الضفة لن تبقى هادئة

خلافات إسرائيلية حول تأثير تطبيق الضم: تقييمات متناقضة

مواجهات الضفة الغربية - أرشيفية

يعترف مراقبون إسرائيليون، بوجود تباين في الآراء داخل المؤسسة الأمنية في إسرائيل حول التبعات المتوقعة لتنفيذ مخطط الضم، وهو ما يكشف عن خلافات صعبة داخل نظامها السياسي.

ويقول الكاتب الإسرائيلي، يارون أبراهام، إن هناك من يرى بأن تنفيذ مخطط الضم سيعود على إسرائيل بهجمات مسلّحة أو سيناريوهات مخيفة.

وأضاف أبراهام، في تقريره على القناة 12 الإسرائيلية، أنه "قبل أيام قليلة من موعد تنفيذ خطة الضم، اجتمع طاقم وزارة الأمن برئاسة بيني غانتس لمناقشة تداعياتها، وفيما حذر رئيس هيئة أركان الجيش وقائد الاستخبارات العسكرية من المواجهة العسكرية مع غزة ، ووضع احتمالية عودة العمليات الانتحارية، فقد عبر رئيس جهاز الموساد عن عدم موافقته على هذه السيناريوهات المتطرفة".

وأشار إلى أنه "لأول مرة منذ تشكيل الحكومة، عقد مجلس الوزراء السياسي والأمني نقاشا حول قضية الضم وتداعياتها، وحضر الاجتماع جميع رؤساء المؤسسة الحربية: رئيس الأركان أفيف كوخافي، قائد جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان تامير هايمان، رئيس جهاز الأمن العام الشاباك نداف أرغمان، ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، الذي تم إرساله مؤخرا للعاهل الأردني الملك عبد الله؛ لمحاولة تهدئة الأردنيين"، وفق ما نقله موقع "عربي 21".

اقرأ أيضا: إجراءات مشدّدة.. إغلاق محافظة الخليل وبلدتين في جنين

وقال وزراء حضروا الجلسة إن "الخلافات بين قادة المؤسستين الأمنية والعسكرية كانت ملحوظة حول تأثير تطبيق خطة الضم، وفيما قدم قائدا الجيش و"أمان" السيناريو الأكثر صرامة، فقد فضل رئيس الموساد عرض السيناريو الأسهل، وذكر كوخافي أن الضم قد يؤدي لزيادة حادة في عدد الهجمات وإطلاق النار ضد الجنود والمستوطنين، وحتى عودة التفجيرات الانتحارية، وبالتالي فلن تبقى الضفة الغربية هادئة".

وأكدوا أنه "حين انتقل الكلام لرئيس الموساد، أبدى عدم قبوله بالسيناريوهات التي قدمها كبار المسؤولين في الجيش، بل قال أشياء يفهم من خلالها أنه يعتقد أن الضم لن يؤدي للعنف، ولا اندلاع انتفاضة ثالثة، ولا نشوب مواجهة عسكرية مع غزة، وبين هذين الموقفين كان رئيس جهاز الشاباك نداف أرغمان، الذي قدم تقديرات متوسطة لآثار الضم، مع أنه في المنتديات الأخرى، يقدم الشاباك موقفا أكثر تشددا".

وأشار وزيران شاركا في النقاش إلى الخلافات بقولهما إنه "منذ فترة طويلة، لم يقدم الجيش والشاباك والموساد مثل هذه التقييمات المتناقضة في مجلس الوزراء، ويبدو أنه لا يوجد تجانس في التفكير والرؤى، فيما علق مكتب رئيس الوزراء والشاباك بأنهم لا يتحدثون عما يقال في المناقشات المغلقة. أما الجيش، فأعلن أنه لا يشير للتقييمات المقدمة للمستوى السياسي في منتدى مغلق وسري".

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "اعتبر التسريبات من مجلس الوزراء الأمني السياسي مسألة خطيرة، وهو يأخذها على محمل الجد، وسيعمل على القضاء على هذه الظاهرة الخاطئة، أما وزير الحرب بيني غانتس، فقال إن التسريبات من مجلس الوزراء الأمني ظاهرة سيئة وخطيرة، وإذا لم تستطع الأجهزة الأمنية عرض مواقفها وكل المعلومات بحرية على المستوى السياسي، فهذا انتهاك حقيقي لأمن الدولة".

إلى ذلك، عقّب مسؤولون أمنيون على التسريبات من مجلس الوزراء، قائلين إن "رئيس الموساد ليس لديه قدرة على تقييم العلاقة مع الفلسطينيين، لأنه في المناقشات الأمنية الأخيرة، يركز على سيناريوهات تأثير خطة الضم على العلاقات في الدول العربية، أما تقييماته على صعيد الأراضي الفلسطينية، فإنها ليست ذات صلة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد