دعا لاجتماع عاجل للإطار القيادي المؤقت

هنية: نحن في بداية التفاوض بصفقة تبادل الأسرى ولم يحصل الاختراق بعد

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس  إسماعيل هنية، الرئيس محمود عباس  لعقد الإطار القيادي المؤقت لاجتماع عاجل وذلك لبحث ثلاثة ملفات أساسية، منوها إلى أن التفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل في بدايته، ولم يحصل الاختراق بعد.

وبخصوص دعوته للرئيس عباس لعقد الاجتماع المؤقت، أكد أنه بهدف بحث ملفات "إعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أساس الاتفاقات السابقة، ومعالجة الوضع السياسي الناتج عن المفاوضات العبثية، والاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة ترتب المسار النضالي المقاوم".

وقال هنية في تصريحات متلفزة لقناة الجزيرة، مساء اليوم الأربعاء، "نريد أن نطلق العنان للمقاومة الشاملة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة؛ لأننا أمام خطر كبير، لأن الضم خطوة خطيرة وغير عادية، ويجب أن يكون الرد غير عادي".

واعتبر أن حديث الرئيس عباس عن الانحلال من كل الاتفاقيات تأخر كثيرًا، وهناك قرارات سابقة، ولم يُطبق منها شيء.

وأضاف هنية أن الحروب التي قادتها المقاومة في غزة استطاعت أن تضع حدًا لتغولات الاحتلال الإسرائيلي، واستطاعت أن تبني نظرية الردع، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لا يقل جرأة وقدرة عن غزة، وكذلك أهلنا في الـ48، "وشعبنا في الشتات قادر على أن يكون جزءًا منخرطًا بالكامل في مسيرة التحرير والعودة".

وتابع: عندما نكون أمام خطر كبير، وتهديد استراتيجي؛ يجب أن نواجه بخطة متكاملة، ولا تصلح الخطوات المجتزأة.

صفقة تبادل الأسرى

ووجه هنية التحية لأسرانا في سجون الاحتلال، مؤكدا أن قضية الأسرى تحتل أعلى الأولويات لدى حماس وكل الشعب الفلسطيني، وتحريرهم واجب مقدس، وأن المقاومة لن تتوانى في أن تسلك أي طريق لتحريرهم.

وقال: "بعد المبادرة التي أطلقتها الحركة على لسان الأخ رئيس الحركة في غزة،  حصل حراك ما من أجل التحرك وإمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال للتوصل لصفقة تبادل شبيهة إن شاء الله بصفقة وفاء الأحرار".

وكشف أنه حتى الآن لم يحصل الاختراق المطلوب على صعيد المفاوضات، معتبرا أن الاحتلال يفتقد الجدية، ويتعامل بقشور الأمور، وأن على الاحتلال أن يعلم أن الصفقة لها ثمن، ويجب أن يُطرح على الطاولة، ولن تتم الصفقة إلا إذا كانت مشرفة وترضي شعبنا".

وأكد أن كتائب القسام تمتلك جنودًا منذ حرب 2014، والآن نحن في بداية التفاوض، ولم يحصل الاختراق، "وإذا تجاوب الاحتلال مع المطالب الفلسطينية للوصول لهذه الصفقة فكان بها، وإلا فالذي عندنا سيبقى عندنا، وسنزيد الغلة".

وشدد هنية على أن الإفراج عن كل أسرى صفقة وفاء الأحرار هو شرط أساسي لإتمام هذه الصفقة، مشيرا إلى أنه في حال أجرينا صفقة جديدة سنأخذ كل الضمانات لكي لا يكرر الاحتلال اعتقال من أُفرج عنهم.

وكشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن في مصر هم مَن يقومون بدور الوساطة، وهناك بعض الاتصالات من بعض الدول، لكن الجهود الأساسية تتم عبر مصر.

خطر كورونا ما زال قائما

وقال هنية إن غزة استطاعت ونجحت من خلال جهود كبيرة بذلتها الجهات الحكومية بغزة، بمساهمة وإسناد من حماس، أن تشكل حماية لأبناء شعبنا من جائحة كورونا.

وأردف: "رغم هذا النجاح وهذه المواجهة الجدية لهذه الجائحة، إلا أن الخطر ما زال قائمًا بسبب الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 14 عامًا، وهناك تهديد حقيقي وجدي لأبناء غزة".

وجدد هنية الدعوة لرفع الحصار الظالم، وأن تتحمل كل الأطراف المعنية دوليًا وإقليميًا مسؤوليتها، وتنهي هذا الحصار الظالم الذي تعرضت له غزة.

الذكرى الـ 72 للنكبة

وأضاف: "نعيش اليوم الذكرى الـ72 لاغتصاب فلسطين، وتهجير شعبنا، وفرْض هذا الكيان على أرضنا المباركة، مرّ 72 عامًا من التهجير والتهويد والتقسيم، لكن مرّ 72 عامًا من المقاومة والصمود والمواجهة".

وزاد هنية: "الشعب الفلسطيني يؤكد أنه متجذر في أرضه، وأنه قادر على كتابة التاريخ وحماية الجغرافيا، وأنه شعب لا يكل ولا يمل رغم كل هذا العدوان السافر"، وحيا أحيي أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، خاصا بالذكر "أبطال قرية يعبد قضاء جنين، الذين أكدوا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن أرضه وقضيته".

وأكد هنية أن حركة حماس دائمًا مع أي خطوة فلسطينية جادة وحقيقية لمواجهة المخططات الإسرائيلية، مضيفا: "حماس تقدّس الوحدة الوطنية؛ ومن أجل ذلك قدّمت الكثير من التنازلات والمرونة، من أجل إنهاء الانقسام".

وقال: "لم نجد جدية حقيقية تترتب على الاجتماعات السابقة والذي كان آخرها اجتماع رام الله بُعيد إعلان صفقة القرن ، لذلك أي دعوة تفتقر إلى الجدية، ولا تتبنى استراتيجية وطنية، لن تجدي في هذا الوقت".

وتابع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "نحن مع أي اجتماع جدي وحقيقي يمكن أن يشكل فرصة للتوافق الوطني الفلسطيني لمواجهة هذه الأخطار التي تهدد القضية الفلسطينية (..) تعودنا على مثل الاجتماعات بأنها بلا نتائج ولا استراتيجيات، وتستخدم للتغطيات الإعلامية، وأعتقد أنها لا ترضي أبناء شعبنا".

زيارة بومبيو إلى إسرائيل

وأردف هنية: نحن في حماس نرى أنه في ظل الذكرى الـ72 للنكبة، وأمام زيارة وزير الخارجية الأمريكي الذي جاء يدشن المرحلة الإجرامية، ويعطي الغطاء الكامل لحكومة الحرب الإسرائيلية الجديدة، أقول بأن خطتنا تقوم على ما يأتي: 

أولًا: توحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه الاستراتيجية وخطة الضم والاستيطان والتهويد وشطب حق العودة، نحن إذا توحدنا قادرون على إجهاض أي خطة كانت، وعلينا أن نوحد كل مكونات شعبنا: الحكومة، والمنظمة، والبرنامج السياسي.

ثانيًا: علينا أن نطلق المقاومة الشاملة الواسعة ضد هذه الخطة الإجرامية التي تديرها الولايات المتحدة، وعلينا أن نطلق يد المقاومة بكل ما تمثله في غزة، والضفة لكي نواجه هذا الخطر الداهم.

ثالثًا: بناء تكتل عربي إسلامي ليشكل دعمًا وإسنادًا للموقف الفلسطيني الموحد لإفشال صفقة القرن، القضية الفلسطينية ليس فلسطينية وحسب، بل هي قضية عربية إسلامية، وشعوب أمتنا بذلت وما زالت من أجل حماية القضية الفلسطينية، وفق هنية.

وشدد على أن حركة حماس ومعها فصائل المقاومة لن تسمح مطلقًا بتمرير هذه الخطة الإجرامية، معتبرا أن شعبنا الفلسطيني خزان من الثورة والانتفاضات والمقاومة، وقادر على أن يجهض هذه المخططات.

المعتقلين الفلسطينيين في السعودية

وقال هنية إن علاقة حماس مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، "وننظر إلى جميع الدول على أنها سند وداعم للقضية الفلسطينية، والمملكة العربية السعودية في هذا السياق وهذا الإطار".

وقال إن هناك صفحة مؤلمة في العلاقة مع السعودية تمثلت باعتقال 62 ناشطًا، على رأسهم ممثل الحركة في المملكة، مضيفا: "كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في السعودية لطيّ هذه الصفحة، لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية".

ودعا هنية خادم الحرمين أن يتم الافراج عن المعتقلين، ونحن على أعتاب عيد الفطر السعيد، متمنيا أن تكون صفحة مشرقة بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين.

وأردف أن المحاكمات واللوائح الموجهة للمعتقلين في السعودية مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.

وقال هنية إن كل المعتقلين في السعودية كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، "ونحن لا نتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية، ونعتبر أمن الدول العربية، والمملكة العربية السعودية، جزءًا من أمننا القومي".

وأشار إلى أن كل المعتقلين في السعودية يُحاكمون على أعمال خيرية كانت تقدَّم للمرابطين في المسجد الأقصى، والفلسطينيين في الشتات، وفقراء غزة، والأراضي الفلسطينية.

وتابع: "نحن رحبنا بمبادرة الحوثي، وعبرنا عن شكرنا له، ولكن لا يوجد هناك حراك جدي وحقيقي بُني على هذه المبادرة (..) حماس ليس لها أي ارتباط تنظيمي أو عضوي خارج فلسطين، ونحن علاقاتنا مع كل مكونات الأمة طيبة".

لا خلافات داخل حركة حماس

وأكد هنية على عدم يوجد خلافات داخل حركة حماس، معتبرا أن الحركة كبيرة ممتدة في الداخل والخارج، وفيها طبقات قيادية وتكامل أجيال، وفيها نقاش وحرية رأي وديمقراطية عالية المستوى.

وقال: "حركة حماس أكبر من أي فرد وأي قائد، ولها أعراف، وتزداد يومًا بعد يوم تمسكًا ووحدة داخلية (..) أفتخر بأننا الحركة الفلسطينية الوحيدة التي تُجري انتخابات بشكل دوري، وأنا بصفتي رئيس الحركة أريد أن أؤكد أن قيادة الحركة تقود صفًا من الأحرار".

التطبيع والعلاقة مع مصر

وبشأن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، أضاف: لا مكان له في واقعنا العربي الإسلامي، نعم هناك أصوات نشاز، لكنها لا تعبر عن الوعي العربي، فالشعوب العربية مرتبطة ب القدس وفلسطين (..) تابعت كمّا هائلًا ومشرفًا من أوساطنا العربية والإسلامية أظهرت صوتًا آخر غير الذي تروجه بعض المسلسلات، وأظهرت أن كل محاولات التطبيع ستفشل".

وشدد هنية على أن علاقة حماس مع كل الدول العربية والإسلامية طيبة، "ونسعى دائما لتطويرها، لأننا نتبنى سياسة الانفتاح على الجميع، ولأن القضية تهم الجميع".

وأكد على أن علاقة حركة حماس مع مصر مستقرة ومتطورة وإيجابية، "ونرى في مصر دولة جوار كبرى، لأنها تشكل عمقًا عربيًا استراتيجيًا، ونحن معنيون بتطوير هذه العلاقة".

وزاد هنية: " معبر رفح و المصالحة الفلسطينية ، والعمق العربي كلها ملفات تديرها جمهورية مصر العربية؛ ونحن معنيون بتطوير العلاقة معها"، مشيرا إلى أن العلاقة مع إيران منطلقة من أنن حماس تريد علاقة طيبة مع كل الدول العربية والإسلامية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد