التصعيد واقعي جدا
"معاريف": الجيش الإسرائيلي لم يُبلغ بأي خطط أو جدول زمني للضم
ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن الجيش الإسرائيلي لم يبلغ بعد بأيّة خطط للتعامل مع موضوع ضم الضفة الغربية، على الرغم من تأكيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، على أنه لن "يفوّت فرصة" الضمّ في تموز/يوليو المقبل.
ووفقًا للمراسل العسكري للصحيفة، فإنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يحصل حتى الآن على طلب لتحضير تقدير موقف أو ورقة تقييم لتأثيرات القرار المحتملة على الأرض والعمليات التي يجب أن يقوم بها لضم الأراضي الفلسطينيّة.
بالإضافة إلى ذلك، لم تُجرَ أيّة "نقاشات مهمّة" بين المستويين السياسي والعسكري، بحسب ليف رام، اذي أضاف أن الجيش الإسرائيلي لم يحصل على جداول زمنيّة أو مسودّات أو خرائط، أو ترجمة واضحة لنيّة المستوى السياسي لضمّ الأراضي الفلسطينيّة، بحسب ما نقله موقع عرب 48.
ووفق "معارف"، من غير الواضح لدى الجيش الإسرائيلي، حتى الآن، إن كان الحديث يجري عن الأغوار وشمال البحر الميت، أو كلّ المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي الآن، مثل البؤر الاستيطانيّة والتلال الإستراتيجيّة، أو إن كان الضمّ سيتم على أساس خطّة الرئيس الأميركي لتسوية القضيّة الفلسطينيّة، المعروفة إعلاميًا باسم " صفقة القرن "، التي تعتقد أجهزة الأمن الإسرائيليّة أنها تحوي نقاط ضعف كبيرة من الناحية الأمنيّة.
اقرأ/ي أيضا.. وزير إسرائيلي: سنحبط مخطط الضم من داخل الحكومة الإسرائيلية
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الاتصالات مستمرّة بين ضبّاط الجيش الإسرائيلي وضبّاط الجيش الأردني، الذين "أبدوا، أكثر من مرّة، قلقًا من خطّة الضمّ".
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بمسار تخطيط واستخلاص معاني الضمّ المحتملة على الأرض، "إلا أنه فعل ذلك بشكل شامل ومستقلّ، دون الحصول على توجيهات في الموضوع أو جدول زمني لعرض الخطّة".
كوخافي: التصعيد واقعي جدا
كما يستعدّ جيش الاحتلال إلى احتمال اندلاع مواجهات في الأراضي الفلسطينيّة، في ظلّ وقف التنسيق الأمني من قبل السلطة الفلسطينيّة. ويقدّر الاحتلال أن احتمال اندلاع مواجهات أعلى من سنوات سابقة، "ولذلك، يسرّع تجهيزاته، خصوصًا على مستوى الخطط والتدريبات"، بحسب ليف رام.
وأصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، خلال خطاب أمام ضباط كبار، مؤخرا، ما وصفه بـ"إنذار للقادة العسكريين" بشأن تصعيد محتمل في الضفة الغربية على خلفية عزم نتنياهو على البدء بتنفيذ مخطط ضم مناطق في الضفة لإسرائيل.
ونقل المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، الأربعاء، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن "هذه طريقة رئيس أركان الجيش للقول ’كونوا مستعدين، فالتصعيد واقعي جدا". وكان نتنياهو قد كرر الإعلان، أول من أمس، أنه يعتزم فرض القانون الإسرائيلي في الضفة وغور الأردن في الأول من تموز/يوليو المقبل، وأنه "يوجد تاريخ محدد ولن نغيّره".
اقرأ/ي أيضا.. الشاباك والجيش الإسرائيلي يستعدان لسيناريوهات التصعيد بعد الضم
ووفقا لهرئيل، فإن أقوال كوخافي حول التصعيد المحتمل تتطرق إلى الضفة "وبقدر أقل لقطاع غزة "، لكن لم يتم حتى الآن تعزيز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة. وأضاف أن "الجيش يستعد لتطبيق خطط عسكرية بحلول تموز/يوليو، من أجل مواجهة احتمال تفجر العنف. وقسم من الخطط يشمل إمكانية تعزيز قوات بشكل كبير. وعقد كوخافي، أول من أمس، مداولات أخرى برئاسته، وجرى خلالها طرح سيناريوهات مختلفة".
وأشار هرئيل إلى أنه عشية جولة انتخابات الكنيست الثانية، في أيلول/سبتمبر الماضي، درس نتنياهو ضما أحادي الجانب لغور الأردن، لكنه تراجع عن ذلك في أعقاب تحذير كوخافي ورئيس الشاباك، ناداف أرغمان، من تبعات خطوة كهذه وفي مقدمتها المس باتفاقية السلام مع الأردن. وجاء تراجع نتنياهو حينذاك، أيضا على خلفية معارضة المستوى المهني، الذي يشمل كبار الموظفين في وزارتي الخارجية والأمن وضباط كبار.
يذكر أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو وشريكه بيني غانتس ، قد أعلنت عزمها ضم أجزاء من الضفة الغربية وفرض السيادة عليها، في حين ردت القيادة الفلسطينية بوقف العمل بكافة الاتفاقيات بما فيها الأمنية مع إسرائيل والولايات المتحدة، فيما يرفض المجتمع الدولي تلك الخطوة "أحادية الجانب".