عام على هذه الأرقام هل تغير شيء، هل تحسن الوضع المعيشي أم أنه ازداد سوءً، واقع الحال يقول أن الأمور ازدادت وصعوبة ومأساوية، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي أتى على كل شيء تقريبا فدمر البيوت والبنية التحتية وفرص العمل البسيطة التي كانت متوفرة من خلال عدد من الشركات والمصانع، أضف إلى ذلك اشتداد الحصار بدرجة كبيرة ما أوقف تدفق السلع والبضائع التي من شأنها أن تعيد وتيرة العمل من جديد وتدفع عجلة الحياة إلى الدوران، كمواد البناء وغيرها من المستلزمات اللازمة للعمل، بل علاوة على ذلك دخلت أصناف إضافية إلى حيز البضائع الممنوع دخولها إلى قطاع غزة، ما زاد الوضع تعقيدا، وضاعف جرعة اليأس التي تجرعها السكان بفعل الحروب المتكررة واستمرار الحصار وتشديده عليهم.
وفي مستهل هذا العام قالت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن 90% من سكان قطاع غزة وخاصة بين فئة الشباب والخريجين يعيشون تحت خط الفقر، وأن نسبة البطالة ارتفعت بشكل كبير لتتجاوز الـ65%، في حين وصل معدل دخل الفرد اليومي نحو 1 دولار، وهذا يعني أن سكان قطاع غزة وصلوا إلى حالة من التضييق الغير مسبوق في تاريخ الشعب الفلسطيني، ما ينذر بكوارث قادمة إن استمرت الأمور في هذا الاتجاه، كوارث لها علاقة بالوضع الداخلي الفلسطيني وأخرى على صعيد العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي وربما تكون الحرب أقرب مسار للتعبير عن الاستياء الفلسطيني تجاه ما يحدث بعد أن فقد الشباب الأمل في الحياة أو المستقبل الذي يظهر أمام الجميع أنه مظلم لا بارقة أمل فيه، ولتجنب هذا المسارات لابد من إيجاد مخرج حقيقي لما يعانيه السكان من أزمات بفعل استمرار الحصار.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية