قيادات من القسام والسرايا بالقاهرة ومقترحات جديدة للتهدئة في غزة
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، اليوم الأربعاء، أن قيادات عسكرية من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تتواجد في العاصمة المصرية القاهرة، مشيرة إلى وجود مقترحات وصيغ جديدة للتهدئة في قطاع غزة .
ونقلت صحيفة القدس المحلية عن المصادر قولها، إن القيادات العسكرية غادرت مع وفود القيادات السياسية لحماس والجهاد إلى مصر. مشيرةً إلى أن قياديًا من القسام يتواجد مع وفد حماس الذي ترأسّه اسماعيل هنية، فيما تتواجد 4 قيادات من سرايا القدس مع الوفد الذي غادر غزة أول أمس، تزامنًا مع وصول أمين عام الجهاد الإسلامي زياد النخالة للقاهرة.
وأوضحت المصادر، أن القيادات العسكرية شاركت الليلة الماضية في لقاء عقد في مكتب حركة حماس بالقاهرة، بحضور القيادات السياسية، للتباحث في آليات تنسيق جديدة للعمل الميداني بعد جولة التصعيد الأخيرة وما شابها من محاولات إسرائيلية لترسيخ فكرة تحييد حماس عن المشاركة فيها.
وقالت المصادر، إن اللقاء ركّز على تفعيل غرفة العمليات المشتركة مجددًا بعد ما جرى في التصعيد الأخير، كما جرى التباحث في الخطوات المتعلقة بالرد على أي عدوان إسرائيلي، وضرورة التنسيق المشترك للرد، وتعزيز الاتصال الدائم بين القيادتين العسكريتين.
ورجحت المصادر أن تشارك قيادات عسكرية من سرايا القدس في الزيارة الخارجية التي سيقوم بها وفد الجهاد الإسلامي إلى لبنان وسوريا وإيران، في حال سمحت مصر بذلك.
وتشارك القيادات العسكرية للجهاد الإسلامي، في اللقاءات الداخلية التي تجريها القيادة السياسية للحركة، بشأن قضايا تتعلق بالوضع الداخلي، كما تناقش المقترحات المصرية تتعلق بملف التفاهمات مع الاحتلال وضرورة تثبيت حالة الهدوء ووقف إطلاق الصواريخ.
وتؤكد المصادر وجود مقترحات تتعلق بتفاهمات وقف إطلاق النار بغزة ستطرحها مصر بعد أن صاغتها مع ممثل الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف وأطراف أخرى، ووصلت نسخة منها إلى إسرائيل.
وأشارت المصادر، إلى جهود تبذل لإقناع الفصائل بمقترح وضعه ميلادينوف بالتنسيق مع قطر أيضًا وبعلم روسيا، وبإشراك السلطة، حول اتفاق تهدئة طويل الأمد يمتد لنحو خمس سنوات.
ولفتت المصادر إلى وجود ضغوط دولية من جهات مختلفة على الفصائل وحركة فتح لإتمام ملف الانتخابات، بهدف إعادة الاستقرار للوضع الداخلي، وإنجاز الملفات الداخلية التي تسهم في تثبيت وقف إطلاق النار مع إسرائيل بغزة، وإنعاش الضفة والقطاع اقتصاديًا.
وتقول المصادر إنه لا يمكن الجزم بنجاح تلك الجهود خاصةً فيما يتعلق بالتهدئة طويلة الأمد، في ظل محاولات الجهاد الإسلامي لتثبيت سياسة "مشاغلة العدو"، ورغبة فصائل أخرى باستمرار مسيرات العودة، وهو ما يعني وقوع جرحى وربما شهداء، ما يدفع الجهاد الإسلامي للرد والعودة لجولات تصعيد أخرى.
وتتزامن هذه التطورات، مع إصدار نفتالي بينيت وزير الجيش الإسرائيلي أوامره لكبار قادة الجيش ببحث جدوى تطبيق مقترح الوزير يسرائيل كاتس بإقامة جزيرة اصطناعية قبالة سواحل غزة، والتي اعتبرت خطوة ضمن خطوات أخرى للتوصل لتسوية مع حماس في غزة.
واعتبرت إسرائيل في أكثر من مرة أن اغتيال بهاء أبو العطا القيادي في الجهاد الإسلامي، قد أزال الكثير من أسباب إمكانية فشل التوصل لاتفاق مع حماس، معتبرةً إياه بأنه كان عقبة أمام التوصل لتفاهمات.
وأكدت مصادر مقربة من حماس أنه لم يتم إطلاعهم على مشروع الجزيرة الاصطناعية عبر الوسطاء، وأن هناك اتصالات دائمة مع الوسطاء من أجل إلزام إسرائيل بتنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها.
ولم تنف المصادر وجود مقترحات يتم صياغتها من أجل توسيع التفاهمات مع قرب انجاز المستشفى الميداني، من أجل تنفيذ مشاريع بنية تحتية أكبر. مشيرةً إلى أن الوسطاء أبلغوا الفصائل بأن إسرائيل ستبقى ملتزمة بأي تفاهمات.