أصبحنا في وطننا جميعا بلا استثناء نعيش على بند القضايا الإنسانية العاجلة، فكل مواطن فلسطيني صاحب حاجة، والحاجات تتنوع، إما الحاجة إلى العمل وإما العلاج وإما السفر لأغراض مختلفة، قضايا كثيرة، ألمت بنا جميعا، وعلاج هذه القضايا بيد من:
الرئاسة، الحكومة، الفصائل، الاحتلال، دول الإقليم، العالم، لقد جرب المواطن الفلسطيني أن يناشد الجميع وأن يطلب من الجميع وأن يرسل إشارات التودد و الرضى والقبول بالجميع وللجميع، ولكن وللأسف دون أي جدوى، فجميع المسئولين في الشرق والغرب، يجدون مبرراتهم وبعضهم يفصح عنها والبعض الآخر لا يفصح لأن مأساة الفلسطيني وحجم معاناته وقتل آماله وأحلامه في الحياة، لا تشكل أي فرق لا عند هؤلاء ولا أولائك، ويبقى العبء الأكبر والهم الأعظم ملقى على عاتق المواطن الذي يطلب منه الجميع أمرين لا ثالث لهما بناء على توجيه من الجهة صاحبة الطلب، إما أن يتحمل ويصمت حتى يموت بهدوء بلا أثر، وإما أن يثور وينتفض على واقعه الأليم وفي النهاية يموت أيضا ولكن بصوت مرتفع، بينما نجد أن هؤلاء وأولائك لا يكلفون أنفسهم عناء التفاهم على ما هو مطلوب حتى يجعل حياة هذا المواطن أفضل.
السادة الكرام:
التقرير الصادم الذي صدر عن الأمم المتحدة والذي تحدث عن استحالة الحياة في قطاع غزة في عام 2020، يقول معدو التقرير، إن سكان غزة البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة، سيزيدون 500 ألف في السنوات الثماني المقبلة. وقال التقرير أنه ينبغي اتخاذ إجراءات الآن فيما يتعلق ببعض الجوانب الأساسية للحياة: الصرف الصحي والكهرباء والتعليم والصحة وغيرها، ونحن كسكان نلاحظ هذه الإجراءات وكأنها إجراءات عكسية، القطاعات المختلفة آنفة الذكر ما زالت تتراجع، والمواطن الفلسطيني ما زال يسحق، ناقوس الخطر الذي قرعته الأمم المتحدة كان من المفترض أن يحرك السواكن والجوامد في نفوس الجميع، إلا أنه لم يحرك شيئاً وعلى ما يبدوا أن حياة الناس تأتي في آخر سلم اهتمامات الكثيرين، وعلى ما يبدوا أيضاً أنه خطط لنا أن نساق إلى هذه النهاية دون وعي منا ، وكأن الجميع زرع رأسه في التراب حتى لا يرى الخطر الكبير القادم، والانفجار الذي لا محالة حاصل، معتقدا أنه إذا لم يراه سلم منه.
قادتنا العظماء، مؤشرات الخطر كبيرة وكثيرة، وواقع الحال أصعب من الشرح والمقال، والمستقبل بذوره وضعت، ونذوره ماثلة أمام أصحاب الرأي والعقلاء، أليس فينا رجل رشيد، يقارب ويسدد ويبحث عن ما يحقق مصالح الناس، ويؤمِن لهم فرصة للعيش بكرامة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية