دحلان:أبو مازن دمر "فتح" والمفاوضات "خيانة" وحماس فشلت فى إدارتها لغزة
القاهرة / سوا / ارتبط اسمه بالعديد من القضايا المثيرة للجدل، سواء على الساحة الفلسطينية أو الساحة العربية، وبحسب تعريف موسوعة "ويكيبيديا" له فهو سياسى فلسطينى وقائد ومؤسس سابق لحركة شبيبة فتح فى الضفة الغربية وقطاع غزة ورئيس جهاز الأمن الوقائى الفلسطينى السابق فى غزة وعضو العلاقات بمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح بالانتخاب فى مؤتمرها السادس الذى عقد فى مدينة بيت لحم فى العام 2009.. هو محمد يوسف شاكر دحلان الشهير بـ« محمد دحلان ».. من مواليد مخيم خان يونس، غزة فى 29 سبتمبر 1961، وحصل على أعلى نسبة أصوات من مرشحى فتح فى دائرة محافظة خان يونس فى انتخابات المجلس التشريعى الفلسطينى عام 2006، واستقال من منصب مستشار الأمن القومى بعد الانقسام الفلسطينى، وشغل مفوض الإعلام والثقافة فى اللجنة المركزية لحركة فتح، فصلته اللجنة المركزية لحركة فتح بعد تقرير يتعرض لقضايا جنائية ومالية وأحيل للقضاء على أثره.
اختارته السلطة الفلسطينية عضوا فى فريق التفاوض الفلسطينى فى مرحلة ما بعد توقيع اتفاق أوسلو بدءا من مفاوضات القاهرة عام 1994، ومرورًا بمفاوضات طابا والمفاوضات على إطلاق سراح الأسرى، وواى ريفر وكامب ديفيد الثانية وانتهاءً بقيادته المفاوضات التى أفضت إلى ما يسمى ببروتوكول العبور والحركة فى سياق الإعداد لمرحلة ما بعد تطبيق خطة الإخلاء الإسرائيلى لقطاع غزة عام 1995.
قضى خمس سنوات فى السجون الإسرائيلية فى الفترة من 1981 - 1986 قبل ترحيله إلى الأردن عام 1988.. وفى حواره مع صحيفة اليوم السابع المصرية يتحدث دحلان عن الأوضاع على الساحة الفلسطينية.
ويؤكد أن حركة حماس فشلت فى إدارتها لقطاع غزة، كما قتلت أبناء حركة فتح وقتلت أبناء جهاز الأمن الوقائى، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من أبناء السلطة كان فى موقع المتفرج، فيما يصف دحلان الرئيس عبد الفتاح السيسى بأنه «هبة من الله» لإنقاذ الشعب المصرى ومصر وإنقاذ فلسطين وأهلها، وكذلك إنقاذ العرب من التفكك والدمار الذى تعانى منه أمتهم على مدار السنوات الماضية.. وإلى نص الحوار:
فى البداية كيف ترى نتيجة الانتخابات الإسرائيلية التى منحت الأغلبية لنتنياهو؟
هذا هو الوجه الحقيقى للمجتمع الإسرائيلى الذى يميل نحو اليمين، والذى لا يعير اهتماها بحقوق الفلسطينيين وحقوقهم الوطنية، أعتبر أن نجاح نتنياهو هو اختبار لنا كفلسطينيين وضرورة أن نرتقى لمستوى التحدى، فكل التصريحات التى أعلنها نتنياهو فى اللاءات الثلاثة «لا للقدس، ولا لحل الدولتين، ولا لحقوق الفلسطينيين» تلزم أبومازن وكل القادة بفصائلها وشرائحها- والمسؤولية على عباس أكثر- بأن يكونوا بحجم التحدى. نتنياهو كشف عن الوجه الحقيقى منذ أن جاء رئيسا للحكومة وليس الآن، وبدلا من الأوهام التى يعيش عليها أبو مازن فى مفاوضات حولت الحالة الفلسطينية من تراجع لتراجع، عليه أن يدرك أنه آن الأوان أن ننتفض على هذا الواقع السياسى الذى خططه لنا نتنياهو، والذى كشف عن حقيقته فى الحملة الانتخابية، فالأمر لا يحتاج لمواربة أو لف أو دوران أو تأويل، والعودة إلى المفاوضات بعد اللاءات التى أعلنها نتنياهو خيانة وطنية، أما التنسيق الأمنى الذى أعلن أبومازن أنه أوقفه وهو لم يوقفه، فعليه أن يدرك ان هذا العمل لم يختلف عن روابط القرى العميلة لإسرائيل، آن الأوان أن تكون الأمور واضحة.
وما رأيكم فى حكم المحكمة الفلسطينية العليا حول رفع الحصانة عنكم أمس الأربعاء؟
فى ظل حكم الرئيس عباس لا يوجد محاكم أو قضاء أومؤسسات ونظام قضاء ولا مؤسسات ولا نظام سياسى، عهدنا فى زمنهم انقسام وتراجع القضية الفلسطينية وانكفاء سياسيا بحكم عقلية وتركيبة ونفسية محمود عباس أبومازن فهذا الأمر لا يزعجنى، مما يؤكد سلامة موقفى من أن أبومازن دمر فتح والسلطة والمنظمة والنسيج الاجتماعى للفلسطينيين ومؤسسات القضاء، فلا أريد أن أعطى رأيا قانونيا بقدر ما أعطى هذا الموقف الذى بدأ يدركه الجميع، أن أبومازن يدمر ويخصص السلطة لصالحه الشخصى، بالمناسبة، ليس تكبرا، لكنى لم أكن أنتظر منه أكثر مما فعل فى الشعب الفلسطينى، فالأولى بأبو مازن أن يهتم بالقضية الفلسطينية وتطوراتها التى تراجعت تراجعا كبيرا.
كيف ترى الأوضاع على الساحة الفلسطينية فى الوقت الحالى؟
- أعتقد أن المتابع للوضع الفلسطينى يدرك أننا وصلنا لمرحلة لم يمر بها الشعب الفلسطينى فى تاريخه على المستويات السياسية والميدانية من بؤس وفقر وتفشى أمراض، وهى ليست أمراضا صحية، بل اجتماعية ونفسية لم نكن قد مررنا بها طوال فترات الاحتلال منذ عام 48 وحتى الآن، وسبب ذلك هو حركة حماس والرئيس أبومازن. وهنا أنا لست بصدد أن أتحدث فى مسائل شخصية، لكن أصبحت القضية الوطنية هى الأخطر وأصبحت على المحك، وليس لدى أوهام بأن عملية السلام ستأتى بنتائج، لأنها ماتت منذ استشهاد ياسر عرفات، وإسرائيل تزيد من عمليات التوسع الاستيطانى، وعمليات طبع الهزيمة فى الوعى الفلسطينى، وفى المقابل فإن السلطة لا تفعل شيئاً وحماس زادت الطين بلة بالانقلاب فى قطاع غزة، ما تسبب فى تراجع الوحدة الوطنية ومفهوم العمل الوطنى المشترك وقيمة الإنسان الفلسطينى، لذلك لا أريد أن أعلق على أمور شخصية لعباس أو حماس، ولكن بما أن القضايا الوطنية والمجتمع الفلسطينى يمران بانفصال حقيقى من النواحى الجغرافية والنفسية والاجتماعية بين الضفة وغزة، فإن هذا يوجب أن نؤكد على ضرورة إعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء النظام السياسى وإعادة اللحمة إلى منظمة التحرير، وكذلك إعادة البسمة وحالة التكاتف التى تميز الشعب الفلسطينى عبر سنوات نضاله.
وبرأيك، ما القضايا المفصلية التى تشغل بال المواطن الفلسطينى؟ وما رؤيتك لحلها؟
- أنا أعتقد أن المواطن الفلسطينى تراجعت انشغالاته الوطنية الكبرى فيما يتعلق بحل الدولتين والحلول السياسية وأصبحت قضاياه الشخصية والعائلية والاجتماعية فى مقدمة أولوياته، وبالتالى الأولويات السياسية تراجعت بشكل كبير، لأنه لا أمل فيها، ولو كانت هناك نسبة %1 فى الوصول لحلول لكنت أنا أول المتحمسين لذلك، لأنى لست معروفا بأنى متطرف أو ضد المفاوضات، لكن ما يجرى هو مسخرة وليست مفاوضات، وأكثر ما يؤلمنى هو محاولة إسرائيل تمرير خطط وهمية على الجانب الفلسطينى، وللأسف الجانب الفلسطينى يقبلها ويتماشى معها لكسب مزيد من الوقت، لذلك فبالنسبة لى الأولويات الوطنية المؤقتة هى دعم صمود أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة تحديدا وفى الضفة و القدس ، حتى لا ينهار المجتمع والنسيج الوطنى الفلسطينى، وحتى لا تنهار المفاهيم العظيمة التى تربينا عليها لتحل محلها المفاهيم الشخصية والصغيرة، أما على المستوى السياسى فأنا قلت وأكرر مرة أخرى، إن التسامح ونسيان الماضى والاستفادة منه هو أحد أهم الدروس التى استفدتها من تجربتى السياسية المتواضعة ابتداء من التجربة حين بدأنا فى الانتفاضة الأولى وانتهاء بمرحلة الرئيس ياسر عرفات هذا أولا. ثانيا: يجب العمل على إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير التى تحولت لجثة ميتة، ويتحقق ذلك فى رأيى من خلال إدخال كل الفصائل الوطنية والإسلامية فيها، وأرى أنه يجب الوصول لاتفاق على برنامج وطنى وسياسى بين كل القوى السياسية، وأعتقد أن أحد أبرز انتكاسات العمل الوطنى الفلسطينى هو عدم التوافق السياسى، ويجب أن يكون هناك مفهوم مشترك للحل السياسى. كذلك من النقاط المهمة فى رأيى أنه يجب الاتفاق على شكل ومضمون المقاومة، لأن المقاومة حق فلسطينى يجب ألا نتنازل عنه، لكن استخدامه فى التوقيت والمكان المناسبين، هو مسؤولية قيادة جماعية، عليها أن تصل إلى توافق على الحد الأدنى، لا أن تتجاذب فيما بينها وكل يرى الأمر على طريقته ويريد أن يمليها على أبناء الشعب الفلسطينى كما حدث فى عهد الرئيس عرفات حينما كانت حماس تأخذ زمام المبادرة وحدها دون التنسيق مع السلطة، وتقوم بأعمال أضرت بالصف الوطنى.
وكيف ترى آليات تحقيق ذلك؟
- الآلية الأهم لتحقيق ذلك، هى حكومة وحدة وطنية انتقالية وليست حكومة كفاءات أو تكنوقراط، حكومة تشارك فيها كل الفصائل وتضع تصورا وطنيا للمرحلة الانتقالية، ثم نذهب لانتخابات تشريعية، لأنه لا يستطيع أحد أن يدعى أن لديه الشرعية الآن، نحن لدينا شرعية أخلاقية فقط، أما الشرعية الدستورية فالجميع يفتقدها لأن موعد الانتخابات مر عليه ست أو سبع سنوات.
لماذا تساعد على توجيه المعونات الإماراتية إلى غزة على الرغم من علمك بأن المستفيد الأول منها حماس التى تسيطر على القطاع؟
-أولا: أنا أعتبر أن من لا يقدم المساعدة لأبناء غزة فى نكبتهم، إنما يساهم فى تنفيذ سياسة الاحتلال تحت ادعاءات وأوهام، والاحتلال يريد أن يدمر هذا المخزون الوطنى والبشرى الذى مثله أبناء قطاع غزة منذ 48 وحتى الآن، ولا أقلل من مناطق الضفة الغربية فى نابلس وجنين وكل قرى الضفة الغربية، لكن المخزون الوطنى البشرى الذى قدم التضحيات الكبرى هم أبناء قطاع غزة. ثانيا: إذا لم أقدم المساعدة لأبناء غزة الآن فمتى سأقدمها؟، ثالثا: من لا يقدم المساعدة لغزة فهو يشارك فى الخيانة، ورابعا: المستفيد من هذه المساعدات هم أبناء الشعب الفلسطينى، والأبناء المتضررون ليسوا أبناء الفصائل، فكل فصيل يتابع عناصره لكن العامة الذين يمثلون %70 من المجتمع هم الذين يتلقون المساعدات بشفافية مطلقة، صحيح أن حماس تريد أن تكسب بعض المساعدات، لكنها لا تذهب لحماس فهى تذهب لبعض المحتاجين، وعلى سبيل المثال، فإن جرحى العدوان الأخير على قطاع غزة فى الحرب الأخيرة تم تقديم مساعدة لهم من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة، وهم تقدر أعدادهم بنحو 10 آلاف تقريبا، ونحن لا نميز بين تنظيم وفصيل، فالمتضرر هنا جريح ويجب أن نخفف همومه ونضمد جراحه، فضلا على أهالى الشهداء، ونحن نقوم بتنظيم الزواج الجماعى، ونعمل على بناء البيوت المدمرة، وكل هذا يخفف معاناة المواطن الفلسطينى وليس حماس أو فتح أو غيرهما، وأنا لست معبأ بأحقاد، ولكن بيننا وبين حماس خلافات جوهرية وإستراتيجية، فحماس قتلت أبناء فتح وقتلت أبناء جهاز الأمن الوقائى ونحن نعرف كل ذلك، ومن خاض المعركة مع حماس دفاعا عن أبناء فتح هم أبناء الأمن الوقائى، وجزء كبير من أبناء السلطة كان متفرجا فى ذلك الوقت، فعلى الرغم من أن ما بيننا وبين حماس كبير، لكن أبناء غزة هم على المحك، وأنا لا أستطيع الانتظار والتشفى، وهناك بعض المسؤولين يتشفون فى أبناء قطاع غزة.. فهل وصلنا من الحضيض الأخلاقى إلى مرحلة أن يتشفى البعض فى معاناة أبناء غزة؟.. لذلك أنا لن أدخر جهدا للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطينى أولا، وتقديم المساعدة تحديدا فى منطقة القدس ومنطقة قطاع غزة، وليقولوا ما يقولون.
وهل تثق فى حركة حماس وقياداتها؟
- المسألة ليست فى الثقة، ولكن المسألة اختبار، وحتى الآن حركة حماس فاشلة فى إدارتها لغزة، وجلبت النكبة على أبناء القطاع، ونأمل أن يعيدوا النظر فى رؤيتهم وبرنامجهم وليس عيبا أن يعترفوا بأخطائهم، وحتى الآن حماس زادت معاناة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ونحن نسمع بين الفترة والأخرى أن لديهم أفكارا إيجابيا ولكنها لم تطبق على أرض الواقع، فما زال قطاع غزة يعانى من الاحتلال ومن الحصار ومن السلطة ومن عباس ومن حماس، لكن الآن الجميع أمام مسؤولياته، لا نريد شعارات ولا شرحا ولا استراتيجيات، فالوضع يستوجب إنقاذ أبناء قطاع غزة من الفقر والجوع والقهر ومن المعاناة وضيق الحال ومن فقدان الأمل.
على الرغم من هجومك على حماس فإن هناك من يؤكد وجود علاقة بينك وبين الحركة نكاية فى أبومازن؟
- أنا لا أبنى عملى السياسى والوطنى على نكايات أو مكائد ضد أحد، ولا أشن هجوما على أحد لكننى أشخص الحالة بجرأة، فهناك فرق بين هجوم واتهامات أو تشخيص حالة، هذا أولا.
ثانيا: أنا لا أعتبر الهجوم والتشهير من الأمور التى تبنى أمجادا، وأنا مع حقوق الشعب الفلسطينى ومصالحه، ومن يلتقى على مصالح الشعب الفلسطينى ليقدم مزيدا من الإنجاز فأنا حليفه، أما أن يقال إننى تارة حليف حماس وتارة عدو لها، فإن حماس نفسها تعتبرنى عدوها اللدود وكذلك جماعة الإخوان، وعباس يعتبر أننى أتصالح مع حماس لأسجل عليه النقاط، وأنا منطق تفكيرى أقوى وأكثر بصيرة من هذه التفاصيل.
وفى رأيى أن حماس عليها أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تكون جزءا من النسيج الوطنى الفلسطينى أو جزءا من التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، والحركة وحدها من تستطيع تقديم إجابة لهذا السؤال.
هل تفكر فى الترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية؟
- أولا: يجب أن نبحث عن فلسطين وننقذها قبل أن نبحث عن مناصب، وأنا لا أبحث عن منصب، ولا أعمل من أجل منصب وحين أتوجه إلى الفلسطينيين فى لبنان الذين دفعوا أثمانا باهظة من حياتهم ومن أبنائهم دعما للثورة، وما زالوا حتى الآن قابضين على الجمر، حين نتوجه لهم ببعض المساعدات من دول الخليج وتحديدا من دولة الإمارات، فماذا أنتظر منهم؟ وهل سيأتون لانتخابى، مثلا إذا قررت الترشح؟ أنا كفلسطينى غيور لا أستطيع أن أرى أن أسرة يمكن أن تنقذ فى لبنان بمائة دولار ولا أقدمها لأنى لو لم أفعل فسأكون شاركت فى الخيانة «واللى زعلان من مساعدتى يتفضل يقدم المساعدات وسأكون له شاكرا وسأصطف خلفه».
وهل تعمل بالفعل مستشارا لإمارة أبوظبى؟
- لا، أنا ضيف فى دولة الإمارات العربية وتربطنى علاقة بالشعب الإماراتى وقياداته منذ عهد الرئيس ياسر عرفات الذى كان صديقا لهذا الشعب وقيادة دولة الإمارات، لكن لا أعمل فى أى منصب، فأنا فلسطينى أقوم بواجبى كعضو مجلس تشريعى وكوطنى فلسطينى وليس كمسؤول، فنحن فى مرحلة تحرر وطنى، وفى أصعب نقاط تلك المرحلة.
البعض وجه لك اتهامات بالمسؤولية عن التفجيرات التى شهدتها سيناء؟
- هذه الاتهامات ترددت فى زمن الإخوان، وهم من كانوا ينفذون هذه العمليات ويلصقونها بى ليل نهار، والإخوان ليس لهم حليف سوى قطر وتركيا التى تريد إعادة مجد العثمانيين وإعادة احتلال بلادنا العربية من جديد، وينسى الأتراك أنهم احتلونا 400 عاما، ونشروا فينا الفقر والمرض، وقطر لها أسبابها، لكن أنا لست عدوا للإخوان، فهم أعداء لأنفسهم أولا وأعداء لكل وطنى غيور على وطنه ثانيا، وتذكر معى حين قال المرشد «طز فى مصر»، ومصر الآن تنهض فى زمن الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى أعتبره هبة من الله لإنقاذ الشعب المصرى ومصر ولإنقاذ فلسطين وأهلها، وإنقاذ الوطن العربى من التفكك والدمار الذى حل بنا وما يسمى فوضى أمريكا الخلاقة التى تحولت لفتاكة.
لماذا أنت متهم دوماً بالتعامل والتعاون مع إسرائيل؟
- أنا تركت العمل السياسى الفلسطينى منذ 5 سنوات، وحين تعاملنا مع إسرائيل فى إطار اتفاقية السلام كان ذلك واجبى وجزءا من مهامى ومهام كل المؤسسة الأمنية، بأن نتعامل مع إسرائيل فى القضايا الأمنية، وفى لجنة أخرى فى القضايا الاقتصادية وأخرى فى القضايا السياسية، وكنت أشارك فى لجان القضايا الأمنية والسياسية والمفاوضات، ومن لا يجد قدرة على الإنجاز كان يقوم باتهام الآخرين، وأنا قلت وأكرر أننى حينما لا أكون فى منصب، فليس لى علاقة رسمية أو غير رسمية بإسرائيل أو أمريكا، وبالمناسبة أنا لم أزر أمريكا منذ 11 عاما.. وعامة هذه الاتهامات لم تعد ذات قيمة، فاليوم حماس مازالت تبحث عن علاقات مع إسرائيل، والسلطة الفلسطينية للأسف الشديد تنسق مع إسرائيل فى ظل احتلال إسرائيلى للضفة الغربية، وعلى الأقل حينما كنا فى المؤسسة الأمنية فى زمن عرفات- رحمه الله- كنا نعمل فى مصالح مشتركة مقابل دفع إسرائيل لأن تتراجع وتتنازل وتنسحب من مناطق الضفة الغربية، وهذا كان جزءا من الاتفاق السياسى وليس قطاعا خاصا لدحلان أو لمن كانوا يتعاملون فى المؤسسة الأمنية، ولذلك من لا يملك منطقا فى مواجهتى يكيل لى الاتهامات، والإخوان المسلمون اتهمونى وأصبحوا الآن من الماضى، وكنت أشاهد كل ليلة على شاشات التلفاز فى مصر اتهامات لى بالعمالة وأننى متورط فى عمليات سيناء، والآن واجب علينا كوطنين عرب دعم مصر فحين تصحو مصر تصحو الأمة وحين تنكفئ مصر تنكفئ كل الأمة.
وما رأيكم حول تورط حماس فى عمليات ضد الجيش المصرى بسيناء؟
وما تعليقكم على اعتبار حماس إرهابية بحكم قضائى مصرى؟ - أولا: أنا لست فى موقع مسؤول مصرى لأرد على هذه الاتهامات.. وكلنا نحترم القضاء المصرى ولكن فى نهاية الأمر مصر لديها مسؤولية سياسية وأخلاقية تجاه غزة، وثانيا: الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية يكن كل الود والاحترام لمصر، وإذا أخطأ فصيل فلسطينى فيجب ألا يؤاخذ الشعب الفلسطينى بجريرة هذا الفصيل، لذلك كنت دوما ألوم الإعلاميين الشرفاء فى مصر، وكنت أطالبهم بعدم تعميم الأحكام على الشعب الفلسطينى، وإذا ثبت تورط أحد فهو مجرم، لكن الشعب الفلسطينى برىء من هذه الجريمة، ورئة أبناء غزة فى مصر وهم يكنون لها كل الاحترام، فنحن تعلمنا فى جامعاتها وشربنا من نيلها، وبالتالى لن تجد فلسطينيا محترما يمكن أن يساهم أو يشارك فى العداء لمصر، وإذا أقدمت حماس على ارتكاب خطأ أو جريمة فلا يجب أن يؤخذ الشعب الفلسطينى بجريرتها.
وكيف ترى التقارب بين حماس وإيران فى الوقت الحالى؟
- ما زالت هناك إشكاليات بين إيران وحماس بسبب موقف الأخيرة مما يجرى فى سوريا، لكن فى نهاية الأمر إيران لها مصالح تستغل فيها ظروف العالم العربى وهذه مسؤولية الأمة العربية وليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، فنحن ضحايا، وحين تنهض الأمة وتقف مصر شامخة ومعها كل العرب يكون التدخل الإيرانى أو التركى محدودا، والعرب حين هانت عليهم أحوالهم سمحوا للآخرين بالتدخل فى شؤونهم.