الاحتلال غير جاهز لصفقة تبادل
حماس لسوا : لم يعرض علينا تهدئة طويلة الأمد وعلاقتنا بالجهاد ترتكز على 3 مشتركات أساسية
كشفت حركة حماس ، عن تفاصيل الزيارة التي أجراها وفدها برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية ، إلى العاصمة المصرية القاهرة، والملفات التي جرى بحثها مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي والمسئولين المصريين.
وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع في حوار مع وكالة "سوا" الإخبارية اليوم الخميس، إن العلاقة مع الجهاد الإسلامي إستراتيجية وثابتة ودائمة ، مضيفا أن اللقاءات الثنائية الأخيرة في مصر دشنت لمرحلة جديدة أكثر تنسيقا وتماسكا بين الحركتين ورممت بعض الرتوش البسيطة التي حصلت في الفترة الأخيرة.
وأشار القانوع إلى أن اللقاءات التي عقدت مع الجهاد الإسلامي جاءت استكمالا للقاءات ثنائية سابقة وراكمت نقاط قوة أكثر بين الحركتين، وتجاوزت كل الإشاعات والمهاترات التي ظهرت في الفترة الأخيرة للسعي لإحداث فجوى وجفوة بين الحركتين
وأكد القانوع أن اللقاءات أسست لعلاقة متينة أكثر وأكبر وقطعت الطريق أمام أي محاولة لإحداث تفرقة بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.
وأضاف القانوع لسوا:" أكدنا لحركة الجهاد الإسلامي أن العلاقة قائمة ومتينة على مستوى غرفة العمليات المشتركة والعمل الوطني المشترك".
وأردف القانوع أن "علاقتنا مع الجهاد الإسلامي ترتكز على 3 مشتركات أساسية، الأول هو المشترك الثنائي حيث نلتقي بشكل ثنائي مع حركة الجهاد الإسلامي ونتشاور في بعض القضايا، وهناك اجتماعات ثنائية".
وأوضح أن " المشترك الثاني الذي نلتقي فيه مع الجهاد الإسلامي هو المشترك الوطني الميداني، فهناك عمل وطني ميداني مشترك سواء عبر الهيئة الوطنية لمسيرات العودة التي يرأسها عضو المكتب السياسي خالد البطش، أو على مستوى غرفة العمليات المشتركة التي تعتبر حركة الجهاد أحد مؤسسيها والقواعد العريضة التي تتكأ عليها المقاومة، إضافة للبرنامج الوطني الذي تلتقي فيه الحركتان".
وتابع القانوع لسوا :" أما المشترك الثالث هو المشترك الاستراتيجي الثابت من خلال البرنامج السياسي، والهدف الاستراتيجي للحركتين المتمثل بتحرير كامل تراب فلسطين وعدم التنازل عن ذرة تراب منها، إضافة لتبني مشروع المقاومة بكل أشكالها، إضافة لرفض مشروع التسوية والتنسيق الأمني، والمفاوضات مع الاحتلال".
وشدد القانوع على " أننا لا نسمح لأحد أي كان سواء الاحتلال الإسرائيلي أو أذنابه من أن يوقعوا بين الحركتين"، مؤكدا أن "هذا اللقاء راكم نقاط قوة كثيرة وعالج قضايا متعددة وسينعكس بالقوة والتنسيق العالي وبالإيجاب على القواعد التنظيمية بين الحركتين".
التهدئة مع الاحتلال
وحول الملفات المطروحة مع المسئولين المصريين، قال القانوع إن " زيارة هنية جاءت بناء على دعوة مصرية وجهت لقيادة الحركة للقاء المسئولين المصريين؛ بهدف ترتيب بعض القضايا الثنائية والتشاور حولها، وللحديث في الإطار العام للقضية الفلسطينية والإطار الخاص الذي يخص قطاع غزة فيما يتعلق بمسيرات العودة وإلجام الاحتلال الإسرائيلي، وسبل كسر الحصار".
وأكد القانوع لسوا أنه "لم يعرض على حركة حماس تهدئة طويلة الأمد، موضحا أننا "في تفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي لتخفيف الحصار عن قطاع غزة بالرعاية المصرية والأممية".
ولفت القانوع إلى أن "الاحتلال يتنصل في تنفيذ هذه التفاهمات، وبالتالي نحن نعمل على تعزيز وتثبيت هذه التفاهمات عبر الوسيط المصري والأممي للضغط على الاحتلال لتنفيذ باقي بنودها".
ملف تبادل الأسرى
وأوضح القانوع أن " ملف تبادل الأسرى لم يطرح خلال الزيارة، مشيرا إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي غير جاهز لطرح هذا الموضوع".
وأكد القانوع لسوا أن هذا الملف له استحقاقه والمقاومة الفلسطينية هي التي تستطيع أن تتحدث عنه، متابعا أنه "حينما يكون الاحتلال جاهزا لدفع فاتورة استحقاق صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، فإن حماس جاهزة للحديث والتفاوض غير المباشر لانتزاع حرية الأسرى".
مسيرات العودة
وحول مسيرات العودة، أشار القانوع إلى أنه تم التشاور مع قيادة الجهاد في هذا الملف، وقلنا إن هذه المسيرات خيار نضالي مجمع عليه فصائليا ومدعوم شعبيا، وأن تريث مسيرات العودة أو توقفها قليلا لا يعني إنهائها".
ومضى قائلا لسوا:" هناك إجماع وطني على استمرار المسيرات، وعلى ألا يتم وقفها إلا بتحقيق أمرين، الهدف المرحلي هو كسر الحصار عن قطاع غزة، والهدف الاستراتيجي هو تثبيت حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والتصدي ل صفقة القرن وهذا مجمع عليه فصائليا".
جولة هنية الخارجية
في شأن آخر، قال الناطق باسم حماس "إن من حق رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية والقيادات الفلسطينية أن تنقل قضايا وهموم شعبنا الفلسطيني وتحشد الشعوب العربية والدعم لتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني".
ولفت القانوع لسوا إلى ان أي جولة خارجية لهنية ستنعكس إيجابا على القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى المشروع الوطني وقضية القدس ، وتحديدا قطاع غزة .
وأكد أننا "نعمل أن تسهل وتكتمل جولة خارجية لهنية؛ بهدف تحشيد الطاقات لصالح القضية الفلسطينية ومشروعنا الوطني".