التربية والتعليم تحتفي بمعلميها في يومهم
احتفت وزارة التربية والتعليم، اليوم، بيوم المعلم الفلسطيني، خلال احتفالية مهيبة في قصر رام الله الثقافي، إذ أعلنت خلال الحفل عن الفائزين بجوائز صندوق الإنجاز والتميز، وجائرة معلم فلسطين، ومسابقة الرسم.
جاء ذلك برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس ، وبمشاركة رئيس الوزراء د. محمد اشتية ، ووزير التربية والتعليم أ.د. مروان عورتاني ، وبحضور عدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، وعدد من الوزراء والشخصيات الاعتبارية والدبلوماسية وحشد من الأسرة التربوية.
وشهد الحفل الإعلان عن معلم فلسطين الأول؛ إذ نالت اللقب المعلمة نسرين طلال قطينة من مدرسة شهداء دورا الأساسية للبنات في مديرية تربية جنوب الخليل.
اشتية: معلمو القدس يجب أن يعطوا كل الإمكانيات
وقال اشتية: "ندرك أن هناك احتياجات ومطالب وحقوق للمعلمين، وأن هناك العديد من الأمور المتعلقة بهم تحتاج إلى مراجعة، فلا يعقل أن يتقاضى المعلم الذي يصحح أوراق امتحان الثانوية العامة مكافأة بعد سنة أو سنتين، هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى، هذه المكافأة ستدفع عند انتهاء التصحيح ولن يتم التأخير بعد اليوم".
وأردف اشتية: "معلمو القدس يجب أن يعطوا كل الإمكانيات من أجل تعزيز صمودهم، وعندما لم يحصل زملاؤهم إلا على 50% من الراتب بسبب قرصنة الاحتلال لأموالنا، دفعنا لهم 100% من الراتب، بالإضافة إلى العلاوة، تعزيزاً لصمود أهلنا في القدس".
واستطرد رئيس الوزراء: "من غير المقبول الاعتداء على معلم أو معلمة في المدرسة ولا على طبيب في المستشفى هذا نهج مرفوض بالنسبة لنا، وسوف نعزز كل التشريعات الخاصة بحماية العملية التعليمية ومنشآتها".
عورتاني مخاطباً المعلمين: أنتم أمناء فلسطين على أبنائها وبناتها
بدوره، أكد عورتاني أن تمكين المعلم وإنصافه وصون كرامته والارتقاء بوضعه الوظيفي والمهني والمالي والمجتمعي، هي استحقاقات أساسية؛ لتعزيز مكانته ولتقوية منظومة التعليم وتعظيم شأنها، مخاطباً المعلمين والمعلمات:" قد تقلدتم منصباً سامياً، أمناء فلسطين على أبنائها وبناتها، وغدوتم بذلك أباً وأماً وصديقاً وقدوة ونموذجاً ملهماً لطلبتكم، وحملتم أمانة الهوية والغاية والرواية.
وأردف: "نعكف حالياً على وضع لائحة هدفها الارتقاء بالبيئة التعليمية للمعلم والطالب؛ لنجعل من المدرسة حاضنة للمواطنة الفاعلة المستنيرة، ونجعل من التعليم ممارسة مجزية ومثرية إنسانياً وروحياً ومعرفياً".
وأكد الوزير أن "التربية" ستتابع القضايا التي تهم المعلمين بالتنسيق المتواصل مع مجلس الوزراء واتحاد المعلمين والجهات الشريكة بما يضمن حقوق المعلمين وكرامتهم، مؤكداً في الوقت ذاته على سيادية التعليم، واستدامته إذ سيبقى وعلى رأسه المنهاج شأناً وطنياً سيادياً بامتياز لارتباطه الوثيق بالهوية والرواية والكينونة والصيرورة الفلسطينية.
وتطرق عورتاني إلى عديد المنطلقات التي تعكس المسعى النهضوي الراهن، ومن أبرزها تبني منحى شمولياً يتسع فيه منظور جودة التعليم؛ ليشمل صقل شخصية الطالب بمختلف جوانبها، وترشيدالتدخلات والمشاريع لضمان اتساقها مع أولويات الوزارة، وإصلاح بنية المنظومة التربوية وحوكمتها وتعزيز نهج اللامركزية الرشيدة، وإصلاح منظومة الثانوية العامة ونظام القبول في الجامعات بشكل متناظر حيث لا تزال تشكل الأولوية القصوى في أي أجندة إصلاح جدية؛ سواء من منظور مجتمعي أو حقوقي أو تربوي.
اتحاد المعلمين: معلمونا غرسوا مكارم الأخلاق في نفوس الطلبة
وفي كلمة الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين؛ أكد ممثل الاتحاد فتحي عاصي الدور المهم والمحوري الذي يتبوأه المعلم في النظام التعليمي الفلسطيني، قائلاً: "إن المعلم سطر صفحة مشرقة في سفر الحضارة الإنسانية والعربية، وهو الذي غرس في نفوس أبنائه الطلبة مكارم الأخلاق، وكان وما يزال خير سفير لشعبه"، متطرقاً إلى أهمية إقرار قانون حماية المعلمين.
في كلمة الطلبة: معلمونا وجه الأمة المشرق
وفي كلمة ألقتها الطالبة إسراء عادل من مدرسة بنات الأموية الثانوية بمديرية ضواحي القدس؛ هنأت فيها المعلمين والمعلمات في يومهم؛ الذي يعبرون فيه على معاني العطاء والإبداع، مخاطبةً إياهم: "أنتم وجه الأمة المشرق، وتبرهنون كل يوم أنكم النموذج المتميز في التفاني والإخلاص"، معبرةً عن شكرها لوزارة التربية على تنظيم هذه الاحتفالية.
العشرة الأوائل في جائزة الإنجاز:
وأعلنت الوزارة أسماء الفائزين بالمراكز العشرة الأولى في جائزة الإنجاز والتميز على النحو الآتي: المعلمة منى عبد المنعم إبراهيم، مدرسة ذكور البحرين الابتدائية "ب" - وكالة الغوث، جنوب غزة ، ومديرة مدرسة التحدي - بادية رام الله زهية خليل عرار، من تربية رام الله، والمعلمة أميمة عبد المنعم فايز مسعود، مدرسة بنات الأقصى الثانوية، تربية القدس، ومديرة مدرسة بنات الزبابدة الثانوية كفاية أسعد مصاروة، من تربية قباطية، ود. سائدة جاسر محمود عطاطري/ عفونة، من جامعة النجاح الوطنية، نابلس ، وسكرتيرة مدرسة بنات عانين الثانوية هدى محمود سعيد أبو الحسن، تربية جنين، والمعلمة أمل فايز رشاد أبو هيكل/ شبانة، من مدرسة المنشر الأساسية للبنات، تربية الخليل، والمعلم محمد فايز محمد ملايشة من مدرسة سيلة الظهر الثانوية الصناعية، من تربية قباطية، ود. سهيل حسين محمود صالحة من جامعة النجاح الوطنية، نابلس، ومديرة مدرسة بنات مراح رباح الثانوية اخلاص محمد عيسى عابدة، من تربية بيت لحم .
أما مسابقة الرسم؛ التي أجرتها الإدارة العامة للنشاطات؛ فقد فاز فيها على مستوى المعلمين: حنين عبد العزيز بعيرات، مدرسة الروم الأرثوذوكس، الطيبة، من تربية رام الله والبيرة، وسهى محمود عساف، مدرسة بنات كمال جنبلاط الثانوية، من تربية نابلس، ومنال صلاح فريد لبدي، مدرسة الماليزية الأساسية للبنات، من تربية جنين، وعلى مستوى الطلبة: أنس محمد مخامرة من مدرسة ذكور يطا الثانوية، من تربية يطا، ومحمد ناصر الخطيب، من مدرسة ذكور بيتونيا الثانوية، من تربية رام الله والبيرة، وميرا لؤي غنيم، من مدرسة بنات الخضر الأساسية، من تربية بيت لحم.
وتخلل الحفل فقرات فنية شعبية وعزف وغناء قدمتها فرقة مديرية تربية نابلس، إضافةً لفقرة للدبكة الشعبية قدمتها طالبات من مدرسة بنات رام الله الثانوية، كما تم عرض فيلم وثائقي حمل عنوان: "وفه التبجيلا" من إنتاج الإدارتين العاميتين للتقنيات التربوية والعلاقات العامة والدولية، جسد محطات من نضال المعلمين وعطائهم المستمر، ومجابهتهم التحديات الماثلة وممارسات الاحتلال المجحفة.