اليابان والاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر يدعمان أنشطة إنسانية في فلسطين
جنين/ سوا/ تعهدت الحكومة اليابانية بدعم الأنشطة التي ينفذها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مجالات الرعاية الصحية الأولية والصحة المجتمعية والإسعاف الأولي.
وجاء في بيان مشترك للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومكتب الممثلية اليابانية في فلسطين اليوم الثلاثاء، أن هذا الدعم يرمي إلى تحقيق هدفين يتمثل أولهما في تحسين خدمات الرعاية الصحية الإنجابية المقدمة للفتيات والنساء في الأرض الفلسطينية المحتلة، في حين يتمثل الهدف الثاني في الوقاية من العنف بين الأفراد ولاسيما لدى الفئات الأكثر استضعافاً في قطاع غزة ، مع التركيز بصفة خاصة على النساء والأطفال.
ويُقدّر أن يصل عدد المستفيدين من شقي هذا المشروع إلى أكثر من 38 ألف شخص، معظمهم يقطن في قطاع غزة، على أن يُقدّم الدعم لهم إما من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وجلسات التوعية التي تستهدف المجتمعات المحلية، أو عبر أنشطة التدريب والتوعية المختلفة. وتُقدّر قيمة الدعم الذي ستقدمه الحكومة اليابانية للمشروع بنحو 500 ألف دولار أميركي.
وبحسب سفير الشؤون الفلسطينية وممثل اليابان لدى السلطة الفلسطينية جونيا متسوورا، فإن "الحكومة اليابانية قدّمت مؤخراً منحة قدرها 100 مليون دولار لعدد من المنظمات الدولية، من بينها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وقال: إن تحسين الرعاية الصحية الإنجابية المقدّمة للنساء من جميع الأعمار والوقاية من العنف ولاسيّما بين أشد فئات السكان استضعافاً هما محل اهتمام وقلق متزايدين. يسرني أن يتسنى لليابان الإسهام في معالجة هذه القضايا عبر شراكة مع الاتحاد الدولي".
ويأتي تركيز المشروع على الرعاية الصحية الإنجابية في محله تماماً بالنظر إلى السياق المعقد الذي تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث ثمة قيود شديدة تعيق الانتفاع من الخدمات الأساسية كالصحة والمياه والصرف الصحي، ما يؤثر سلباً في الصحة بشكل عام، وفي الصحة الإنجابية بصفة خاصة.
وفي إطار هذا المشروع، ستتلقى خمسة مراكز للرعاية الصحية الأولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، التمويل العاجل بهدف التزود بمعدات طبية قياسية وبتجهيزات نموذجية كأجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية وأجهزة "سونيك إيد" وأدوات الطب النسائي والسمّاعات والأدوات والمعدات التشخيصية الضرورية لخدمات الرعاية في مرحلة ما قبل الولادة وللتخطيط الأسري.
وستُنظم أيضاً في المراكز الصحية والمجتمعات المحلية جلسات للتوعية بشأن قضايا عدة، منها الرضاعة الطبيعية، والعناية بنظافة الأم والطفل، والتغذية، ووسائل منع الحمل، والوقاية من سرطان الثدي.
أما بالنسبة للأنشطة الرامية إلى الوقاية من العنف بين الأفراد، فتستهدف النساء والأطفال الذين هم جزء من النسيج الاجتماعي الممزق في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي شهد ثلاثة حروب منذ عام 2008 ويعيش فيه مئات الآلاف من اللاجئين أو النازحين بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة عام 2014.
وبالنظر إلى الوقع الفظيع والأثر العميق الذي يحدثه العنف في المجتمعات الفلسطينية، فقد بدأت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بتنفيذ برنامج خاص للرعاية الصحية والإسعاف الأولي المجتمعي يركز على الوقاية من العنف بين الأفراد، ويُنفذ البرنامج بنجاح في الضفة الغربية حالياً.
وسيتسنى بفضل الدعم المقدم من الحكومة اليابانية توسيع نطاق برنامج الوقاية من العنف الفردي ليشمل قطاع غزة، حيث أدى العدوان الأخير هناك إلى تدمير كامل للعديد من المناطق الصناعية، وإلى ارتفاع معدل البطالة إلى زهاء 60%، وإلى زيادة حالة التوتر في صفوف السكان، ما دفع جمعية الهلال الأحمر إلى التركيز بصفة خاصة على الوقاية من العنف وجعلها جزءاً رئيسياً من أنشطتها في المنطقة. وسيتلقى متطوعو الجمعية التدريب في مجال الوقاية من العنف، وسيجري إعدادهم للتعرف على الأشخاص المعرضين لخطر العنف ولاتخاذ التدابير الضرورية في هذا الصدد عبر أنشطة التوعية والتواصل.
وستستهدف أنشطة الوقاية من العنف خمس محافظات في قطاع غزة هي غزة وجباليا ودير البلح وخان يونس ورفح.