بذكري وفاة القائد الوطني والمفكر التقدمي بشير البرغوثي  تتداعى الأفكار والذكريات ليس فقط من أجل ايفائة حقة كجزء من عملية الوفاء التي يجب أن يتميز بها الاناس المبدئين ولكن ايضا بهدف استلهام التجربة واستخلاص العبر و الدروس من أجل التعلم منها ليس لنا فقط ولكن للاجيال القادمة .  

امن بشير البرغوثي بالقضية الوطنية للشعب الفلسطيني وانتمي للمدرسة الواقعية الثورية البعيدة عن التكيف مع معطيات موازين القوي المختلة والبعيدة عن المغامرة والتطير غير المحسوب في نفس الوقت .

وامن كذلك بالجماهير القادرة علي أحداث التغير السياسي والاجتماعي وخاصة العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين. 

عندما عاد بشير البرغوثي الي الضفة في منتصف السبعينات شكل وجودة اضافة نوعية لمسيرة العمل الوطني الفلسطيني بالأراضي المحتلة. كيف لا وقد امن بها بوصفها الساحة المركزية والمقررة بالصراع بالاختلاف مع اجتهاد فصائل منظمة التحرير التي كانت تؤمن بمنظومة سياسية اخري تعتمد علي قاعدة الارتكاز وحرب التحرير الشعبية والتي رأي بشير انها منظومة لا تستقيم مع الواقع الفلسطيني تحت الإحتلال والذي يناسب مقاومتة أسلوب الانتفاضة الشعبية والتي من الممكن التمهيد لها عبر العمل الجماهيري من خلال النقابات العمالية والأطر الطلابية والنسوية والفلاحية والمهنية والثقافية .

تميز بشير بسعة الثقافة والقدرة علي فهم معادلات الصراع وبادراكة  لاهمية  الوعي والمعرفة  حيث كان مشرفا علي جريدة الطليعة المقدسية وكذلك  مجلة الكاتب ذات البعد الثقافي الوطني والتنويري.

استطاع بشير أن يفشل العديد من المؤامرات المحاكة بحق القضية وأبرزها روابط القري والإدارة المدنية ليس بقدراتة الذاتية فقط  بطبيعة الحال ولكن من خلال تكتيل موقف شعبي ادي الي إفراز لجنة التوجية الوطني وفي إنجاح رؤساء البلديات المنتخبين والذين أصبحوا عنونالمنظمة التحرير علي العكس من المخطط الإسرائيلي الذي كان يرمي الي إفراز قيادة بديلة عن المنظمة . 

الإيمان بالواقعية السياسية الثورية وبتوازنات القوي الدولية   وبالعمل الجماهيري وبالكادحين وبالثقافة التقدمية شكلت منظومة عمل بشير البرغوثي الأمر الذي يتطلب الاستفادة من هذة التجربة المفيدة في المسيرة الذاتية والوطنية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد