المهندس الإسرائيلي لصفقة القرن يتحدث عن تفاصيل جديدة
منذ بدء تسريب بعض تفاصيل صفقة القرن الامريكية ، أدرك عدد كبير من المتابعين ان صفقة ترامب شارك في وضعها وصياغة تفاصيلها شخصيات إسرائيلية بشكل مباشر وفعال.
وقال دوري غولد السفير الإسرائيلي الأسبق في الأمم المتحدة ووكيل وزارة الخارجية الأسبق والذي يعد أحد أبرز مهندسي صفقة القرن إن مباحثات طويلة وحثيثة سبقت إعلان صفقة القرن الأمريكية، لا سيما من خلال اللقاءات المطولة مع السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، الذي يعتبر الإسرائيلي الأكثر تأثيرا على تفاصيل الصفقة، وهو سفير المستوطنين في الإدارة الأمريكية، بجانب ممثلين عن الكونغرس الأمريكي، فضلا عن قناة سرية عملت بالتزامن مع كل هذه الجهود العلنية".
وأضاف غولد، في مقابلة مطولة مع صحيفة يسرائيل هيوم أن "إدارة ترامب استعانت بعدد من الخبراء بشؤون الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وكان السفير الاسرائيلي في اسرائيل ديفيد فريدمان قد قال في وقت سابق :" أتقدم بشكري الجزيل لدوري غولد وطاقمه على ثلاث سنوات من التعاون والاستشارات الممتازة، تحدثنا مرات غير معدودة في هذه القضايا، وعلمني الكثير"
إقرأ/ي أيضا: ردود فعل غاضبة.. غانتس يهاجم نتنياهو بسبب صواريخ غـزة
وكشف غولد المستشار المقرب ل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية لسنوات طويلة، ويترأس اليوم المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة، أنه "أوجد اتصالا مبكرا مع فريدمان حتى قبل فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أواخر عام 2016، وهو الذي أمسك بالملف الإسرائيلي في الحملة الانتخابية الأمريكية في الحزب الجمهوري".
وأشار إلى أنه "في آذار/ مارس 2018 ظهر غولد في الكونغرس الأمريكي، وألقى فيه محاضرة في ذكرى مرور خمسين عاما على احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس ، وتسببت هذه المحاضرة بدعوته إلى البيت الأبيض، والتقى هناك مع جيراد كوشنير صهر الرئيس ترامب وكبير مستشاريه، وجيسون غرينبلاث مبعوث ترامب السابق إلى الشرق الأوسط، وأعاد عليهما محتوى المحاضرة، واستمر اللقاء ساعة ونصف".
وأكد أن "هذا اللقاء أعقبه إجراء الثلاثة: غولد وكوشنير وغرينبلاث، اتصالات سرية ومكثفة حتى يوم إعلان صفقة القرن في أواخر كانون الأول/ يناير الماضي، وكان غولد يوافي نتنياهو بين حين وآخر عن أهم التطورات حول الصفقة، وأخذ منه الضوء الأخضر لاستمرار المفاوضات، ومعظم اللقاءات تمت داخل إسرائيل، وأخرى في البيت الأبيض". وفق عربي 21
إقرأ/ي أيضا: إسرائيلية ترشق نتنياهو ببقايا تفاحة خلال مؤتمر انتخابي
وأضاف: "قمت بإيجاد علاقة هامة وخاصة بين أحد كبار جنرالات الاستخبارات الإسرائيلية، ورجال البيت الأبيض، دون الكشف عن هوية هذا الضابط الإسرائيلي، نظرا لحساسية الموضوع، بجانب عدم رغبته في الكشف عن تفاصيل المباحثات التي شهدها البيت الأبيض وتل أبيب في السنوات الثلاث الأخيرة".
وأكد أن "المباحثات تحدثت في بعض تفاصيلها عن منح جبل الزيتون في القدس إلى السيادة الفلسطينية، رغم أنه يضم بيت مقبرة يهودية، ومركزا تاريخيا للنصارى، لكن التنازل الإسرائيلي عن هذا المكان كان كفيلا بإثارة معارضة المسيحيين الأنجليكيين، الذين يشكلون قوة نافذة لدى إدارة الرئيس الأمريكي ترامب".
وأشار إلى أنه "في قلب الصفقة يوجد هناك بند يتعلق بخارطة المصالح الإسرائيلية، وفيما اقترح إيهود باراك وإيهود أولمرت على الفلسطينيين في فترتي ياسر عرفات و محمود عباس الانسحاب الإسرائيلي شبه الكامل إلى حدود الخط الأخضر، لكن خارطة المصالح التي تم إعدادها في قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي في سنوات التسعينات تمنح الفلسطينيين منطقة صغيرة".
وختم بالقول إن "خارطة المصالح الإسرائيلية الواردة في صفقة القرن تشبه إلى حد بعيد ما اعتقد به في حينه إسحاق رابين، رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل، وبموجبها يكون غور الأردن الموسع منطقة إسرائيلية، بجانب الأماكن الحيوية لإسرائيل في الضفة الغربية".
وفي 28 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن ترامب عن خطة تضمنت إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة وغير مقسمة لإسرائيل، وسط رفض عربي ودولي واسع.