تل ابيب: الحشد الشعبي أخطر على العراق من "داعش"
القدس / سوا / أشار المستشار السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، دوري غولد، إلى الخطورة التي تشكلها إيران على العراق من خلال عشرات المليشيات التي تدعمها، حيث إنه أصبح لديها سيطرة جغرافية خطيرة، تغير من التركيبة الجيوسياسية للشرق الأوسط.
ونظراً لهذه الخطورة، يرى غولد أن أمريكا قامت بتعيين الجنرال ديفيد بتراوس صاحب الإنجازات العسكرية في العراق، رئيساً لـ "سي آي إيه" في فترة إدارة باراك أوباما.
لكن بترايوس في تصريحات له في مقابلة أجراها مع صحيفة "واشنطن بوست"، وجه انتقاده لسياسة أوباما، محذراً من أن "طهران ليست حليفة لواشنطن".
كما أنه أرسل رسالة تحذير إلى من يدعون لتدفئة العلاقات بين واشنطن وطهران، بتأكيده أن إيران ليست حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بل هي "جزء من المشكلة"، لأنه طالما يتم النظر إليها كأنها صاحبة القوة المسيطرة في المنطقة، فإن التطرف السني يتصاعد وينتشر، على حد قوله.
بأقواله تلك، يبدو أن الصورة توضح بشكل قاطع، أن إيران هي تهديد أكبر على المصالح الأمريكية من تنظيم الدولة، وهو ما دفع بتريوس إلى انتقاد سياسة الإدارة الأمريكية التي عمل تحت قيادتها في الماضي، وفق غولد.
فالعراق يشهد محاولة للسيطرة عليه من الإيرانيين، حيث "يبدو أن التغيرات التي تمر مؤخراً، ألغت ليس فقط الحدود بين سوريا والعراق، ولكن أيضاً بين العراق وإيران".
وفي مقال له في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الجمعة، أوضح غولد في مقال له تحت عنوان "إيران تسيطر أيضاً على العراق"، وأن "التهديد المركزي لاستقرار بعيد المدى للعراق والمنطقة كلها، ليست هي الدولة الاسلامية (داعش)، ولكن المليشيات الشيعية التي يتم دعم الكثير منها أو توجيهها منإير ان"، على عكس ما بنيت عليه الاستراتيجية العسكرية الغربية في الشرق الأوسط، كما يتم التعبير عنها في سياسة الولايات المتحدة والناتو.
فتنظيم الدولة تكمن خطورته في أنه "أزال الحدود التي تم وضعها بعد الحرب العالمية الأولى في اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، إلى جانب دعاية الرعب والخوف التي يسوقها، ونجاحاته في تفكيك سوريا والعراق"، على حد قوله، ولكنه يرى أن المليشيات المدعومة إيرانياً أشد خطراً على العراق من تنظيم الدولة.
نموذج حزب الله
وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى خطورة عشرات المنظمات شبه العسكرية التي تشارك في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق، وقال إن نشاطاتها تنسق من جهاز سري لحكومة العراق، المسمى باسم "الحشد الشعبي".
وقال إن أغلبية المليشيات الشيعية كانت مشاركة قبل عقد بنشاطات ضد القوات الأمريكية في العراق.
ويبدو أن الكاتب يشير إلى أن إيران تسعى إلى تفعيل نموذج حزب الله اللبناني في العراق، من خلال مليشيات الحشد الشعبي والأخرى الشيعية المدعومة إيرانياً.
واليوم يقف على رأس هذا الجهاز جمال جعفر محمد المرتبط بصورة مباشرة بإيران، وهو يعمل تحت قيادة الجنرال المعروف قاسم سليماني ، قائد قوات القدس في الحرس الثوري، ويدعونه اليد اليمنى لسليماني، كما أن الربط بين المليشيات الشيعية وقائد قوات القدس، تحولها بالفعل إلى ذراع للنظام الإيراني، بحسب الكاتب.
وأورد أن المليشيا الشيعية الأهم التي تعمل في إطار "الحشد الشعبي" تسمى منظمة "بدر"، التي اجتاز أعضاؤها تدريبات في إيران، وقد اعترف زعيمها هادي الأميري الأسبوع الماضي في محادثة مع "رويترز" بأن رجاله يرون في الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي، زعيماً للأمة الإسلامية كلها (بما في ذلك العراق) وليس فقط لإيران وحدها.
والأميري قال في الآونة الأخيرة إن منظمة "بدر" تعمل بتنسيق مع حزب الله، الذي نقل إليها تجربته القتالية ضد إسرائيل، وهو ما يثير قلق الإسرائيليين.
أهداف إيران في العراق
وتساءل مستشار نتنياهو السابق عن أهداف إيران في العراق، وأجاب أن جزءاً منها تم كشفه في 8 آذار/ مارس الجاري، من خلال أقوال علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني.
حينها قال يونسي إن إيران كانت في الماضي امبراطورية عاصمتها بغداد، وأضاف: "ليس هناك إمكانية لتقسيم المنطقة التي تضم إيران والعراق"، وأنه في نهاية الأمر يتوقع اتحاداً بين الدولتين. وهذا يعني: سيطرة إيرانية على العراق".
والهدف الثاني وفق الكاتب هو: "تسهيل وصول الملايين من الشيعة الإيرانيين إلى العراق للمشاركة في الطقوس الدينية لإحياء ذكرى عاشوراء في المدن المقدسة للشيعة. مصادر عراقية قالت مؤخراً إنهم عبروا الحدود دون عرض جوازات سفرهم، والسلطات العراقية لا تعرف من منهم عاد إلى إيران ومن بقي في العراق".
وقال إنه "في الماضي كان العراق دولة تفصل بين إيران وباقي العالم العربي. ولكن السيطرة الإيرانية على العراق تخلق تواصلاً جغرافياً من طهران حتى الحدود الشرقية لنهر الأردن".
وأضاف: "صحيح أن تصريح الجنرال سليماني عن قدرة إيران على إملاء الأحداث في الأردن تم نفيها، لكن ليس بالإمكان نفي حقيقة أن الحرس الثوري وصل إلى الحدود السورية الأردنية".